الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إطلاق مبادرة تقليل البصمة البيئية في 50 مدرسة بأبوظبي

إطلاق مبادرة تقليل البصمة البيئية في 50 مدرسة بأبوظبي
11 سبتمبر 2009 02:39
أطلقت هيئة البيئة بأبوظبي بالتعاون مع شركة «بي بي» أمس مبادرة المدارس المستدامة في 50 مدرسة بما يرفع مستوى الوعي البيئي بين الطلاب والمعلمين بآليات تقليل البصمة البيئية في مجال المياه والطاقة والهواء والنفايات في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يعتبر الفرد فيها من أكثر الأفراد في العالم تسبباً في البصمة البيئية. ويأتي إطلاق المبادرة ، التي تنفذ على مدى أربع سنوات وبكلفة مالية تقدر بخمسة ملايين درهم، في إطار رؤية أبوظبي 2030 والأجندة السياسية لحكومة أبوظبي التي تركز على أهمية مواصلة العمل من أجل التنمية المستدامة. ومن خلال المبادرة ستلزم المدارس المشاركة بتحقيق الاستدامة البيئية في مدارسها عن طريق التدقيق البيئي واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من التأثيرات البيئية، وبناء قدرات المعلمين للنهوض بالأعباء الإرشادية والتوجيهية للتعليم البيئي، وإنشاء وإدارة النوادي البيئية في المدارس وذلك لتمكين الطلبة من التعرف على القضايا البيئية الهامة التي لم يتم تناولها بالمناهج الدراسية، فضلا عن مطالبة المدارس بزيادة التواصل مع الطلبة من خلال الرحلات البيئية والأنشطة الميدانية. وستقوم الهيئة بتنفيذ برامج تدريب للمعلمين التي تتوجه نحو التعليم بالأساليب المبتكرة والتركيز على السلوكيات والأنشطة الميدانية، كما ستقوم بتوفير الموارد اللازمة لتنظيم الرحلات والأنشطة الميدانية والأدلة الإرشادية وغيرها من المواد الضرورية. توقيع الاتفاقية ولترجمة المبادرة على أرض الواقع وقع أمس ماجد المنصوري، الأمين العام للهيئة وجاي بيرسون، المدير العام لشركة بي بي في أبوظبي، على اتفاقية لإطلاق مبادرة المدارس المستدامة في حفل توقيع حضره معالي محمد أحمد البواردي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي والعضو المنتدب لهيئة البيئة بأبوظبي والدكتور توني هيوارد، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بي بي». كما حضر التوقيع إدوارد أوكدين السفير البريطاني لدى دولة الإمارات، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم. وذكر المنصوري أن إمارة أبوظبي تتطور بشكل سريع مما كان له أثر على البيئة المحلية، ذلك فضلا عن تعرض الإمارة إلى العديد من التحديات البيئية من أهمها ارتفاع استهلاك الفرد من الماء والطاقة والمخاوف من تدهور التنوع البيولوجي. وأشار إلى أن الهيئة قامت مؤخراً بإجراء دراسة مسحية لتقييم مستويات الوعي البيئي العام وخاصة بين طلبة المدارس، حيث تشير النتائج إلى أن الفجوة بين الوعي والسلوك ما زالت كبيرة. وأضاف أن مبادرة المدارس المستدامة تأتي بهدف رفع مستوى السلوك البيئي الإيجابي بحيث يكون الطلبة هم المحور الأساسي لرصد التأثيرات البيئية وإيجاد الحلول للمشكلات الراهنة، ويكون للمعلمين دور التوجيه والإرشاد والمتابعة. وأكد المنصوري أن إيجاد مجتمع واع بيئياً هي واحدة من أهم المخرجات التي تعمل الهيئة على تحقيقها في إطار توجيهات المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مشيرا إلى أن هذه المبادرة أصبحت حقيقة واقعة بفضل التعاون مع المناطق التعليمية بإمارة أبوظبي ومجلس أبوظبي للتعليم. البيئة المستدامة وذكرت فوزية المحمود، مدير إدارة التعليم البيئي، أن تحقيق الاستدامة البيئية لا يتم إلا من خلال مجتمع يتمتع بوعي بيئي عالٍ، ولذلك كان التعليم والتوعية البيئية من الأولويات الرئيسية للهيئة. وأضافت «نحن فخورون بأن نقول إن «المدارس المستدامة» هي مبادرة شاملة تتوجه إلى الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والإداريين، وتعمل على ربطهم بشبكة واسعة لتعزيز جهود الاستدامة البيئية في إمارة أبوظبي، هذا بالإضافة إلى أن هذا المشروع يستعين بأفضل الممارسات العالمية في مجال التعليم البيئي». وذكرت جياتري راجوا، الأخصائية بإدارة التعليم البيئي بالهيئة أنه خلال السنوات الخمس المقبلة، سيتم بناء قدرات المدارس المشاركة، والتي تضم مدراس حكومية وخاصة ومدارس نموذجية، حيث سيتم بناء القدرات المدرسية في مجال تدقيق ورصد التأثيرات البيئية وإدارتها بأفضل الأساليب المتاحة، وتنفيذ الأنشطة الميدانية التي تساعد على تجسيد مفاهيم الوعي البيئي وتحويلها إلى تغيرات إيجابية في سلوك الأفراد والأسر والمجموعات. وأضافت راجوا أنه وبنهاية تنفيذ هذه المبادرة، لن تكون المدارس المشاركة قد قللت بصمتها البيئية فقط، فإنها أيضا تكون قد انتقلت من مرحلة القول إلى مرحلة العمل من خلال تحقيق نتائج ملموسة. وستساهم الأنشطة التي ستنفذ في هذا المشروع في تعزيز