الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس «بريتش بتروليوم» يشيد بتجربة الإمارات في توفير الطاقة البديلة

رئيس «بريتش بتروليوم» يشيد بتجربة الإمارات في توفير الطاقة البديلة
11 سبتمبر 2009 02:35
أشاد الدكتور توني هايورد الرئيس التنفيذي لشركة» بريتش بتروليوم» بالتطور والنمو الكبيرين اللذين تشهدهما أبوظبي ودولة الإمارات منذ أكثر من عشرين عاما وحتى الآن، وتسابق الخطى ونمو النهضة وتعزيز مكانتها ودروها على الساحة العالمية بمشاريع رائدة ومذهلة، ومنها على سبيل المثال مبادرة «مصدر» للبحث في حلول للطاقة البديلة بالإضافة للعمل على تنويع اقتصاد البلاد، وتقديم بحوث واستثمارات وتطوير قدرات ستكون هي الإرث للأجيال المقبلة. جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان «إدارة موارد الأمة ودور الحكومات في تشكيل مزيج الطاقة حتى عام 2030»، القاها في المجلس الرمضاني للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي العهد. وقال هايورد في بداية المحاضرة إن الطاقة هي أساس التنمية في جميع الدول والشعوب وما حدث من تطورات وطفرة في مختلف الجوانب على مستوى العالم يعود لوجود الطاقة وتكلفتها المنخفضة التي سهلت النمو وساعدت على التقدم في القرن العشرين. الطلب المتزايد ومع النمو المتزايد في العالم ساهم ذلك إلى زيادة الحاجة إلى الطاقة، حيث أصبح التحدي الذي يواجه الأمم كيف سيتم توفير الطاقة وتلبيتها في ظل الطلب المتزايد وقلة الإنتاجية من الطاقة الإحفورية، والمسألة باتت اليوم رغبة ملحة عند السياسيين والاقتصاديين في توفير العالم طاقته للقرن المقبل، تماشيا مع زيادة التعداد السكاني العالمي والنمو السريع في مختلف المياديين. وأشار توني هايورد إلى أنه كان لابد للحكومات والشركات العاملة في مجال الطاقة إجراء تقيم واقعي في موضوع العرض والطلب والسلوكيات البشرية التي تعمل على استنزاف الموارد، موضحا أنه لن تكون هناك معجزة عالمية لتحل مشكلة تحديات الطاقة، بل ينبغي التحرك والعمل وإجراء البحوث والدراسات اللازمة حتى يتم الانتفاع من الموارد الطبيعية، وتوفير الطاقة اللازمة للأجيال القادمة. وقال رئيس شركة «بريتش بتروليوم» وقال ان عصر الطاقة الرخيصة قد ولى إلى غير رجعة، وأن السعر العادل لبرميل النفط يتراوح ما بين 60-70 دولارا للبرميل. واضاف أن العالم اليوم يمر في أوقات استنثنائية بسبب الاضطرابات السياسية والحروب والكوارث الطبيعية التي ساهمت في قلة إنتاج الطاقة، وأعطى هايورد عدة أمثلة على ذلك مثال حرب العراق، وتغيير سياسة فنزويلا، والاضطرابات الواقعة في نيجيريا. وقال جميع تلك المسببات ساهمت في رفع سعر النفط الى أن وصل 150 دولارا للبرميل الواحد بينما كان في فترات بحدود 34 دولاراً للبرميل الواحد، مشيرا الى أن الارتفاع يعود بسبب العرض والطلب، حيث حدث خلال وقت الارتفاع طلب غير مسبوق على النفط والعرض كان ضعيف جدا. وأوضح المحاضر أنه في عام 1994 الإنتاج وصل الى 10 ملايين برميل يوميا، ووصل الإنتاج في فترات وجود المسببات من الحروب والاضطرابات الى 4 ملايين برميل في اليوم الواحد وذلك كان أقل من النصف. وأضاف هايورد أنه مع ظروف الكساد الاقتصادي العالمي الذي لم يشهد العالم مثيله من ثلاثينات القرن الماضي، ساهم خفض المعروض من الطاقة الاحفورية على مستوى العالم، مما زاد من سعر الموجود في الأسواق ورفع سعر البرميل الى أعلى مستوياته. موضحا أن جميع تلك الظروف والأحداث زادت من رغبة الحكومات في أن تتطلع الى مستقبل الطاقة، والمكانة التي ستؤول لها المجتمعات، بالإضافة الى حرص الشركات على فهم وضع السوق خلال السنوات القادمة. وقال الدكتور هايورد إن النمو السكاني يسير بسرعة كبيرة حيث ارتفع عدد سكان العالم في حياته من 3 مليارات الى 6 مليارات نسمة ومن المتوقع حسب الإحصائيات الأخيرة وصول عدد سكان العالم الى 9 مليارات بحلول عام 2050، مما يساهم