الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مختصون يحذرون من انتشار «النسوار» بين طلبة المدارس في رأس الخيمة

مختصون يحذرون من انتشار «النسوار» بين طلبة المدارس في رأس الخيمة
24 مارس 2012
مريم الشميلي (رأس الخيمة)- حذر مختصون وأطباء في رأس الخيمة من انتشار مادتي “النسوار” و”البان الهندي” المخدرتين، بين طلبة المدارس وصغار السن في الإمارة، كما طالبوا الأجهزة المعنية بضرورة تكثيف الحملات الرقابية على البقالات الصغيرة التي تروج لهذه المواد بالمخالفة للقانون. وكان مفتشو إدارة الصحة والبيئة بدائرة بلدية رأس الخيمة تمكنوا مؤخراً من ضبط كميات كبيرة من مادتي النسوار والبان الهندي، قبل توزيعها على محال البقالة في الإمارة، فيما أغلقت البلدية قبل ثلاثة أسابيع 4 محال تجارية لبيعها النسوار خلال حملات تفتيشية، شملت عدداً من مناطق الإمارة. وقال مبارك الشامسي رئيس البلدية، إن المفتشين تمكنوا من ضبط 19 كيلوجراماً من مادة النسوار، قبل توزيعها، مضيفاً أنه تمت مصادرة الكمية والسيارة المستخدمة في التوزيع وفرض غرامة كبيرة على صاحبها، مشيراً إلى أن حملات مفتشي إدارة الصحة والبيئة خلال الأشهر الماضية التي استهدفت تضييق الخناق على التجار أدت إلى تراجع توزيع هذه المادة على البقالات الصغيرة في الأحياء والشعبيات. من جانبه أوضح فواز عبدالله رئيس قسم الرقابة الغذائية بالبلدية، إن السيارة المضبوطة كانت تحاول توزيع الكمية على البقالات وتم ضبطها في منطقة الرمس في حملة تفتيشية عادية. وأضاف أن الحملات التي تتم بشكل دوري يمكنها منع عشرات المخالفات قبل وقوعها. وأثارت قضية انتشار النسوار في بعض مناطق الإمارة ردود فعل غاضبة من أولياء أمور الطلاب قبل سنوات وكشفت الحملات التي نظمتها البلدية أن عددا من أصحاب البقالات الصغيرة هم مصدر هذه المادة التي تتسبب في أمراض عديدة، إضافة إلى الإدمان، فيما أكد الأطباء أن التعود على تعاطي هذه المادة يسبب العديد من الأمراض بينها سرطان اللثة. وحذر فيصل عبدالله الشحي أخصائي نفسي بمنطقة رأس الخيمة التعليمية من مخاطر انتشار مثل هذه المواد المخدرة بين الطلاب وقال، إن مدمن النسوار أو الطالب المتعاطي لهذا النوع من التبغ تبدأ لديه الحالة كتقليد للآخرين في مرحلة المراهقة أي في سن يتراوح ما بين 12الى 18 سنة بهدف إثبات رجولته وذاته والتعبير عن استقلاليته في المجتمع ومع الأسف تتطور الحالة بعد ذلك لتصبح أدماناً، وسلوكا يوميا يتعود عليه الطالب. ويكمل الشحي، أن هناك حالات بالفعل موجودة بين طلاب مدارس رأس الخيمة خاصة في مرحلة الثانوية والحلقة الثانية، وأن هذه الحالات شهدت زيادة خلال فترة وجيزة ما يعني أن الظاهرة سريعة الانتشار، ما يستوجب من الأهل تكثيف الرقابة على الأبناء. وعن طرق التعامل مع هذه الحالات أوضح أن القسم يقوم بين حين وآخر بتنظيم عدد من المحاضرات التوعوية والنفسية لطلاب في مرحلة المراهقة تتركز حول المشاكل التي قد يصادفها المراهق في هذه السن وكيفية التعامل مع الظواهر الخارجية كالتدخين والنسوار وغيرها من الآفات الضارة، مشيراً إلى أن الأخصائيين النفسيين يتعاملون مع هذه الحالات باهتمام بالغ بحيث يبدأ الأخصائي النفسي بالتكلم مع المتعاطي لهذه المادة وإظهار قدراته الشخصية، ويبدأ بالتدريج بالتحدث عن الأمراض التي تسببها بشكل عام حتى، كما يجري حواراً مع الطالب المستهدف لتحذيره من المشاكل التي قد ترافق المتعاطي. وأوضح الشحي أن دور الأخصائي النفسي لا يقف عند هذا الحد بل يقوم بالتواصل مع ولي الأمر لمتابعة باقي الخطوات لتخليص الطالب من المشكلة، مطالبا جميع عناصر المجتمع بدءاً من الأسرة التي يقع على عاتقها دور كبير في الرقابة على الأبناء والمؤسسات التعليمية تحمل مسؤولياتها في وقف انتشار ظاهرة تعاطي السويكة بين الشباب. من جانبه، بين الدكتور ناصر أحمد أخصائي تثقيفي بمركز رأس الخيمة للإقلاع عن التدخين أن النسوار أحد مشتقات التبغ ويصنف تحت قانون المواد المخدرة والضارة بالصحة كالسيجارة، مشيراً إلى أن مخاطرها الصحية تصل إلى أمراض سرطانية ومستعصية، كما أن مدخن السيجارة يلجأ للنسوار أحيانا بحجة أنه يريد ترك التدخين والإقلاع عنه. ويضيف، أن مادة النسوار لها أضرار صحية ونفسية، تشمل الإصابة بسرطان الفم، والرائحة الكريهة للفم، كما أنها تؤدي إلى تقرح اللثة وارتفاع الضغط الشرياني وأمراض القلب والتقرحات الهضمية والبصق المستمر، أما الأضرار النفسية فمنها وضع الجسم في حالة التوتر النفسي، والتسبب في اضطراب النوم عند متعاطيها. أما مهرة صراي مسؤولة التثقيف والإعلام الصحي بطبية رأس الخيمة فقالت، إن مروجي النسوار يستهدفون فئة الشباب والمراهقين الذين يمثلون عماد المجتمع، ويكمن دورنا هنا في التثقيف بتنظيم المحاضرات التوعوية للكشف عن مخاطر التدخين وتوابعه، وتقديم النصائح والتوصيات لهذه الفئة، والسعي نحو خلق مجتمع واع قادر على مواجهة هذه الظواهر الدخيلة. ودعت صراي إلى ضرورة تكثيف البحث العلمي في ظاهرة النسوار عبر قيام الباحثين والمتخصصين بتحديد المشكلة وأسبابها ووضع الحلول الجذرية لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©