الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سالم ساحوه: والدي نوخذة تعلمت منه تحمل المسؤولية والقيادة

سالم ساحوه: والدي نوخذة تعلمت منه تحمل المسؤولية والقيادة
10 سبتمبر 2009 23:12
يعتبر المحامي سالم عبيد ساحوه نفسه الأكثر حظا في العالم، لأن الله سبحانه وتعالى جعله في أسرة صنعت منه رجل قانون ناجحاً ومحامياً لامعاً في سماء العدالة القضائية، وهو مؤمن أن سر نجاحه يكمن في والدته التي رفعت قواعد بنائه، وثبتت الأساس الذي مكنه من النهوض والنجاح في الحياة. عاصر ساحوه جيلين، حيث التحق بالكتاتيب قبل قيام الاتحاد، وكان سكن الأسرة في منطقة الشويهيين في الشارقة قرب مستشفى تابع للإرسالية البريطانية. يقول عن نشأته: «في عام 1968 انتقلت الأسرة إلى منطقة ميسلون، وكان والدي -رحمه الله- «نوخذة»- قائد سفينة الشيخ أحمد بن علي آل ثاني في دولة قطر، وقد تعلمت منه الكثير بخاصة كيفية اتخاذ القرارات التربوية الصارمة، فقد لعب والدي دورا كبيرا في صقل سلوكياتي وشخصيتي، فوالدي كان رجلا قليل الكلام كثير الأفعال، وقدوة لغيره من الرجال، ولذلك كان يأخذ الأمور بجدية متناهية لإحساسه بأنه المسؤول عن تسيير الأمور. لذلك تعلمت منه معنى المسؤولية والقيادة». كان والده كثير السفر وكان يصطحبه معه في أسفاره سواء للصيد أو للتجارة، مما منحه منذ البداية مهارات عدة، وشغفا كبيرا للسفر والتنقل بين بلدان العالم، حيث لمس الفوائد واكتسب الخبرات. الأم والزوجة حين تتطرق الذكريات إلى «الأم» يرى ساحوه أن والدته ليست مجرد أم عادية، يقول: «لقد كانت لديها عدة مواهب وقدرات، لأنها من حفظة القرآن الكريم تلاوة وترتيلا، وهي أيضا شاعرة، وفوق ذلك كله إنها ينبوع من الحنان». لذلك كانت رعايتها له من نوع خاص إذ جعلت من ولدها إنسانا متميزا بين أقرانه، ولم يشعر أنه بحاجة إلى أي شيء، خاصة من الناحية المادية وتلبية طلباته، وكانت توجه أبناءها بحيث لا يستغلون تلك الرفاهية فيما يضرهم ولا يفيدهم. تأثر كذلك ساحوه بزوجته التي استطاعت أن تكمل ما أرسته والدته من خلال توجيه طاقته إلى التفوق والتقدم في مجال عمله بالمحاماة، يقول في ذلك: «أعتمد على زوجتي في الكثير من شؤون حياتي وتربية الأبناء، وذلك لا يعني أنني كنت بعيدا عن أبنائي، لأن كل غرس بحاجة إلى أساس وقدوة وإلى من يتعلم على يديه، ولا يكمل ذلك داخل الأسرة إلا الأب». تأثر وتأثير قام ساحوه بتعليم أبنائه السباحة وركوب الخيل، وأنشأ مزرعة تتوفر فيها أنواع مميزة من الخيول العربية، يقول باعتزاز: «أصبح أبنائي من الفرسان المهرة على الرغم من صغر سنهم، كما علمتهم رياضة كرة القدم، لأنني كنت دائم التفوق في مجالات الرياضة، كما كنت عضو فرق الناشئة في نادي الشعب الرياضي بالشارقة». وكما تأثر الأبناء به، كان قد تأثر من قبل بشخصيات كان لها الدور الكبير في حياته، يقول: «تأثرت ببعض أفراد عائلتي، وكذلك بسيف الخضر الذي علمني فن التعامل مع الناس وكسب ودهم وحبهم، ووجهني إلى أن أمارس المحاماة». ويرجع بذكرياته إلى مرحلة المراهقة، يبتسم ويقول: «كنت أخرج في سيارة مع مجموعة من الأصدقاء ونبحث عن أي منزل مضاء بالمصابيح التي تعلق خلال حفلات الزفاف، ونعرف أن هناك حفلا فنيا سيقام ليلا، وذلك من أجل الفرجة والتمتع بمشاهد الفرق التي تقدم الأهازيج الشعبية». أيضا يذكر أنه كان مشهورا بين أصدقائه بمهارته في تنظيم الرحلات الداخلية والخارجية، ولذلك لا يسافر أحد أصدقائه دون أن يلجأ إليه كي ينظم له كل تفاصيل الرحلة، ومن شدة شغف سالم بالرحلات والسفر أصبح يجيد الطهي، ولا يزال إلى اليوم يسعد بدخول المطبخ ويعد أصنافا من الطعام لأسرته». استعادة الحقوق يعتبر ساحوه أن سعادته الحقيقية تكمن في مساعدة كل إنسان ليستعيد حقه المهدور، أو أن يستعيد له حياته ومستقبله بإنقاذه من غياهب السجون. يقول: «إن مهنة الحقوقيين (سواء المحامي أو القاضي) هي من أعظم المهن، وأتمنى أن يعرف الجميع مدى المعاناة التي يلقاها المحامي في أداء تلك المهنة، خاصة حين يشعر بأنه أصبح المسؤول الوحيد عن حل مشاكل موكله وإنقاذ حقوقه وحياته من الضياع». يضيف: «لا يخرجني من متاعب المهنة إلا الجلوس مع أسرتي وممارسة هواية تربية بعض الطيور في المزرعة لما في ذلك من تسلية للنفس وإثراء للروح. فيما يبقى السفر والتعرف على الثقافات المختلفة لكافة شعوب الأرض هي المتعة التي أسعى إليها، لذا أهتم باصطحاب أسرتي معي لأنني في الأساس اعتدت السفر مذ كنت في العاشرة من عمري. كما أذكر حين ركبت الطائرة لأول مرة، وسافرت وحيدا لأتعرف على العالم بتشجيع من والدتي، فالسفر قد يكون معلما رائعا ندين له بالفضل». ومن أهم الذكريات المرتبطة بالسفر، تلك التي كانت خلال أسفاره إلى أميركا وبريطانيا من أجل تلقي دروس اللغة الإنجليزية، وكان من نصيبه أن يسكن مع أسرة من إيران مقيمة في بريطانيا من أجل اكتساب اللغة الإنجليزية، فيما كانت معلمته في أميركا مسلمة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©