«8 مبانٍ فئة 5 نجوم» تستضيف منتخبات «خليجي21»

بعد تثبيت رؤساء الاتحادات الخليجية والعراق واليمن، في ديسمبر الماضي، إقامة “خليجي21 “ في العراق، وقبل أن تبدأ لجنة التفتيش التي تضم أمناء السر زياراتها التفقدية، حرصت “الاتحاد” على التحول إلى عين المكان، وتحقيق السبق في زيارة المدينة الرياضية، التي تحتضن البطولة بمدينة البصرة، لتقف على كافة الاستعدادات التي بداتها اللجنة المنظمة لاستضافة الحدث، خاصة في ظل بعض المخاوف الخليجية من إقامتها في موعدها لأسباب مختلفة. والتقينا خلال زيارتنا للبصرة بوليد الموسوي المدير الإداري لمدينة البصرة الرياضية ليكشف لنا عن أبرز معالم هذا المشروع الذي سيكون قبلة الجماهير والمنتخبات الخليجية عام 2013. في البداية أوضح الموسوي أن المدينة الرياضية تقع في موقع استراتيجي، على الطريق المؤدي إلى منطقة الزبير، وتبعد مسافة 7 كيلو مترات عن مركز المدينة، و15 كيلو متراً عن مطار البصرة الدولي، وتتوسط مجموعة من الطرق المتقاطعة والمؤدية للمدينة. وأوضح أن فكرة المشروع تعود إلى 2007 عندما تم طرح فكرة إنشاء مدينة رياضية بالعراق، ووقع الاختيار على مدينة البصرة، بهدف استضافة “خليجي20”، حيث وقع اختيار البصرة، لأنها مطلة على الخليج العربي، وتم اعتماد مشروع رياضي ضخم يليق بالحدث. وأضاف أن العديد من الشركات العالمية تسابقت على طرح العديد من الأفكار، والفوز بالمشروع إلى أن تم اختيار الصفقة الأنسب في 15 يوليو 2007، بمبلغ قدره 522 مليون دولار، وحددت فترة الانتهاء من المدينة في 32 شهراً. وبخصوص مكونات المدينة الرياضية كشف المدير الإداري للمدينة أنها تتضمن ستة ملاعب منها الملعب الرئيسي الذي يتسع 65 ألف متفرج، وملعب فرعي يتسع إلى عشرة آلاف متفرج، وأربعة ملاعب للتدريب بسعة 500 متفرج. كما تضم أيضاً 8 عمارات سكنية متكونة من 6 طوابق متشابهة، من حيث التصميم وتخصص كل عمارة لدولة مشاركة في “خليجي21”، وذلك لتفادي أي تفرقة بين المنتخبات المشاركة، وتضم كل عمارة على كافة احتياجات المنتخبات من مكاتب للإدارة والجهاز الفني، وتضم حوالي 50 غرفة وأجنحة لكبار الضيوف من فئة خمسة نجوم، بالإضافة إلى طابق كامل للخدمات والمطعم وطابق آخر للأمور الترفيهية. كما أن هناك مجمعاً ترفيهياً ومسبحاً مغلقاً ومصحة للعلاج الطبيعي، ودار لاجتماعات كبار الشخصيات، ومهبط لطائرات الهيليكوبتر، وكافة المستلزمات الخدمية الأخرى. وبالنسبة للملعب الرئيسي أكد وليد الموسوي أنه عبارة عن تحفة معمارية غير مسبوقة بالعراق، تعكف على إنجازه شركات عملاقة، سواء داخل العراق أو خارجه، حيث تنفذ بعض أجزائه مثل السقوف في البحرين والسعودية والكراسي بكوريا الجنوبية أو ألمانيا، وذلك من أجل إنجاز هذا المشروع بالشكل المطلوب وفي الموعد المحدد. وأضاف أن الملعب الفرعي الذي يتسع لعشرة آلاف متفرج، بلغت نسبة الإنجاز فيه أكثر من 50% وسيكون جاهزاً خلال ستة أشهر، وهو عبارة عن تجربة للملعب الكبير من أجل اختباره. وقال أيضاً إن مشروع سياج المدينة الرياضية الذي يبلغ طوله 5300 متر أصبح جاهزاً بعد أن تم إنجازه في الكويت، كما يتم حالياً إنجاز الخزانات المائية للمدينة والتي يقدر