الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تتويج حفظة القرآن في احتفالية مباركة في أبوظبي

تتويج حفظة القرآن في احتفالية مباركة في أبوظبي
10 سبتمبر 2009 23:13
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران»، رواه البخاري، فالقرآن أعظم معجزات الله تعالى الخالدة، وجنة نعيم المؤمن الحافظ له، والذي عظمت مكانته وعلت منزلته في الدنيا والآخرة، فخيرهم من تعلم القرآن وعلمه وعمل بمقتضاه واتبع أوامره واجتنب نواهيه، وجعل كتاب الله أنيسه في وحدته يزيح عنه الحزن والكرب، ويحرر صدره من هموم الدنيا ومصاعبها، فبقراءته لكلام الله يستشعر المؤمن مدى قرب الله، ويستحضره في كل عمل يقوم به، وكل خطوة يخطيها. وفي هذا الشهر الفضيل، ومن أجل أن يعم خير القرآن قلوب براعم وطننا من الأطفال، تم الاحتفال بحفظة كتاب الله في مسابقة المرحوم خليفة عبيد الجابر المري في دورته التاسعة، لتشجيع الناشئة على حفظ كلام الله عز وجل حيث تم تكريم 782 حافظاً وحافظة من أصل 1667 يمثلون أكثر من 50 مؤسسة ومركزاً لتحفيظ القرآن الكريم داخل الدولة. التميز للمركز الأول وقع قوي ومكانة عزيزة في القلب، يسعى له كل متسابق، فما بالك عندما يكون هذا الانتصار جائزته تنالها مرتين، مرة في الدنيا ومرة أخرى في الآخرة، فعبدالله عبد الرحمن حسن، القادم من إمارة عجمان للمشاركة في هذه المسابقة كان محظوظاً هنا، حيث نال المركز الأول بجدارة، فهو متمكن من تلاوة كتاب الله، ومخارج الحروف لديه واضحة، ولعلها كانت ورقته الرابحة التي حققت انتصاره على أقرانه الذين تميزوا مثله بعذوبة الصوت وروعته، فيقول عبدالله البالغ من العمر 18 عاماً: «بدأت وأصدقائي بحفظ القرآن الكريم منذ أن كنت بعمر الثامنة، لتمر الأيام ونكبر ونستمر في حفظ القرآن، ويشجع كل واحد منا الآخر، فلا يمكن لأحد منا أن يستغنى عن كتاب الله بوجود الصديق الصالح الذي يعاونك على التمسك به، وأحمد الله العلي القدير أن وفقني في هذه المسابقة، بعد أن أتممت حفظ كتابه قبل أربع سنوات بفضله، وفضل تشجيع والديَّ، ودعم المشايخ الذين علموني، وأصدقائي المساندين لي في الحفظ، وأنا أنصح الشباب أن يلجأوا إلى كتاب الله لينالوا الأجر العظيم، ويجعلوه دليلهم ومرشدهم في هذه الحياة، وهذا ما أسعى له، فأتمنى أن ألتحق بكلية إدارة الأعمال لأدرس المحاسبة، وأعمل كمحاسب متميز أستحضر الله في عملي وأقوم به بإتقان، وأنصح زملائي بما أمر القرآن فآمر بالمعروف وأنهي عن الفحشاء، وأدعوهم لحفظ القرآن الكريم وتشجيع أبنائهم على حفظه، لأقوم بدوري كمسلم حافظ لكتاب الله». رجل تربى على القرآن لايمكن وصف شعور أبو عمار وهو يقوم بتصوير ابنه عمار بكاميرا الهاتف النقال، بعد أن اعتلى خشبة المسرح يتلو على الحضور بصوته الشجي آيات سبق لوالده أن تأكد من كونه يحفظها ويؤديها بإتقان فيقول: «حفظ كتاب الله عز وجل نعمة، وفوز ابني بفضل حفظه منحة له ولي من عند الله، وأنا أحرص