الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«واشنطن إكزامينر»: قطر تحاول خداع ترامب وعلى البيت الأبيض تلقينها درساً

19 ابريل 2018 02:01
دينا محمود (لندن) اتهمت وسائل إعلام أميركية النظام القطري بمحاولة خداع إدارة الرئيس دونالد ترامب، عبر منحها تعهداتٍ كلامية حول اعتزام الدوحة الكف عن تمويل التنظيمات الإرهابية وإيواء قادتها، دون القيام بأي تحركاتٍ فعلية على هذا الصعيد، بل ومواصلة الاحتفاء بالإرهابيين علناً، مثلما تمثل في حضور كبار مسؤولي الحكومة القطرية قبل أسبوع حفل زفاف نجل أحد أبرز المطلوبين على قائمة إرهاب أصدرتها الدويلة المعزولة نفسها، في ظل الضغوط الشديدة التي تتعرض لها في الوقت الراهن. وفي مقالٍ نشرته مجلة «واشنطن إكزامينر» الأميركية ذات التوجهات المحافظة، طالب الصحفي توم روجان بضرورة أن تستدعي وزارة الخارجية في واشنطن سفير «نظام الحمدين» لدى الولايات المتحدة، لإيضاح السبب وراء حضور رئيس الوزراء القطري عبد الله آل ثاني حفل زفاف نجل الإرهابي البارز عبد الرحمن النعيمي، الذي أدرجته قطر نفسها قبل نحو شهر على قائمةٍ تضم 19 شخصاً و8 كيانات، أقرت بأنها متورطة في أنشطةٍ إرهابية. ويُتهم النعيمي - الذي كان بطبيعة الحال على رأس حاضري حفل زفاف ابنه، ذاك الذي شارك فيه مسؤولون قطريون بارزون - بأنه رأس حربة عمليات توفير التمويل والدعم اللوجيستي للمنظمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط ودول الساحل والصحراء في أفريقيا. وسبق أن أُدْرِج هذا الرجل - وهو مؤسس منظمة تحمل اسم «الكرامة» - على قوائم الإرهاب التي أصدرتها قبل شهور الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، كما تُصنفه وزارة الخزانة الأميركية كأحد أبرز الإرهابيين في العالم. ووجه روجان في مقاله اتهاماتٍ ضمنية لرئيس الوزراء القطري، بأنه كان يدرك لدى حضوره حفل الزفاف، أن والد العريس الذي قَدِمَ لتوجيه التهنئة له هو النعيمي، وذلك في ضوء ما وصفته الصحيفة الأميركية بـ «الدور المركزي للأسرة على صعيد الهوية السياسية القطرية». وأسهب الكاتب في الحديث عن الأدوار التخريبية التي اضطلع بها النعيمي على مدار خمسة عشر عاماً «كان فيها مسؤولاً عن العمل كهمزة وصلٍ بين المتعصبين الأثرياء (في إشارة إلى ممولي الإرهاب في قطر) والفروع المختلفة لتنظيم القاعدة» في مختلف أنحاء العالم. وحرص المقال على الإشارة إلى ما ورد في سجلات وزارة الخزانة الأميركية عن الإرهابي القطري - المُدرج كذلك على قوائم المطلوبين للقضاء العراقي - من أنه كان من بين كبار جامعي التبرعات للتنظيمات الإرهابية المنبثقة عن «القاعدة»، بما في ذلك فرعه ذو السمعة الوحشية الذي نشط في العراق في العقد الأول من القرن العشرين، وحمل اسم «تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين». وأبرز توم روجان ما أكدته السلطات الأميركية من أن «البراعة الفائقة» التي أدى بها النعيمي هذه المهام الإرهابية، جعلته «عنصراً بارزاً في حلقة جمع الأموال للإرهابيين»، ولكن يبدو أنه حر طليق في قطر. وفي إشارة إلى الدماء التي تلطخ يديّ ذلك الإرهابي الذي لم تتورع السلطات القطرية عن تهنئته على أرفع المستويات