الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانقسامات تعصف بالمعارضة السورية عشية القمة العربية

الانقسامات تعصف بالمعارضة السورية عشية القمة العربية
25 مارس 2013 13:43
عواصم (وكالات) - أنهى وزراء الخارجية العرب أمس الاجتماع التحضيري للقمة العربية التي تعقد غداً في الدوحة، دون إعلان قرار حول منح مقعد سوريا للمعارضة السورية، في ظل انقسامات مفاجئة للمعارضة أبرزها استقالة رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب وإعلان “الجيش الحر” عدم الاعتراف برئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو. وأكد مصدر سوري معارض لوكالة فرانس برس أن استقالة الخطيب تعكس خلافا مع “دول تتدخل في شؤون المعارضة” وعدم رضاه عن طريقة اختيار رئيس الحكومة المؤقتة الذي قال المصدر إنه “قريب من الإخوان المسلمين”. من جهته، أكد مصدر عربي دبلوماسي رفيع شارك في الاجتماع لوكالة فرانس برس أنه “لم يتم اتخاذ قرار” حول مسألة منح مقعد سوريا للمعارضة فيما “ترك مشاركة الائتلاف في القمة لرئيس القمة أمير قطر بالتشاور مع القادة العرب”. وتحفظت العراق والجزائر أمس على منح مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى المعارضة السورية، فيما أكد لبنان النأي بنفسه عن أي قرار يتعلق بالملف السوري. من جهته، اكد مصدر عربي دبلوماسي رفيع شارك في الاجتماع الوزاري لوكالة فرانس برس ان الوزراء اكدوا على “الالتزام بقرار مجلس الجامعة الصادر في السادس من مارس، بدعوة الائتلاف السوري المعارض لتشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في القمة”. وأوضح المصدر أنه “لم يتم اتخاذ قرار” حول مسألة منح مقعد سوريا للمعارضة، فيما “ترك مشاركة الائتلاف في القمة لرئيس القمة أمير قطر بالتشاور مع القادة العرب”. إلا أن مسألة مشاركة المعارضة ومقاربة الملف السوري في القمة عموما تعقدت جراء استقالة الخطيب. وقال مصدر سوري معارض لوكالة فرانس إن “الخطيب لا يريد أن يشكل غطاء لسياسات دول تتدخل في شؤون المعارضة وخاصة قطر”. وأضاف “كما أن لدى الخطيب مآخذ على انتخاب هيتو القريب من الإخوان”. وكان مندوب المعارضة السورية لدى قطر اكد لوكالة فرانس برس ان ائتلاف المعارضة السورية تلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية. وقال نزار الحراكي قبل الإعلان عن استقالة الخطيب إن “الائتلاف تلقى دعوة رسمية لحضور القمة العربية، ومن المنتظر وصول رئيس الائتلاف معاذ الخطيب ورئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو والوفد المشارك غدا”، تزامنا مع وصول قادة الدول العربية. وجدد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في الاجتماع التأكيد على الدعوة إلى مشاركة المعارضة في القمة، وقال إنه يتطلع إلى مشاركة الخطيب وهيتو. وطالب ابن جبر بـ”وقفة عربية قوية مع الشعب السوري الشقيق الذي يقاتل من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ويتشرد الملايين من أبنائه داخل سوريا وخارجها في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ، بينما يقف مجلس الأمن الدولي عاجزا عن القيام بواجبه ومسؤوليته تجاه شعب يتعرض للقتل والإبادة”. وأضاف “نحن مع الشعب السوري حتى يحقق نظاما عادلا والحرية والعدالة ومعه في مشروعات البناء وإعادة الإعمار وإعادة النازحين إلى بلدهم بعد تحقيق النصر”. وأشاد ابن جبر بالخطيب ورحب بانتخاب هيتو، وقال “إننا نتطلع لمشاركتهما في القمة العربية، تنفيذا لقرار المجلس الوزاري العربي في اجتماعه بالقاهرة”. وعبر بن جبر عن أسفه لاستقالة الخطيب وحثه على إعادة النظر في قراره. وأضاف أنه يرى أن هذه لحظة بالغة الأهمية للسوريين خاصة وأن الجميع تقريبا وافقوا على منح مقعد سوريا للمعارضة. وعبر الوزير عن أمله في أن يتم تصحيح الأمور قائلا إن من المهم ألا يفوت الخطيب هذه اللحظة. واكد ابن جبر أن التحديات التي تمر بها المنطقة العربية وحجم التطلعات المفروضة على القمة كبيرة، يتطلبان توحيد الكلمة والجهود السياسية والدبلوماسية “لكي نكون مؤثرين في الأحداث وليسنا متأثرين بها فقط”. وقال ابن جبر إن القضية الفلسطينية كانت وستظل القضية المركزية التي تتطلب الدعم الشامل ونحن نساند وندعم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وأضاف أن الانتهاكات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك واستمرار تهويد معالم القدس الشريف “هي ممارسات لا شرعية لها وتتنافى مع القانون الدولي ومن شأنها زيادة التوتر في المنطقة”، لافتا إلى وجود