الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع الطلب الآسيوي على النفط

تراجع الطلب الآسيوي على النفط
12 يوليو 2008 00:42
تواترت في الآونة الأخيرة بعض المؤشرات التي تدل على أن المستهلكين في بعض الدول الآسيوية شرعوا في ترشيد استهلاكهم للنفط نتيجة لصعود الأسعار وبشكل أنعش الآمال أن المنطقة أصبحت في طريقها لأن تخفف ضغوطها على أسواق الطاقة في حال بقاء الأسعار في مستوياتها العالية· ومن المعلوم أن القارة الآسيوية تعتبر المنطقة الأكبر في العالم للطلب الجديد على النفط، بحيث تسهم الصين وحدها بنصف الزيادة في الطلب العالمي في هذا العام· أما الآن وقد عمدت العديد من الحكومات في آسيا إلى التخلي عن مساعداتها ودعمها للوقود وشهدت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً نتيجة لذلك، فقد برزت العديد من المؤشرات التي تدل على تباطؤ النمو المتسارع في الطلب على النفط· وبعد أن أقدمت ماليزيا على رفع أسعار الجازولين بنسبة 41 في المئة في أوائل يونيو الماضي ذكر ستيفن كيه بوه استشاري التسويق في إحدى ضواحي كوالالمبور العاصمة أنه عمد إلى بيع إحدى سيارتيه الكبيرة الحجم واستبدلها بواحدة أصغر حجماً وأكثر ترشيداً للطاقة وتمكن بذلك من توفير مبلغ يزيد على 100 رينجت (31 دولاراً) في تكاليف الوقود في كل شهر· ويشير أفندي سامسون المشرف على محطة شل للبترول في إحدى ضواحي كوالالمبور أن أعماله التجارية بدأت تشهد تراجعاً بمعدل 30 في المئة على الأقل منذ أن ازدادت أسعار البترول· والآن فقد أصبح يحتاج إلى ناقلة أقل للوقود في كل أسبوع على الأقل· إلى ذلك فإن العديد من المحللين بدأوا أصلاً في خفض سقف توقعاتهم بالنسبة للطلب الآسيوي على النفط في هذا العام، وذكرت مجموعة الطاقة العالمية (فاكثز) الاستشارية في سنغافورة أنها تتوقع الآن أن يرتفع الطلب الآسيوي على النفط بمعدل لا يزيد على 2,7 في المئة مقارنة بتوقعات مبكرة بمقدار 3,3 في المئة على الرغم من أنها لاحظت أنه وعلى الرغم من تباطؤ هذه المعدلات إلا أن النمو الآسيوي في الاستهلاك ما زال يتسم بالقوة· أما في تايلاند حيث عمدت السلطات منذ فترة طويلة إلى خفض بعض المساعدات من أجل تهدئة التقلبات العالمية للأسعار فقد شهدت مبيعات الدراجات ازدهاراً غير مسبوق· وقد ازدادت حركة السير على الأرصفة الجانبية للطرق العلوية بنسبة تتراوح ما بين 10 و15 في المئة في الشهر الماضي بسبب أن المزارعين أجبروا على ايقاف التراكتورات واستخدام الحيوانات في تنقلاتهم بدلاً عنها· وذكر كريسمان سوريا مقدم أحد البرامج التلفزيونية في أندونيسيا أنه عمد إلى ترك سيارته داخل الجراج وبدأ يستخدم دراجته البخارية للوصول إلى مكان عمله في كل يوم قبل أن يتمكن من توفير حوالي مليون روبية أو 110 دولارات شهرياً· ويبدو أن الأمر يحتاج إلى أشهر عديدة مقبلة حتى تتضح الصورة الكاملة الخاصة بآثار تراجع الطلب على ارتفاع أسعار الوقود في آسيا· ويذكر أن بعض المستهلكين في آسيا كانوا قد قللوا من استخدامهم للطاقة بعد ازدياد الأسعار في أندونيسيا وأماكن أخرى في عامي 2004 و2005 من أجل تغيير سلوكياتهم حتى تستقر موجة ارتفاع أسعار النفط وتبدأ الحكومات مرة أخرى في بدء برنامج المساعدات· بيد أنه ما زال من المبكر أيضاً الحكم على أن الأسعار العالية قد أدت وبشكل ملحوظ إلى تقليل الاستهلاك في الهند والصين الدولتين الأكثر طلباً على النفط الجديد في آسيا· وقد عمد المسؤولون في الهند إلى رفع أسعار الوقود بحوالي 10 في المئة فقط في أوائل يونيو المنصرم، وبرغم ذلك فقد أدت هذه الزيادة إلى إشعال أعمال الشغب والاحتجاجات قبل أن ينفذ أكثر من 4 ملايين سائق للشاحنات إضراباً عاماً· وأشارت العديد من التقارير أيضاً إلى أن المزيد من جموع السائقين العاديين في الدولة قد أعادوا تصميم محركات سياراتهم بحيث تعمل بالغاز الطبيعي بدلاً من الجازولين أو الديزل الأكثر تكلفة· ونتيجة لذلك فقد أصبح سائقو الركشة والحافلات -التي تعمل آلياتهم أصلاً بالغاز الطبيعي- يواجهون معاناة الوقوف في صفوف طويلة من أجل الحصول على الوقود· أما في الصين حيث رفعت السلطات أسعار الجازولين التي تسيطر عليها الحكومة بنسبة 17 في المئة في الشهر الماضي، إلا أن العديد من المحللين مازالوا يتوقعون أن يزداد الطلب على النفط على الأقل على المدى القصير بسبب أن شركات التكرير الصينية تواجه نقصاً في إمداد السوق بالسلع المكررة قبل أن تتجنب بيع الوقود بأسعار متدنية· أما الآن وفي ظل ارتفاع الأسعار مرة أخرى فيتوقع المحللون أن تشرع المصافي في الإفراج عن المزيد من الإمدادات من أجل تلبية الطلب المرتفع· نقلاً عن ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©