الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف قامت دولة إسرائيل؟

19 ابريل 2018 01:43
تزايد اهتمام يهود الغرب بأرض فلسطين الغنية بالخيرات أواخر القرن التاسع عشر، عندما بدأ البارون الألماني موريس دي هيرش بتأسيس جمعية الاستعمار اليهودية في 1891 في لندن لمساعدة الاستيطان اليهودي في فلسطين، والتي كانت نواة الحركة الصهيونية العنصرية التي دعا إليها الصحفي والكاتب اليهودي النمساوي - الهنغاري ثيودور هرتزل الذي قام بعد ذلك بنشر كتاب عنوانه «الدولة اليهودية» عام 1896، يدعو فيه لإنشاء دولة يهودية في فلسطين. وانعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا بالعام نفسه، داعياً لإنشاء «وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين» التي كانت ضمن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة العثمانية آنذاك. وتم تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية للعمل من أجل تحقيق هذا الهدف بعد انتشار الفكر الصهيوني المتطرف بين يهود وسط وشرق أوروبا. توالى انعقاد مؤتمرات الحركة الصهيونية حتى عام 1901، عندما انعقد المؤتمر الصهيوني الخامس في بازل، وأقر تأسيس الصندوق القومي اليهودي، وهدفه الرئيس شراء الأراضي في فلسطين لتصبح وقفاً لكل «الشعب اليهودي» وتوظيف يهود فقط في هذه الاستثمارات الصهيونية. خلال مؤتمرها الرابع في أغسطس 1903، أقّرت منظمة الهستدروت الصهيونية العالمية دستور الصندوق القومي اليهودي ليكون من أجل شراء أراضٍ في فلسطين، وإيجارها لليهود فقط، والامتناع عن بيعها. وفي عام 1907، تم تسجيل الصندوق القومي اليهودي في بريطانيا كشركة خاصة محدودة الضمان. عام 1920، تم تسجيله في سجّلات الانتداب البريطاني على فلسطين كشركة أجنبية. وبدأ تدفق موجات من المهاجرين اليهود الصهاينة إلى فلسطين، بحدود 40000 يهودي للفترة بين 1904 و1914، مما أدى إلى تزايد نسبة السكان اليهود في فلسطين إلى حوالى 6%. وتم عام 1909 إنشاء أول كيبوتس صهيوني حُصر العمل فيه لليهود فقط، وتم تأسيس مدينة تل أبيب شمالي يافا التي كانت مُخصصة لسكن اليهود فقط. وعقد مؤتمر السلام المخجل في سان ريمو في 25 أبريل، ليكرس الاستعمار البريطاني، ويعطي بريطانيا الوصاية الدولية، أو «الانتداب»، على فلسطين. وتم تسمية السير هربرت صموئيل، السياسي اليهودي الصهيوني، لإدارة الانتداب البريطاني في فلسطين. يوم 3 يونيو 1921 أصدر وزير الاستعمار البريطاني آنذاك، ونستون تشيرتشل، الكتاب الأبيض الذي استثنى فيه شرق الأردن من نطاق وعد بلفور، واشترط بأن تكون الهجرة اليهودية وفقاً «للقدرة الاستيعابية الاقتصادية للبلد». وفي 24 يوليه 1922، صادقت عصبة الأمم، التي كان يتحكم بها البريطانيون آنذاك، على مهزلة الانتداب البريطاني على فلسطين. دخل الانتداب البريطاني على فلسطين حيز التنفيذ رسمياً في 29 سبتمبر 1923. في أول إحصاء سكاني بريطاني لفلسطين عام 1922، تبين أن عدد سكان البلاد قد بلغ 757182 نسمة، كانت نسبة العرب المسلمين منهم 78%، ونسبة العرب المسيحيين 11%، ونسبة اليهود 9.6% فقط، حيث كان الصهاينة يروجون آنذاك أن أرض فلسطين فارغة من السكان، وأنها كانت تنتظر رجوع اليهود إليها منذ 2000 عام. يوم 7 يوليو من عام 1937، أوصت اللجنة الملكية البريطانية «المعروفة بلجنة بيل» بتقسيم أرض فلسطين إلى دولة يهودية تضم 33% من البلاد، بما في ذلك حيفا والجليل والسهل الساحلي شمال اسدود، والدولة العربية في بقية البلاد، لتصبح جزءاً من شرق الأردن، على أن تبقى القدس تحت الانتداب البريطاني. ولا نجاح خطة التقسيم هذه، اشترطت اللجنة نقل «أو ترحيل» الفلسطينيين من الجزء اليهودي إلى الجزء العربي، حتى لو تم هذا النقل إجبارياً. ومن الطريف حقاً أن اللجنة قد أوصت بتهجير السكان من مدنهم طبقاً لحدودها المقترحة، وبوجوب أن يكون هناك العدد نفسه من اليهود والعرب في بعض المناطق المخصصة للدولة اليهودية، مثل مدينة حيفا. في مايو 1942، انعقد مؤتمر بلتيمور في نيويورك بحضور قادة الصهاينة من فلسطين والولايات المتحدة، وطالب المؤتمر «بإنشاء دولة يهودية في فلسطين» قبل انتهاء السنوات الخمس المسموح فيها لهجرة اليهود إلى فلسطين «أبريل 1944» بحيث يشمل جميع التأشيرات التي سُمح بها في عام 1939 والبالغة 75000، بناءً على توصيات الكتاب الأبيض. يوم 10 مارس 1948، صوت مجلس العموم البريطاني على إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، حيث تم في تل أبيب في الساعة الرابعة مساء يوم 14 مايو 1948، إعلان دولة إسرائيل وتم تعيين دافيد بن غوريون كأول رئيس وزراء لها، واعترف الرئيس الأميركي ترومان بدولة إسرائيل في اليوم نفسه. وفي اليوم التالي أعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها لفلسطين، ودخل قيام دولة إسرائيل حيز التنفيذ. نصَّار وديع نصَّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©