الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد بازي: العنوان هو إظهار الخفي ورسم للمادة المكتوبة

24 مارس 2012
في كتابة “العنوان في الثقافة العربية.. التشكيل ومسائل التأويل” والذي يقع في ست وتسعين صفحة من القطع المتوسط، يؤكد الباحث المغربي محمد بازي على أن العنوان يجب ان يكون خلاصة المادة التي يتحدث عنها وتحريض على الخوض فيها، كما يتناول بازي الطريقة الحديثة في موضوع العنوان، وتناول كذلك في كتابه موضوع العنوان في الشعر القديم وركز على اهمية المطلع في هذا المجال. وفي فصل من كتابه الصادر عن منشورات الإختلاف في الجزائر وعن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت، عنوانه “في نظرية العنوان الحديثة” يقول المؤلف “يعتبر العنوان في نظريات النص الحديثة عتبة قرائية وعنصرا من العناصر الموازية التي تسهم في تلقي النصوص وفهمها وتأويلها داخل فعل قرائي شمولي يفعل العلاقات الكائنة والممكنة بينهما” ويضيف “يحدد العنوان هوية النص ويشير الى مضمونه كما يغري القراء بالاطلاع عليه.. على ان وظيفة التحديد تظل هي الاهم من غيرها فالعنوان المثير قد لا يربطه بما يعنون اي رابط”. كما ان العلاقة بين مادة العنوان ومواد النص ليست دائما مرآوية بحيث يكشف ظاهر العنوان بواطن الكتاب اذ من الممكن ان نجد عناوين فارغة او دالة على الشكل اكثر مما تدل على المضمون. ويقول “لذلك فالعنوان باعتباره اسما للكتاب اهم محدد ومميز له عن هويات اخرى وان كنا نجد بعض العناوين مبنية بطريقة رمزية او مجازية مما يدفعنا للتأويل لايجاد ألوان من التطابق او شبه التطابق بين النص وعنوانه خاصة في الكتب ذات الطبيعة النظرية او الفكرية. اما عناوين الدواوين الشعرية والروايات والقصص والمقالات -الحديثة على الخصوص- فهي تقوم في اغلب الاحيان على المراوغة والايحاء”. وفي مجال الحديث عن العنوان في اللغة والاصطلاح في العربية قال بازي “العنوان... اظهار خفي ورسم للمادة المكتوبة. انه توسيم واظهار فالكتاب يخفي محتواه ولا يفصح عنه ثم يأتي العنوان ليظهر اسراره ويكشف العناصر الموسعة الخفية او الظاهرة بشكل مختزل وموجز” وفي فصل عن “العنوان في القصائد العربية القديمة الصناعة والتأويل” قال الكاتب “لم تعرف القصائد الشعرية القديمة بعناوين محددة مثلما هو الحال اليوم في انتقال النصوص وتداولها وتأويلها. وظلت عناية الشعراء محصورة في تجويد المستويات البنائية والجمالية لنصوصهم.. مقابل هذا لم يول الخطاب النقدي القديم اية اهمية لمكون العنوان في حدود ارتباطه بالقصيدة. “السؤال الذي نحاول الاجابة عنه: كيف ان العرب سموا كل شيء ولم يعنوا بعنونة قصائدهم؟ وكيف كانت تتداول النصوص الشعرية دون اسماء او عناوين مميزة لها في ثقافة تنتج النصوص باستمرار؟ وكيف عاشت وعمرت الاشعار دون شواهد ميلاد ودون تسميات؟” واضاف بازي يقول “لم يحفل النسق الثقافي القديم في المجال الشعري بمسألة العنونة.. فقارىء الدواوين الشعرية القديمة يجد نصوصها مرتبة ترتيبا ابجديا اعتمادا على رويها ويجد اشارات الى المناسبة التي قيلت فيها.. غير ان بعض النصوص اشتهرت بين الناس بأسماء خاصة وهي تعكس جانبا دلاليا او بنيويا او جماليا فيها او خاصة بارزة” وتساءل قائلا “وفي غياب العنونة اذا.. أليس بوسعنا اعتبار المطالع بديلا للاسامي والعناوين؟ اذ كثيرا ما تعرف القصائد ببداياتها فهي دالة عليها ولعدم وجود عناوين فان الاشارة الى القصائد تتم من خلال مطالعها فهي الدليل عليها. ومن هنا وجدنا الشعراء قديما يعنون بتجويد مطالع نصوصهم وبنائها بناء ايقاعيا جذابا وفق قواعد مخصوصة لانها واجهة القصيدة وأول ما يظهر منها للعين او يصل الاسماع”. وفي مجال الحديث عن الشعر الحديث من خلال قصيدة “الباب تقرعه الرياح” للشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب وحديثه عن نص مصغر في البداية ثم يجري التوسع فيه رأى ان للعنوان اهمية كبيرة الان. وقال “ان ما يجعلنا نهتم بالعنوان اليوم –اكثر من ذي قبل- هو المكانة الهامة التي يحتلها في تفكير الكتاب والمؤلفين والناشرين ولما له من اثر على تداول الكتاب وقراءته ورواجه اضافة الى كونه مرتكزا لبناء المعنى عند المتلقين للنص ودارسيه في اطار من التعاقد التأويلي الذي تسهم فيه جهات متعددة”. وقال انه استنادا الى الاسس التي اوردها في الكتاب ومن “هذا المنظور اعتبرنا نص الفاتحة عنوانا للقرآن الكريم لتضمنها كليات ما ورد فيه معتمدين في ذلك على اقوال المفسرين وعلماء القرآن”. وخلص الى القول “فالعنوان بمثابة الرأس للجسد وفي الرأس تختبئ اسرار الجسد بل هو الموجه والمتحكم في تداول النصوص ثم تأويلها”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©