السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مناورات إيران الصاروخية··· مؤشر على الخوف

مناورات إيران الصاروخية··· مؤشر على الخوف
12 يوليو 2008 01:34
بعد قيامها في يومين متتاليين بإجراء اختبارات على الصواريخ، تبدو إيران عازمة على إرسال إشارات إلى خصومها خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، مفادها أنها مستعدة للرد على الاستفزازات، وعلى أي هجوم قد يستهدفها· غير أن استعراض القوة، الذي شمل يوم الخميس اختبار صواريخ أُطلقت من سفن في الخليج العربي ذي الأهمية الاستراتيجية، قد يكون أيضاً جزءاً من محاولة للتغطية على ضعف إيران وصرف الانتباه عن مؤشرات تفيد بأن جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تقليص برنامج إيران النووي بدأت تعطي بعض النتائج· بيد أن التبادل الشفهي القوي الذي استمر يوم الخميس الماضي، والذي يدخل في إطاره تذكير وزيرة الخارجية الأميركية لطهران بأن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها وحلفائها، غطى على تطور آخر لا يقل أهمية هو إعلان شركة الطاقة الفرنسية ''توتال'' عن إلغاء الاستثمارات التي كانت تعتزم القيام بها في قطاع الطاقة الإيراني، وهي تطوير واحد من حقول الغاز الطبيعي الإيرانية· فقد تعرضت الشركات الأوروبية مثل ''توتال'' والبنوك العاملـــة مع المصالح التجارية الإيرانية لضغوط متزايدة للانصياع للجهود الدولية مثل عقوبات الأمم المتحدة، وعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المنفصلة، والتي تهدف إلى وقف برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني· وفي هذا السياق، قال دبلوماسي أميركي للجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ يوم الأربعاء الماضي: إن المجتمع الدولي بصدد إحراز تقدم بخصوص جهود إبطاء برنامج إيران النووي، الذي يسعى لإكمال عملية إنتاج يورانيوم عالي التخصيب، والذي يمكن استعماله كوقود للأسلحة النووية، حيث قال وكيل وزارة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز:''رغم كونه مصدر إزعاج كبير، فإن التقدم النووي الحقيقي لإيران هو دون حجم تبجحها''· والحقيقة أن بعض عمليات اختبار الصواريخ التي قامت بها إيران هي جزء من عمليات عسكرية سنوية ترمي من ورائها طهران إلى أن تُظهر للولايات المتحدة- التي تتوافر على أعداد كبيرة من القوات في العراق وأفغانستان المجاورين- أن لطهران طرقاً خاصة لإلحاق الأذى بأميركا، كما يقول بعض الخبراء المتخصصين في إيران· لكن هؤلاء الخبراء يعتقدون أن الإيرانيين قد يركزون أكثر هذا العام على إرسال إشارات إلى إسرائيل، التي يبدو أنها احتلت خلال الأشهر الأخيرة مكان الولايات المتحدة باعتبارها الجهة المرجح أن تكون وراء أي ضربة عسكرية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية· فالمناورات العسكرية الإيرانية، التي شملت اختبار صاروخ قادر على الوصول إلى إسرائيل، تأتي بعد المناورات العسكرية التي قامت بها إسرائيل الشهر الماضي في البحر الأبيض المتوسط، والتي اعتبرها بعض المسؤولين الأميركيين تمريناً لهجوم ممكن على إيران· وفي هذا الصدد يقول ''إيلان برمان''، نائب رئيس قسم السياسة بمجلس السياسة الخارجية الأميركي في واشنطن: ''إن إيران ليس لديها الرغبة في الضغط على إسرائيل مباشرة؛ وبالتالي، فأحد الأشياء التي يحاولون القيام بها هو إقناع بقية المجتمع الدولي بأن الرد على أي هجوم يستهدفهم سيكون قوياً وقاسياً''· لكن محللين آخرين يرون أن النظام الإيراني ينظر بقلق أكبر إلى الجبهــة الداخلية، حيث يقول ''أليكس فاتانكا''، المحلل المتخصص في إيران بمؤسسة ''جين'' للاستشارات في ألكزاندريا بولاية فرجينيا:''ألا ترد على التحركات أو التهديدات الإسرائيلية أن تبدو كما لو أنك لا تفعل شيئاً- سيكون أمراً خطيراً بالنسبة للقيادة الإيرانية في الداخل··· فقد يكون النظام شبه ديكتاتوري، إلا أنه يولي اهتماماً كبيراً للرأي العام الداخلي''· ثم إنه من المهم أن نتذكر، يضيف ''فاتانكا''، أن الرئيس الإيراني المثير للجدل ''ليس مجرد زعيم شعبوي··· بل وطني، كما أن مؤيديه يريدون أن يروا ذلك حتى يستمر تأييدهم له''· وقد تكون إيران بصدد معاناة تتعرض لها جراء ارتفاع معدلات التضخم والبطالة؛ وبالتالي، تدهور ظروف المعيشة، مثلما قال وكيل وزارة الخارجية ''بيرنز'' أثناء إدلائه بشهادته في مجلس الشيوخ يوم الأربعاء الماضي، إلا أن ''فاتانكا'' يرى أن كلاً من أحمدي نجاد والزعماء الدينيين الحاكمين يستطيعون استغلال زيادة التوتر الأمني لصرف الانتباه عن البيئة الداخلية الآخذة في التشنج، إذ يقول:''الكثير من الإيرانيين سيقولون: ''إن الملالي ليسوا عديمي الجدوى إلى الحد الذي كنا نتصور؛ إنهم يستطيعون إظهار (العضــلات والدفـــاع عنا وحمايتنا)''· وعلاوة على ذلك، يقول ''فاتانكا'': إن التصريحات الناريـــــة التي تصدر عن النظــــام -خاصة حول استعمال القوة إن هو أرغِم على ذلك- إنما هي إشارة إلى الخصوم الداخليين مؤداها أن القوى الموجودة في السلطة ليست ضعيفة إذ يقول: ''هذا نظام يعلم أنه لن يكون في السلطة لولا استعداده لاستعمال القوة في الداخل''، مضيفاً: ''إنهم يحاولون القول:إن هذه المشكلة مع الولايات المتحدة والإسرائيليين لا تعني أننا لن نستطيع التعامل معكم''· من نواح كثيرة، يُعد النزاع بين إيران والمجتمع الدولي حرب صـــورة ورأي عام، حيث تدافع إيران بقوة عن حقها في امتلاك القوة النووية، بينمــــا تدافــــع القوى الغربيــة عن الأمن الدولي وتحارب انتشار الأسلحة الخطيرة والمزعزِعة للاستقرار من جهــــة أخرى· ويقــــــول ''فاتانكــــا'': ''إذا نظر الرأي العام العالمي إلى اختبارات الصواريخ تلك على حدة، خارج سياق ما يرى الإيرانيون أنه تهديد يواجهونه، فقد يدفـــع ذلــــك الرأي العـــام العالمي إلى استنتــاج مفاده أن هــذا النظــام يُشكـــّل بالفعـــل تهديداً لا بد من مواجهته''· هاورد لافرانشي محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©