السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فالديز «بسمة» يترقبها فقراء باراجواي

فالديز «بسمة» يترقبها فقراء باراجواي
20 مايو 2010 22:49
يشعر من يستمع إلى قصة نيلسون هايدو فالديز أنها رواية كتبها أديب شهير، فقد ولد بطلها في وسط فقير، وعانى أشد الصعوبات، وبفضل قدراته ومجهوده والتوفيق الذي لعب دوره، استطاع أن يحقق حلمه ويلعب كرة القدم مع الكبار، واليوم، وهو في السادسة والعشرين من عمره، تمكن مهاجم الباراجواي الذي يتألق مع بروسيا دورتموند من قهر كل التحديات. وبهذا الحاضر الزاهر والمستقبل المشرق، يواصل فالديز أحلامه وينتظر القادم بكل شوق، وها هو أكبر أحلامه يدق الباب، فهو كأحد أعمدة منتخب الباراجواي الذي سيخوض منافسات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، ويتوق إلى كتابة تاريخ مجيد لمنتخب بلاده الذي يطمح إلى استكشاف مجاهل دور الثمانية التي لم تطأها الباراجواي من قبل، وقد تحدث هذا اللاعب المتواضع المرح عن كل هذا وأكثر في حواره مع موقع “الفيفا”. عقدة “التقزم” أمام الكبار في البداية، تحدث هايدو عن مفتاح نجاح منتخب بلاده قائلاً: “أعتقد أن الكثير من الفضل في التقدم الذي أحرزته الباراجواي يرجع للمدرب جيراردو مارتينو، فقد كان الفريق معروفاً بأسلوبه الدفاعي، وكان دائماً يتخذ وضع الدفاع في المناطق الخلفية ويسعى لتحقيق التعادل على الأقل. أما الفريق الحالي الذي كونه “تاتا” فهو فريق مهاجم، يضغط في المناطق الأمامية، وينطلق نحو الهجوم، ولا يستسلم” وكان يبدو أحياناً أن منتخب الباراجواي لا يظهر بقدراته الحقيقة أمام الفرق الكبيرة، وعن ذلك تحدث نجم هجوم بروسيا دورتموند، حيث قال: “ما زال ذلك يجري في دمائنا حتى الآن، إذ كان الباراجواياني دائماً أقل من غيره، ليس لأننا كذلك بطبيعتنا، بل لأننا كنا نكن احتراماً زائداً لفرق مثل الأرجنتين أو البرازيل، ولكن الوضع تغير كثيراً، حيث زاد تقديرنا لذاتنا، وأصبحنا نعرف ما نحن قادرون على فعله، وأظهرنا ذلك للجميع في التصفيات، وأعتقد أن ذلك سيلعب دوراً جوهرياً في جنوب أفريقيا. وأضاف: لدينا فريق يلعب أعضاؤه معاً كمجموعة واحدة منذ وقت طويل، لقد كبرنا سوياً منذ بداية كوبا أمريكا 2007، واحتفظنا بالقاعدة الأساسية للفريق في التصفيات، إنها أسرة تكاملت واندمجت بمرور الوقت، وسوف تصل إلى كأس العالم في أفضل أوقاتها. ويجتر هايدرو فالديز بعض الذكريات المؤلمة قائلاً: إن حدث مع سلفادور كابانياس كان محنة بالفعل، حدثني والدي عبر الهاتف فور علمه بما جرى، وأذكر كلماته جيداً: “إجلس جيداً لأنني سأخبرك بنبأ غير سار. لقد أصيب زميلك سلفادور كابانياس بطلق ناري في رأسه،” فاتصلت بزملائي وعرفت مدى خطورة حالته، لقد كان تعافيه شيئاً لا يصدق، ورغم أنه لن يكون معنا في جنوب أفريقيا، فإن ما فعله أمر هائل، وسوف يكون هناك يدعمنا معنوياً”. حلم التألق في المونديال وحينما تطرق الحوار إلى رؤيته للمجموعة التي وقع بها منتخب بلاده مع إيطاليا وسلوفاكيا ونيوزيلندا، قال المهاجم الباراجواياني: “إنها مجموعة تستطيع الباراجواي اجتيازها، أعتقد أننا يجب أن نتأهل، نظراً لإمكانيات فريقنا والمسيرة التي قطعناها في التصفيات، إنه شرف لنا أن نلعب أولى مبارياتنا ضد حامل اللقب، ولكن يجب أن نتذكر أنهم عادة ما يعانون في بداية أي بطولة لكأس العالم، وقد يكون ذلك سلاحاً نستفيد منه لكي نصنع المفاجأة، فالتوقعات والآمال عظيمة جداً في هذه البطولة. بدأنا التصفيات بشكل ممتاز، وذلك يعطي الناس إحساساً كبيراً بالتفاؤل ويوحي إليهم بأننا سنكون مفاجأة البطولة، لم تعبر الباراجواي مطلقاً دور الستة عشر، أعتقد أننا سنصل إليه أولاً ثم ستكون كل مباراة بمثابة مباراة نهائية، إن ثقتي كبيرة في أن هذا الجيل هو الذي سيبلغ ما لم تبلغه بلادنا من قبل. طفولة فقيرة وبالعودة إلى الوراء، لم يتردد هايدو في الكشف عن أدق تفاصيل معاناته في طفولته وبداية مسيرته، حيث قال: “عشت طفولة فقيرة ولكنها كانت جميلة جداً، وقد بدأت الصعوبات في الواقع عندما كنت في سن 15 سنة، عندما تركت البيت، وكانت العقبة الأولى هي إقناع أمي، لأنها لم تكن تريدني أن ألعب، ولكن لحسن الحظ كان أبي يؤيدني، وهكذا قمت بالرحلة إلى أسونسيون وأنا أحلم بأن أكون لاعب كرة قدم. ولكن المفاجأة التي كانت في انتظاري هي أنني كان علي أن أعيش تحت أحد الملاعب، ولم يكن ملعباً مثل كامب نو أو البيرنابيو، بل كان مجرد مكان صغير به أربعة أو خمسة مدرجات، وتحتها فراش بسيط أنام عليه. وقال: كنت أتدرب هناك مع كثيرين غيري، وهناك كنا نعيش، فقد كان السكن في شقة أو في فندق ترفاً لا يقدر عليه أي منا، وكان أبي يسألني دائماً عما إذا كنت بحاجة إلى شيء، وكنت أرد عليه بالنفي، ولكن الأمر في الحقيقة كان في غاية الصعوبة والمشقة، كنا أربعة ذهبنا معاً، وبعد مرور شهر واحد لم يبق غيري، كان إيماني بمواصلة الطريق إلى الأمام هو الذي جعلني أتجاوز هذه العقبات. وتابع حديثه عن النقلة الكبيرة في مشواره الكروي: “في الباراجواي يوجد الكثير من رجال الأعمال الذين يأتون ويقدمون العروض، وفي حالتي، ظهر أحدهم ودفع لي ثمن تذكرة الطائرة إلى ألمانيا، وقال لي إن كل شيء معد وجاهز، وما عليّ إلا أن أضع توقيعي، ولكن قبل أن أصعد إلى الطائرة سمعته يتصل بشخص في بريمن ويقول له: “أرسل إليك لاعباً”، ولم تكن لديهم هناك أدنى فكرة عن الموضوع، ولكن لحسن الحظ كان رئيس نادي فيردر متزوجاً من الباراجوايانية، وكانت هي التي أقنعت زوجها بأن يمنحني فرصة، وفي المباراة الأولى سجلت أربعة أهداف، وكان ذلك هو مفتاح بقائي في أوروبا.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©