على أن يشارك في مثل هذه المسابقات التي تشجعه وتزيد من تعلقه بكتاب الله، الأمر الذي أثر في تحصيله الدراسي ليحصل على المراكز الأولى باستمرار، كما وأثر على نضج شخصيته، وهذا بكل تأكيد بفضل الله أولا وفضل والدته التي بدأت معه وشقيقاته منذ صغرهم، وهو الآن يساعدهن في الحفظ وينصحهن ويسمع لهن، مما يجعلني فخور بابني الذي لا يتعدى عمره الرابعة عشرة لكنه يتمتع بعقل وتفكير رجل تربى على القرآن»، ويعلق عمار عن فرحة والده به: «أبي فخور جداً، وسعيد لفوزي بالمرتبة الثانية إلى حد أنه حرص على تواجدنا هنا بالرغم من الصيام، وطول المسافة بين الفجيرة وأبوظبي، إلا أن هذا لم يمنعه من إحضاري والتواجد معي». لجنة التحكيم يقول الشيخ محمد عبدالعزيز، رئيس لجنة التحكيم، وإمام وخطيب في الأوقاف: «يمكنني أن أقول إن هذا النوع من المسابقات يخلق قدراً من التنافس الإيجابي بين أبنائنا، يساهم في غرس القيم الأخلاقية الحميدة في نفوسهم، ليكونوا أفراداً صالحين يساهمون في بناء وطنهم بما يرضي الله عز وجل، ومن خلال مشاركتي كعضو في لجنة تحكيم للعديد من مسابقات تحفيظ القرآن الكريم، ورئيس لجنة التحكيم في هذه المسابقة منذ انطلاقته وإلى الآن لم أر أعظم من أن يتمسك الناشئة بحفظ كتاب الله وتدارسه والذي هو اختيار رباني لقوله تعالى: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا )- فاطر 32-، وعن طريقة اختيار الفائزين في حفظ القرآن الكريم فهي قائمة على أساس القراءة السمعية التي تطبق فيه أحكام التجويد، إلى جانب صوت القارئ الندي ومدى استشعاره للقرآن، وتغنيه بآيات الله وإحساسه عند القراءة، ويتم تصنيف المتسابقين من خلال مخارج الحروف والوقوف والابتداء وطريقة أدائه، ولكن يبقى الصوت هو السلاح القوي بين المتسابقين، فهو هبة من الله يعطيها من يشاء من عباده، وتلعب دوراً مهماً عند الاختيار». غبطة أم أحمد هي أحد الحضور الذين حرصوا على التواجد في هذه المسابقة القرآنية، لتهنئة الفائزين بفوزهم، إلا أنَّها شعرت برغبة عارمة في أن يكون أبناؤها من الفائزين في هذه الليلة، فتقول:» أبنائي لايزالون صغاراً، وهذه أول مرة يلتحقون بمعهد التحفيظ، فسجلت أبنائي أحمد 7 سنوات ونيرة 8 سنوات في الدورة الرمضانية، وهم ولله الحمد مجتهدون فقد أتموا حفظ جزء عامة، وقد لبيت دعوة الحضور للمسابقة لمجرد الاطلاع، وسعدت لفوز الأطفال إلا أني شعرت بالغبطة كأم فتمنيت أن يلتحق أبنائي بحفظة القرآن ليشاركوا في الدورات القادمة للمسابقة وينالوا الفوز، فهذه الطريقة تشجعهم كثيراً، وأنا حريصة على اتباع هذا الأسلوب في البيت عند تحفيظ أبنائي من خلال خلق جو من التنافس في ما بينهم، فمن يتم حفظ أكبر قدر من الصفحات مع مراعاة أحكام التجويد ينال جائزة من اختياره تشجيعاً لهم، وتحفيزاً لحفظ المزيد، كما وأشاركهم بدوري في الحفظ لشعوري بمدى قربي من الله وحمايته لي».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©