القدرات، والصفات والمهارات اللازمة لحل المشكلات البيئية. وفي هذا الإطار، قال مدير عام شركة «بي بي» في أبوظبي، جاي بيرسون، إن الشركة تتمتع بسمعة طيبة في مجال تعزيز التعليم والمسؤولية البيئية في مختلف أنحاء العالم. وأكد أن مبادرة المدارس المستدامة تعكس رؤية الهيئة ومدى التزامها بحماية البيئة من خلال وسائل حديثة ومبتكرة. وأضاف «نحن واثقون كل الثقة أن هذه المبادرة سوف تحدث فرقا حقيقيا في الوعي البيئي بين الطلبة والمعلمين في المدارس في إمارة أبوظبي. وسائل تعليمية ولتنفيذ هذه المبادرة، وضعت الهيئة العديد من الوسائل التعليمية مستفيدة من أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال بما في ذلك مركز العلوم والبيئة ومركز التعليم البيئي بالهند، علما أن الهيئة ستزود المدارس المشاركة بهذه الوسائل والتي تتضمن، دليل المدارس الخضراء وهو كتيب إرشادي لكيفية القيام بالتدقيق البيئي على الاعتبارات المتصلة بالمياه والهواء والطاقة والنفايات ضمن منشآت المدرسة. وسيتم تطوير بوابة إلكترونية للمدارس الخضراء حيث ستساهم هذه البوابة في تعزيز التعاون وتبادل الموارد التعليمية والمعلومات بين المعلمين. كما ستساعد هذه البوابة المعلمين على تقديم تقاريرهم ونتائجهم، وستقوم الهيئة بتدريب المعلمين على كيفية استخدام هذا البوابة بشكل فعال. وستقدم الهيئة للمدارس دليلا إرشاديا للأندية البيئية حيث تعطى النوادي البيئية في المدارس فرصة للطلاب للمساهمة فعليا بحماية البيئة، علما أن الهيئة ساهمت في تأسيس العديد من النوادي البيئية في المدارس في مختلف أنحاء الإمارة. وفي إطار مبادرة المدارس المستدامة، تم إعداد دليل يستهدف المنسقين البيئيين بالمدارس يتناول موضوع إدارة النوادي البيئية في المدارس وتطويرها. وستقوم الهيئة بتدريب المعلمين على كيفية استخدام هذا الدليل بشكل فعال. وأيضا هناك دليل الرحلات البيئية الميدانية حيث تم إعداد دليل إرشادي للمعلمين يتضمن مبادئ إرشادية توجيهية عن الرحلات البيئية الميدانية والمواقع التي يمكن زيارتها من قبل الطلاب، والأنشطة التي يمكن تنفيذها خلال الرحلات بالإضافة إلى أنواع النباتات والحيوانات والمؤسسات التي يجب مخاطبتها لتنظيم هذه الرحلات. وستوزع الهيئة علي المدارس دليل المعلمين البيئيين وهو من ثلاثة أجزاء حيث يهدف إلى تعزيز المعرفة بالتعليم البيئي والتعليم من أجل التنمية المستدامة. ويوفر هذا الدليل الموارد التعليمية اللازمة التي يحتاج إليها المعلمون في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية. إلى جانب ذلك ستكون هناك برامج تدريب للمعلمين عبر شبكة الإنترنت، والذي يعتبر جزءا أساسيا من برنامج تأهيل المعلمين للحصول على شهادة أو اعتماد عبر شبكة الإنترنت في مجال التعليم البيئي أو التعليم من أجل التنمية المستدامة. كما أن هناك برنامج تدريب المدربين، وفي هذا الإطار سيتم كل عام تنظيم 10-12 دورة تدريبية للمعلمين في المدارس المشاركة على أيدي عدد من الخبراء المحليين والدوليين، وسيتم إرسال المعلمين لتبادل المعارف والمعلومات وللمشاركة بالمؤتمرات الدولية وشبكات تنمية القدرات. ولخلق أجواء تنافسية بين الطلاب ستطرح المبادرة جائزة المدرسة الخضراء في نهاية كل عام دراسي، حيث سيتم توزيع جوائز تقديرية للإنجازات التي حققتها المدارس المشاركة والتي استطاعت تحقيق نتائج ملموسة، وخلال تنفيذ المشروع سيتم ربط المدارس المستدامة بالمبادرات الدولية المماثلة ليتم تبادل الخبرات. كما ستقوم الهيئة بتجهيز المدارس المشاركة بتقنيات لتوفير المياه والطاقة. ويعتبر الفرد في الإمارات من أكثر الأفراد في العالم تسبباً في البصمة البيئية، وينجم ما نسبته 80% من هذه البصمة البيئية عن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن استهلاك الطاقة التي تعتمد على الوقود الأحفوري. ويمكن للفرد أن يقلل من استهلاكه للطاقة بالتقليل من بصمته في انبعاث غازات الدفيئة التي تؤدي إلى التغير المناخي، عبر التأكد من إغلاق الأجهزة الكهربائية وإطفاء الإنارة قبل الذهاب للنوم أو حينما تكون خارج المنزل، واستبدال المصابيح التقليدية بمصابيح موفرة للطاقة وذات كفاءة عالية واستهلاك أقل، واستخدام الأجهزة الموفرة للطاقة في المكتب أو البيت. وتشير التقديرات العلمية إلى أنه من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة كوكب الأرض نتيجة لزيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وعليه، فمن المتوقع أن تواجه كافة الدول فصولاً صيفية شديدة الحرارة وأن يرتفع منسوب المياه في البحر وتنشط عوامل التعرية الساحلية ويتم فقدان التنوع البيئي وتندر المياه العذبة وتحدث الكثير من العواصف القوية والآثار الاقتصادية إذا ما استمرت الزيادة في انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©