في زيادة الطلب على الوقود والطاقة مع العلم أن الإنتاج بات يتراجع عما كان عليه في السابق. وأشار الى أن الطلب على الطاقة في الدول النامية أكثر منه في الدول المتقدمة، حيث قال «زرت الصين خلال العام الماضي وألتقيت بسائق الشركة التي يعمل فيها ليساعده على معرفة الأماكن والتنقل في البلد»، وبعدها توجه مع السائق الى بيته الذي يعيش فيه هو وعائلته المكونة من 3 أفراد، في شقة مكونة من غرفتين وتضم ثلاجة ضخمة جدا وتلفازا في المطبخ، بالإضافة الى أجهزة التبريد والتدفئة وعدد من شاشات التلفاز في الاستقبال وغرف النوم والجلوس، جميع ذلك كان يساهم في زيادة الطلب على الطاقة. الاستفادة من الموارد وعدد الدكتور توني هايورد عدة محاور لرفع التحدي الذي يواجه الطاقة خلال الفترات القادمة، ومنها الاستخدام الأمثل للموارد المادية والبشرية والطبيعية، استثمار عائدات النفط، إيجاد المصادر البديلة من الطاقة. وقال إن العالم يستهلك 83 مليون برميل وسيرتفع ذلك الى أكثر من 100 مليون برميل في ظل تراجع الإنتاج، وقال إن الانتقال الى المصادر البديلة يحتاج الى وقت طويل المدى، حتى أن رأس مال توفير الطاقة البديلة يحتاج الى 30 سنة لاسترجاع التكاليف. وشدد الدكتور هايورد على أن الكثير من الدول أصبحت تفرض ضريبة على الكربون وهذه الحال لن تكون كافية ولكن يجب على الحكومات التدخل لوضع حلول فعالة كما يجب التحول نحو النفط البيولوجي والذي ستصل نسبة مساهمته في الطاقة بنحو 20 في المائة بحلول عام 2030 مشيرا إلى أن العالم سينتقل للنفط الهجين والطاقة الكهربائية خلال العقود القليلة المقبلة. وطالب المحاضر بضرورة تشجيع الاستثمار في التكنولوجيا النووية كونها طاقة نظيفة وغير مضرة بالبيئة بالإضافة إلى الاستثمار في الفحم النظيف لخفض الكربون والاستعانة بالطاقة الشمسية بشكل واسع، مشيرا إلى أن «بريتش بتروليوم» التي لديها استثمارات في النفط والغاز، وتعمل في مجالات الطاقة البديلة وتستخدم قصب السكر في إنتاج الطاقة كما أن الايثنول طاقة جيدة لكن لها بعض الآثار السلبية. تحويل النفط البيولوجي وأوضح أن شركته بصدد بناء مصنع لها سيكون الأول من نوعه في بريطانيا لتحويل المنتجات للنفط البيولوجي، بالإضافة إلى إنشاء مصنع في ولاية فلوريدا سيكون الأول من نوعه في العالم للسيطرة على الكربون في المنتجات النفطية. ويري الدكتور هايورد ضرورة وضع سياسات ضريبية استثمارية مستقرة ومشجعة لإنشاء أسواق طاقة حرة ومنفتحة مع العمل على فعالية الطاقة وحمايتها ووضع أنظمة وقوانين محفزة. وأوضح المحاضر أن العالم بحاجة لتغيير في نمط الاستثمارات في البحوث والتكنولوجيا للطاقة بمختلف قطاعاتها مضيفا أن هناك تغيرا أساسيا بين الطلب والعرض سيحدث مع تعافي الاقتصاد العالمي حيث سيكون هناك طلب هائل على الطاقة وأنه رغم نمو الطلب على الطاقة البديلة سيلعب النفط الأحفوري دورا كبيرا في المستقبل. إعجاب بتجربة «مصدر» وقال الدكتور هايورد إنه لا يوجد هناك حلا يناسب الجميع، حيث أعطى على عدة أمثلة لمواقع مهمة في الشرق الأوسط حيث تعمل مصـــر على الطـاقة المتجددة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي، حيث تتميز المناطق الشمالية بطاقة الهواء، وحصلت على دعم من الولايات المتحدة لبناء محطة نووية لإنتاج الطاقة. وقال هايورد إن الأردن يسعى لبناء قدراته النووية باعتبارها الطريق الأكثر فاعلية لإنتاج طاقة ودعا هايورد المجتمعات للاستفادة من المميزات الطبيعية لكل دولة. وأبدى الدكتور هايورد إعجابه بتجربة الإمارات في إنشاء مدينة «مصدر» والسعي لامتلاك الطاقة المتجددة، والتي تتيح إمكانيات هائلة لتقدمها والحفاظ على المستوى الخدمي فيها. حضر المحاضرة عدد من الشيوخ والوزراء وعدد من الشخصيات المهمة العاملة في مجالات النفط والطاقة الجديدة والمهتمين بالإضافة إلى الضيوف والمدعوين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©