الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خذوا زينتكم عند كل مسجد

خذوا زينتكم عند كل مسجد
10 سبتمبر 2009 23:15
إن زينة الإنسان في نفسه ونظافته في بدنه، وطهارته في ثيابه وحياته فطرة جبل عليها الإنسان، ولهذا تميل إليها النفوس السليمة وتقوم عليها العقول النظيفة، وقد جاءت آيات القرآن وتوجيهات النبي، عليه الصلاة والسلام، تؤكد على ذلك وتحث عليه بني آدم جميعاًً، عن عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، قال قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، :«لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً وفعله حسنة؟» قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس». أخرجه مسلم. وعن أبي سعيد، رضي الله عنه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: «إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده». أخرجه أبو يعلي. إن وصفة الجمال سمة الإنسان المسلم، والنظافة منهجه في حياته في كل شيء في روحه ونفسه وقلبه وفكره وعقله، وجسده وثيابه وبيته، وشارعه ومدينته وأحواله كلها، وقد جاءت النصوص كثيرة جداً لتصوغ هذا الإنسان بذوقه الجميل وحرصه على كل جميل فقال،صلى الله عليه وسلم،: «إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً». أخرجه مسلم. وقال، عليه الصلاة والسلام،: «إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود». أخرجه البزار وأبو يعلي. وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذات مرة في المسجد، فدخل رجل ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن أخرج فأصلح رأسك ولحيتك، ففعل ثم رجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان». أخرجه مالك في الموطأ. كما يحث، صلى الله عليه وسلم، على الاغتسال والوضوء، تحقيقاً لأوامر القرآن، فقد جاء عنه،صلى الله عليه وسلم،: «ما لا يدع قولاً لقائل أو حجة لمتهاون في الطهارة والنظافة، وستبقى آثار الطهارة والوضوء نوراً لامعاً في وجوه المتطهرين»، «والله يحب المطهرين». قال أبوهريرة، رضي الله عنه، سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «إنَّ أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل». أخرجه البخاري. والغرَّة: هي البياض الذي يكون في مقدم الرأس. وأما النظافة والطهارة والزينة للمحافل ومجامع الناس فقد أسس لها النبي، صلى الله عليه وسلم، منهجاً قويماً وعملاً مستمراً، وذلك في لقاء يوم الجمعة وأمثاله، وعن البراء بن عازب قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، :«حق على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس أحدهم من طيب أهله، فإن لم يجد فالماء له طيب». أخرجه الترمذي وغيره، وكان للنبي، صلى الله عليه وسلم، حُلَّة يلبسها في العيدين ويوم الجمعة، كما رواه بن خزيمة وغيره. فهل ندرك مقاصد الشرع في التطهر والتجمل وإظهار الزينة المشروعة، ونحقق أمر الله وسنن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خاصة في الجمع والجماعات، حتى لا نؤذي الناس من المصلين والذاكرين، ونقف بين يدي رب العالمين كما يحب ويرضى، متذكرين قوله سبحانه: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد. د. محمد مطر الكعبي المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©