عددها بثلاثة خزانات، تتسع كل واحدة 10 آلاف متر مكعب، إلى جانب أنبوب طوله 17 كيلو متراً، ينفذ لأول مرة بنفق يمر بالعراق تحت النهر. وأشار أيضاً إلى وجود بعض المشاريع الأخرى المصاحبة مثل البوابات حيث يبلغ طول البوابة الرئيسية 300 متر إلى جانب بوابات ثانوية وصغيرة. وبخصوص الفترة الزمنية للانتهاء من العمل أوضح المدير الإداري للمدينة أن العمل يجري نهاراً وليلاً، وعلى الرغم من أن المدة المحددة للمشروع تعتبر قصيرة مقارنة بضخامته، إلا أن المؤشرات التي ظهرت إلى الآن بناء على ما تم إنجازه تؤكد أن المدينة ستكون جاهزة في الموعد المحدد. وأضاف أن المدينة ستكون جاهزة قبل موعد “خليجي21” بنصف سنة، وذلك في منتصف 2012، حتى تكون الفترة التي تسبق البطولة مرحلة اختبارات وتجارب. وأوضح أن هذا المشروع العملاق يليق بدورة كأس الخليج، ويعكس الاهتمام الذي توليه دولة العراق للحدث، حتى يجمع شمل أبناء المنطقة. مدينة أولمبية كشف وليد الموسوي أن مشروع المدينة الرياضية يتكون من جزء ثانٍ تم تأجيله إلى فترة لاحقة، وذلك ضمن المخطط الكامل لبناء مدينة أولمبية متكاملة، حيث تم إرجاء تنفيذ القاعات المغلقة والمنشآت الرياضية المتخصصة للاتحادات المختلفة، حيث سيتم مناقشة الأموال الكفيلة بإنجاز المرحلة الثانية مع الجهات المعنية في المرحلة المقبلة خاصة في ظل الدعم الكبير الذي أبدته مختلف الأطراف لاستكمال المشروع الضخم حتى يكون بمثابة المشروع الرياضي العصري الذي يفتخر به العراق. إعادة تهيئة نادي الميناء إلى جانب المدينة الرياضية قال الموسوي إن الخطة الثانية في التجهيز لـ”خليجي21” تمثل في إعادة تهيئة وتطوير نادي الميناء الرياضي الذي يعد أعرق الأندية العراقية والذي تم اشهاره عام 1932، حيث يستضيف بعض مباريات البطولة، وبالتالي تتم توسعته إلى 30 ألف متفرج، وتجهيزه بأحدث المعدات الرياضية المتطورة وإضافة ملعبي تدريب على أن تنتهي العمل فيه خلال عامين. وقال إن النادي يقع في مركز المدينة بمنطقة الموانئ، وسيتم الإعلان عن هذا المشروع الجديد خلال الأيام المقبلة. وبخصوص الجوانب الأمنية التي تثير بعض المخاوف لدى المنتخبات الخليجية المشاركة قال الموسوي إن مدينة البصرة آمنة جداً، وتنعم بأجواء متميزة من الهدوء والاستقرار، وهي مؤهلة لاستضافة بطولة الخليج، وحتى أحداث رياضية أخرى. وأضاف أنها مدينة جميلة تقع على ملتقى نهري دجلة والفرات، ويمتد على طولها شط العرب المعروف، وتتميز أيضاً بطقس رائع مشمس طوال السنة، وأهلها مضياف وينتظر بشوق هذه البطولة، حتى يحتفل مع بقية إخوانه في المنطقة، بهذا الحدث الكروي الكبير. كما اعتبر أن حرص العراق على تنظيم البطولة يأتي بهدف تبليغ رسالة مهمة إلى العالم بأن العراق أصبح بلداً آمناً، ومحباً للخير، ويسعى لمواكبة التطور والتقدم. وطمأن الموسوي كل الجماهير الخليجية بأن البطولة ستكون ناجحة بكل المعايير، لأن العراق قادر على ذلك، مناشداً الجماهير الحضور والاستمتاع بالأجواء الاستثنائية. وأكد أيضاً أن محافظ البصرة شكل لجاناً لتهيئة المدينة لهذا الحدث الرياضي الكبير، وتم عقد العديد من الاجتماعات لتوفير الأجواء الإيجابية لإنجاح “خليجي21”.