شادي صلاح الدين، وكالات (عواصم)
اعتبرت صحيفة «جابان نيوز» اليابانية أن قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، استغلال الاجتماع الوزاري الأخير لحشد الدعم من أجل توسيع العقوبات ضد إيران لمعاقبتها على توسعها الإقليمي ودورها في الصراع السوري، «ضربة محبطة» لطهران التي كانت تأمل بدعم أوروبي لإنقاذ الصفقة النووية من التهديدات الأميركية بالانسحاب منها، مشيرة إلى مواقف مايك بومبيو المرشح لوزارة الخارجية الأميركية، وجون بولتون مستشار الأمن القومي الجديد، وهما معروفان بآرائهما المتشددة إزاء إيران.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة «اسنا» الطلابية الإيرانية الرسمية، أمس، أن نواباً إيرانيين انتقدوا بشدة حملة القمع الأخيرة، بحق مسؤولين ونشطاء في مجال البيئة، محذرين من أن الانتهاكات التي يكشفها نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي ستعود بـ«عواقب سيئة على البلاد». تزامن ذلك مع إعلان مكتب المرشد علي خامنئي إغلاق قناته على تطبيق «تلغرام» وتحذير الرئاسة جميع الهيئات الحكومية من استخدام تطبيقات الرسائل الأجنبية للتواصل مع المواطنين، في ضوء الدور البارز الذي لعبته تلك الوسائط في نقل تطورات الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام.
وقالت صحيفة «جابان نيوز» إنه ورغم عدم وصول وزراء الخارجية الأوروبيين لإقرار فرض عقوبات ضد طهران، إلا أن البيان الصادر عنهم تضمن كلمات قاسية ضد نظام إيران وروسيا وتركيا لدورهم في دعم النظام السوري. وأعلن وزير خارجية الدنمارك أندرس سامويلسون «هناك أغلبية كبيرة جداً تؤيد توسيع العقوبات» ضد طهران، مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 12 مايو المقبل لإصلاح الاتفاق. وذكر وزير الخارجية الايرلندي سايمون كوفيني «هناك حاجة إلى إرسال رسالة قوية لإيران بأننا قلقون من نشاطاتها خاصة في سوريا» مشدداً على ارسال رسالة إلى واشنطن «بأننا نشاطر مخاوفها في بعض المجالات» المتصلة بإيران.
وذكرت الصحيفة اليابانية إن ذلك يأتي في وقت تعلق طهران أملاً كبيرا على الزيارات التي سيقوم بها إلى واشنطن الشهر الحالي، كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، بجانب زيارة محتملة لرئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، لمحاولة إقناع ترامب بالعدول عن قراره المحتمل بالانسحاب من الاتفاقية النووية مع طهران إذا لم يتم إصلاحها. وقللت الصحيفة من فرص نجاح الزعماء الأوروبيين في مسعاهم للحفاظ على الاتفاق النووي وبقاء واشنطن ضمنه، مشيرة بصفة خاصة للمواقف المتشددة لكل من بومبيو وبولتون إزاء النظام الإيراني. كما كشفت الصحيفة اليابانية أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا اقترحت خلال الاجتماع الوزاري الأخير فرض عقوبات على ميليشيات وقادة عسكريين إيرانيين تقاتل بجانب القوات السورية النظامية، في مسعى لاسترضاء ترامب وإقناعه بالتخلي بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي، لكنها واجهت معارضة شديدة من إيطاليا والنمسا.
عدد اليوم
