رفعت تركيا أمس حظرا على موقع تويتر كانت فرضته، بعدما قضت المحكمة الدستورية بأن الحظر ينتهك حرية التعبير. بينما حث الرئيس التركي عبدالله غول حزب العدالة والتنمية الحاكم على اتخاذ قرار بشأن مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة بحلول مطلع الشهر المقبل، وسط آمال حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض باستعادة أنقرة من الحزب الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان، بعد إعادة فرز داخلي للأصوات في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الأحد الماضي، لكن الحكم النهائي من جانب لجنة الانتخابات قد يستغرق عدة أسابيع.
وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء التركي إن سلطات الاتصالات في تركيا رفعت حظرا دام أسبوعين على موقع تويتر أمس بعدما قضت المحكمة الدستورية بأن الحظر ينتهك حرية التعبير.
ودخل قرار الحكومة حظر تويتر حيز التنفيذ في 20 مارس بعدما انتشرت على الموقع تسجيلات صوتية تزعم تورط أردوغان ومحيطه المقرب في فضيحة فساد. وأصدرت المحكمة الدستورية العليا في تركيا أمس الأول حكما يعتبر قرار الحكومة انتهاكا للقانون ولحرية التعبير، وأمرت بالرفع الفوري للحظر، وقد نشر القرار القضائي في الصحف الرسمية أمس ما جعله نافذا.
من جهة أخرى قال الرئيس التركي عبدالله غول في تصريحات لصحف تركية ترافقه في زيارته للكويت، عند سؤاله بشأن الانتخابات الرئاسية «قلت إننا سوف نتحدث بشأنها عندما يحين الوقت، وبما أن الانتخابات المحلية انتهت والانتخابات الرئاسية مقررة في أغسطس المقبل، فإن الوقت حان، وبحلول بداية مايو المقبل سوف يتضح الأمر». ورفض الإفصاح عما إذا كان سوف يدرس تبادل المناصب مع أردوغان ويتولى رئاسة الوزراء.
وكان غول طالب الحكومة التركية برفع الحظر المفروض على موقعي تويتر وفيسبوك للتواصل الاجتماعي. وقال «يجب إنهاء الحظر».
ونقلت عنه صحيفة راديكال قوله أمس «هناك حاجة الآن لرفع الحظر على تويتر ويوتيوب، أبلغت الوزير والسلطات بذلك».
كما كانت وزارة الخارجية الأميركية دعت في بيان صحفي في وقت سابق من أمس، أنقرة لأن تسارع برفع الحظر عن موقع تويتر. ونشرت الجريدة الرسمية في تركيا أمس الحكم الذي أصدرته المحكمة الدستورية أمس الأول، الأمر الذي يزيد الضغوط على هيئة الاتصالات التركية لكي ترفع الحظر.
ووفقاً للنص الرسمي لإفادة صحفية، قالت ماري هارف نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية «نعتقد أن الحظر يجب أن ينتهي، وإذا كان هناك حكم من المحكمة فنعتقد أنه ينبغي تنفيذه بسرعة، بأسرع ما يمكن». وأضاف النص «وبالطبع لا نعتقد أنه ينبغي حظر موقع يوتيوب أيضاً».
وكتب السفير الأميركي في تركيا فرانسيس ريكاردوني على موقع تويتر «نحن نرحب بقرار المحكمة الدستورية برفع الحظر على تويتر». وقالت شركة تويتر ومقرها سان فرانسيسكو في تغريدة أمس الأول «نرحب بقرار المحكمة الدستورية ونأمل أن يرفع حظر تويتر في تركيا قريباً».
في غضون ذلك، يأمل حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، في أن تؤدي عملية إعادة فرز داخلي للأصوات في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الأحد، إلى إلغاء فوز الحزب الحاكم في أنقرة.
وهيمن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان على الخريطة الانتخابية لتركيا في الانتخابات المحلية وحافظ على السيطرة على المدن الكبرى بما فيها إسطنبول المركز المالي. وإلغاء نتائج أنقرة لن يكون أكثر من ترضية للمعارضة التي فشلت في تبديد شعبية أردوغان على مستوى البلاد، في التصويت الذي أصبح استفتاء على حكمه وهو يخوض معارك في مواجهة مزاعم فساد.
ولم تعلن نتائج رسمية، لكن الفرز غير الرسمي من القنوات الإخبارية التركية أعطى لحزب أردوغان 45% مقارنة مع 28% لحزب الشعب الجمهوري. وفي أنقرة حصل مرشح حزب العدالة والتنمية ورئيس البلدية الحالي مليح جوكجيك على 44,6% من الأصوات، وفاز بفارق صغير على منصور يافاس مرشح حزب الشعب الجمهوري، الذي حصل على 43,8% حسب النتائج الأولية لهيئة الانتخابات. وقال المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا إنه سيبحث كل الطعون قبل إعلان النتيجة النهائية، وهي عملية يمكن أن تستغرق عدة أسابيع. (إسطنبول، أنقرة - وكالات)
عدد اليوم
