الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضرورات تبيح المحظورات

10 سبتمبر 2009 23:21
بعد تأجيلها العام الدراسي بسبب رمضان، تجد وزارة التربية والتعليم نفسها في موقف صعب لا يساعدها على تأجيل العام الدراسي مرة ثانية، وذلك على الرغم من ارتفاع مطالب أولياء الأمور المتصاعدة بالتأجيل لغاية ما يتوافر لقاح أنفلونزا الخنازير الشهر المقبل. وإذا كان التأجيل بسبب رمضان لم يكن منطقياً، لأنَّ المدارس طول عمرها كانت شغالة في الشهر الفضيل، والتلاميذ يتواجدون خلف مقاعدهم الدراسية بانتظام وبدون أي مشاكل أو معوقات. كما أن الصيام لا يتعارض مع العمل ولا يعتبر عاملاً معيقاً له، وإذا نظرت الآن إلى أي فائدة أحدثها هذا التأجيل، فإنك لا تجد أي فائدة باستثناء أن الطلبة أصبحوا يسهرون طول الليل وينامون طول النهار. في المقابل فإنَّ التأجيل الآن بسبب أنفلونزا الخنازير فيه الكثير من المسوغات المنطقية، التي تبرر حصوله من باب أن الضرورات تبيح المحظورات، لأنك هذه المرة تتحدث عن خطر انتشار وباء على نطاق واسع، يفوق قدرة استيعاب المستشفيات، ومن الممكن أن يكون خارجاً عن نطاق السيطرة، وهي مرحلة لا يرغب أحد بالوصول إليها. وحالياً نسمع الكثير من القصص عن مستشفيات لم يعد فيها أماكن شاغرة في غرف العزل، بسبب كثرة المصابين والمشتبه بإصابتهم بأنفلونزا الخنازير. علاوة على أن التأجيل هذه المرة سيكون لفترة محدودة لغاية وصول لقاحات أنفلونزا الخنازير في شهر أكتوبر كما هو متوقع. ندرك أن التأجيل سيربك برنامج السنة المهزوز أصلاً، إلا أن هناك حلولاً لتقليل نسبة الارتباك، وتعويض النقص الحاصل في عدد الأيام الدراسة مثل اختصار عطلة نصف السنة، وتمديد الدارسة أكثر في الصيف، لأننا نتعامل مع ظرف استثنائي يحتاج إلى قرارات استثنائية. قد لا يكون القرار بيد وزارة التربية وحدها، وهي تحتاج إلى توصية من وزارة الصحة التي يقع على عاتقها اتخاذ كافة التدابير للوقاية من مرض أنفلونزا الخنازير لكن في كل الأحوال من حقنا أن نتساءل .. هل يعقل أن نؤجل الدراسة في رمضان من أجل أن يسهر الطلبة في الليل وينامون في الصباح، ولا نؤجلها عندما يكون هناك خطر انتشار وباء..! سيف الشامسي Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©