في حفل زفاف ابنه رغم أنها أدرجته - بشكلٍ ظاهري - على قائمة إرهاب صادرة منها، قال روجان إن سلوك النعيمي المتعلق بتمويل الإرهاب وجمع التبرعات للتنظيمات المتطرفة تجعله مُشاركاً «في بعضٍ من أسوأ ما اقترفه تنظيم القاعدة من فظائع»، وذلك في إشارةٍ واضحةٍ من الكاتب الأميركي إلى عمليات ذبح الرهائن البشعة التي ارتكبها إرهابيو «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» بقيادة أبو مصعب الزرقاوي قبل نحو خمسة عشر عاماً. وأكد المقال أن «النخبة القطرية تُظهر بحضورها حفل الزفاف جنباً إلى جنب مع النعيمي، أنها ليست فقط مستعدة للسماح لهذا القاتل - المُدرج اسمه على قوائم الإرهاب الأميركية والأوروبية - بأن ينعم بحياته وبوقته علناً، وإنما هي راغبةٌ كذلك في الاحتفال والمرح معه»، وهو ما يصفه الكاتب الأميركي بـ«المزحة». ويخلص روجان للقول إنه بينما ظل النظام القطري يغازل «ولفترة طويلة الجهاديين» في إشارةٍ منه إلى المتشددين والإرهابيين في الشرق الأوسط، فإن هذا النظام وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن يتوقع منه «تغييراً في مسار» سياساته وتصرفاته في هذا الشأن. لكن ذلك لم يحدث بطبيعة الحال، وهو ما دعا الكاتب الأميركي للقول إنه من المحزن أن «نظام الحمدين» مقتنعٌ - على ما يبدو - بـ«أنه قادرٌ على خداع ترامب». وطالب روجان الإدارة الأميركية بالرد على هذه التصرفات القطرية الطائشة بقوة، إذ وجه الدعوة للرئيس ترامب لتلقين الدويلة المعزولة درساً جزاءً لأفعالها، قائلاً إنه يتعين على ترامب «أن يُعلّم القطريين خطأهم في هذا الشأن»، ما يوحي بضرورة اتخاذ الولايات المتحدة إجراءاتٍ عقابية ضد قطر في الفترة المقبلة، للرد على تماديها في دعم الإرهاب وتمويل منظماته والاحتفاء بالمتورطين فيه، رغم التعهدات المتتالية التي تقطعها على نفسها في العلن. اللافت أن حفل الزفاف بحضور رئيس الوزراء القطري، جرى مساء الخميس الماضي، أي بعد 48 ساعة فحسب تقريباً على اجتماع ضم الرئيس الأميركي وأمير قطر تميم بن حمد في البيت الأبيض، وهو الاجتماع الذي زعم تميم خلاله أن نظامه ملتزمٌ بمكافحة الإرهاب، مُدعياً - وإلى جواره الرئيس الأميركي - أن قطر لا تدعم الإرهاب، ولا تتسامح مع أي شخصِ يتورط في تمويله، وهو ما ثبت كذبه بعد ذلك بأقل من يومين. وتأتي المطالبات بمعاقبة قطر والتعامل معها بحزم لتفاقم المشكلات التي يواجهها «نظام الحمدين» على الساحة الأميركية في الوقت الراهن، في ضوء اتهامه من قبل مشرعين في الكونجرس بالتجسس على منظمات غير حكومية تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، وذلك في إشارة إلى الطريقة التي أعدت بها قناة «الجزيرة» القطرية الموصومة بالترويج للإرهاب والتطرف، فيلماً وثائقياً عن عددٍ من المنظمات اليهودية، والدعوى القضائية التي رفعها إليوت بريودي - وهو جامع تبرعات للحزب الجمهوري الحاكم ورجل أعمالٍ مقرب من الرئيس ترامب - قبل أسابيع ضد النظام القطري بتهمة «قرصنة رسائل بريد إلكتروني وتزوير مستندات، والضلوع في أنشطة تجسس» انتقاماً من الدوحة لمواقف بريودي المنددة بسياساتها التخريبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©