قضايا أخرى لا تحتمل التأجيل أو التسويف وفي مقدمتها الأزمة السورية بكل أبعادها الإنسانية والسياسية والأمنية وتداعياتها الخطيرة ليس على سوريا بل على المنطقة كلها. ودعا ابن جبر إلى مراجعة ميثاق الجامعة العربية وجعله “اكثر استيعابا للواقع الجديد واتخاذ كل السبل التي تجعل الجامعة العربية صوتا للشعوب وليست صوتا للحكومات” مطالبا بوجود إدارة متخصصة في الجامعة العربية بالمجتمع المدني. وشدد على أهمية التكامل الاقتصادي والسياسي بين الدول العربية، لإقامة نهضة تعتمد على الثروات العربية لافتا إلى أن “الوصول إلى ذلك الهدف يتطلب مراجعة الوسائل والآليات وتفعيل دور المؤسسات الاقتصادية”. وقال إن القمة العربية تكتسب أهمية انطلاقا من اهمية القضايا المطروحة عليها وحجم الآمال المعقودة عليها، مضيفا أن الشعوب العربية تريدها “قمة للتوافق السياسي تنطلق من ثوابت امتنا العربية وتضع الأسس لانطلاقة جديدة لمسيرة العمل العربي المشترك، مستفيدة من دروس الماضي وتتطلع إلى المستقبل وتسير بقوة على طريق التنمية والتقدم”. وكان الخطيب قال “كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله على أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبر بوعدي اليوم واعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توافرها ضمن المؤسسات الرسمية”، بحسب بيان على صفحته الرسمية على “فيسبوك”. وأضاف “إننا لنفهم المناصب وسائل تخدم المقاصد النبيلة، وليست أهدافا نسعى إليها أو نحافظ عليها”. وانتقد الخطيب الدول الداعمة للمعارضة، معتبرا أن “كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الألوف من أبنائه، وتهجير مئات الألوف، والمآسي الأخرى ليس كافيا كي يتخذ قرار دولي بالسماح للشعب بأن يدافع عن نفسه”. وأضاف “كثيرون هم من قدموا يد عون إنسانية صرفة، ونشكرهم جميعا. إلا أن هناك أمرا واقعا مرا وهو ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها”. وتابع أن “من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه، ومن يرفض فله التجويع والحصار. ونحن لن نتسول رضا احد، وان كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنمت كما نريد نحن، وان باب الحرية قد فتح ولن يغلق”، مشددا على أن “رسالتنا إلى الجميع أن القرار السوري سوف يتخذه السوريون، والسوريون وحدهم”. وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن استقالة معاذ الخطيب من رئاسة الاتئلاف السوري المعارض “لن تؤثر على قرار منح مقعد سوريا للمعارضة”. من جانبها، علمت وكالة الأناضول للأنباء أن اجتماعا مغلقا بدأ امس في القاهرة بين عدد من أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ومعاذ الخطيب لإثناء الأخير عن قراره بالاستقالة. وقالت مصادر مطلعة بالائتلاف إن عددا من أعضاء الائتلاف منهم هيثم المالح، يعقدون اجتماعا مغلقا مع الخطيب لمناقشة أسباب استقالته، ومحاولة إقناعه بالتراجع عنها، كي لا تقطع حلقة التواصل بين المجتمع الدولي والمعارضة السورية. وأضافت المصادر أنه لم تظهر حتى الآن بوادر حول ما إذا كان الخطيب، قد يتراجع عن قراره. ووفق المصادر نفسها، فإن السبب الرئيسي لاستقالة الخطيب هو “تقاعس المجتمع الدولي وعدم تقديم الدعم اللازم للثورة السورية”، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي دائما ما يقابل مطالب المعارضة السورية بـ”اللاءات المستمرة” والرفض. وفي سياق متصل، قال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد لفرانس برس “نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لأن الائتلاف المعارض لم يتوصل إلى توافق” حول انتخابه. وأضاف “أتحدث نيابة عن المجالس العسكرية ورئيس هيئة الاركان (اللواء سليم ادريس) عندما أقول إننا لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلا من أن ينال التوافق”. وقال المقداد “مع كل الاحترام لشخص غسان هيتو، من المستحيل على الجيش الحر أن يعترف برئيس حكومة لا يحظى بإجماع من كل مكونات الائتلاف”. وأضاف “ندعو كل أطراف الائتلاف إلى تصحيح الخطأ”، من دون تقديم إيضاحات إضافية. على صعيد متصل، أعلن تيار سياسي سوري معارض من الداخل أن “من يأخذ مقعد سوريا في الجامعة العربية بهذه الطريقة “المفبركة” سيكون متواطئا مع هذه الدول والدوائر الخارجية ليس في تعقيد الأزمة السورية وعرقلة إيجاد حل سياسي سلمي لها فحسب، بل سيكون شريكا رئيسيا مع الأطراف التي تريد تقسيم البلاد، وفي مقدمتها النظام السوري”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©