الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رجال الجيل الأول

28 مارس 2011 22:34
عندما أسس رجال الجيل الأول أنديتنا في سائر إماراتنا الحبيبة بجهود ذاتية بسيطة مرتبطة بواقعنا اليومي المعاش، وأدواتنا التي نجيدها، نجحت جميع أنديتنا في الدولة في ترسيخ ثقافة عامة متنوعة متعطشة للمعرفة، سواء في الرياضة أو الثقافة أو الفن أو المسرح أو الموسيقى، وغيرها من الفنون، وكانت في كل نادٍ من أندية الدولة “مكتبة”، فأوجدت مجتمع مثالي وأفرزت رجالات قادت فيما بعد الدولة في شتى المجالات من خلال ترسيخ ثوابت جعلت من البيئة الرياضية جاذبة وهادفة ومنتجة وغير طاردة مثل هذه الأيام. تغير الحال كثيراً اليوم، ورغم من الدعم المادي الكبير للأندية الرياضية وبدلاً من أن نسير على نفس النهج، ونحو الأفضل تقلص دور الأندية من مجتمع رياضي اجتماعي كبير، إلى مجتمع خاص بكرة القدم، ورغم هذا لم ننجح فأضعنا كل شيء. هذا كان محور حديثي مع الأب والاستاذ علي عبد الله الدباني أحد الرجال المؤسسيين للرياضة في الدولة، وأحد الذين مارسوا النشاط التطوعي على مدى أكثر من 40 سنة، ودون مقابل سوى أن ترتقي دولتنا إلى الأمام، وحتى افسح المجال أمام الأب علي الدباني، لكي يدلوا بشهادته ومقارنته بين الماضي والحاضر، أقول إن الجيل المؤسس كان مستعدا للتضحية، وبذل الجهد من أجل المعرفة، واللحاق بركب التطور التي شهدتها باقي الدول العربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وكان كل ما يبهره ويدفعه للعمل، هو ذلك الحراك الثقافي والفني والسياسي في الدول العربية، وليس المال، ولهذا كان الاندفاع وبحماس وبحب نحو تأسيس الأندية جاء نتيجة حصيلة من المعرفة بالعمل التطوعي الاجتماعي الثقافي والفني، ومن ثم الرياضي الذي ما لبث أن سحب البساط عن كل ماهو جميل في الإبداع الإنساني يقول الدباني: “إن الفترة التي تم تأسيس فيها الأندية الرياضية وجدت الظروف المناسبة، حيث كان المؤسسون يعلمون جيداً أن دور الأندية ليس فقط رياضياً، بل ثقافي وعلمي وترفيهي وحول الترفيهي يأتي النشاط الرياضي الذي تحتل كرة القدم مساحة كبيرة فيه، كان من المفترض أن يستمر دور الأندية التي كانت بمثابة برلمانات يشارك فيها الجميع بالآراء في شتى المجالات في أداء مهامها، لكن مع الوقت بدأت القيادات في التنحي بعيداً عن هذه الأندية، وحل محلها آخرون لم يشهدوا تأسيس هذه الأندية، فانصب كل الاهتمام على النشاط الرياضي، دون سائر الأنشطة، ولأن كرة القدم لها شعبية كبيرة، ومع بداية التسعينيات ووصول منتخب الإمارات إلى كأس العالم بإيطاليا، تركز الاهتمام بشكل رئيسي على كرة القدم التي دخلت بعد ذلك في نفق الاحتراف، حيث لم نجن أي مكاسب منه سوى إنفاق مزيد من الأموال في سبيل المنافسة المحلية التي يشهد الجميع بأنها عادية، ولم تفد المنتخبات بشيء.” ويضيف الدباني “لست ضد النشاط الرياضي، بل ما أدعو إليه أن يعود الدور الثقافي والاجتماعي والتربوي لهذه الأندية التي باتت بيئة طاردة، فبات اللجوء إلى المقاهي أكثر جذباً من الأندية رغم كثرتها ولا أتحدث فقط عن رأس الخيمة، بل انظر إلى كل إمارات الدولة، وقارن بين عدد من يترددون على المقاهي، وعدد من يحرصون على الذهاب إلى الأندية حتى لمشاهدة مباريات الكرة “ انتهى حديث علي عبد الله الدباني ولم ينته حديثي مع رجال أعطوا الكثير لرياضة الإمارات وأنديتها ولم تعطهم سوى الصد والنكران. alassam131@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©