السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم عبدالمجيد يقرأ صفحات مدينة البحر في الرواية والتاريخ

إبراهيم عبدالمجيد يقرأ صفحات مدينة البحر في الرواية والتاريخ
28 مارس 2011 23:01
نظم المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة مساء أمس الأول في مقره بأبوظبي محاضرة أدبية للروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد قدم فيها استذكارات تاريخية وحياتية وأدبية عن مدينة الإسكندرية حملت عنوان “ما وراء الكتابة.. الإسكندرية حلم الكاتب الضائع”، شهد المحاضرة شخصيات اجتماعية وأدبية ومن المهتمين بالثقافة. وفي تقديمها للروائي إبراهيم عبدالمجيد قالت الشاعرة الإماراتية شيخة الجابري “سنتحدث الليلة عن الإسكندرية، مدينة البحر من خلال شخصية مصرية مبدعة ومتميزة، سحرت بالطيور المهاجرة وبحكايات البحارة العاشقين، من خلال هذه الشخصية الروائية نتعرف على الحياة كلها في مدينة غنية بالحكايات”. واستعرضت شيخة الجابري أهم الجوانب والعلامات المؤثرة في حياة الروائي إبراهيم عبدالمجيد الذي عاش الإسكندرية كلها في الواقع والإبداع منذ عام ولادته في 1946 وتخرجه في كلية آدابها 1973 حتى رحيله إلى القاهرة 1974 ليعمل في وزارة الثقافة ولينتج أعماله الروائية: “ليلة العشق والدم” و”البلدة الأخرى” و”بنت الياسمين” و”لا أحد ينام في الإسكندرية” و”طيور العنبر” وأعماله القصصية “الشجر والعصافير” و”إغلاق النوافذ” و”فضاءات” و”سفن قديمة” و”ليلة أنجينا” وكتابه النثري “غواية الإسكندرية”. وتنقلت الجابري إلى أهم مفاصل تكريم إبراهيم عبدالمجيد من المحافل الثقافية المصرية بحصوله على جوائز “نجيب محفوظ للرواية” و”معرض القاهرة الدولي للكتاب” عن رواية “لا أحد ينام في الإسكندرية 1996” و”جائزة الدولة للتفوق في الآداب عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2004” و”جائزة الدولة التقديرية في الآداب عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2007”. واستهل إبراهيم عبدالمجيد محاضرته بالحديث عن رحلته في الحياة والرواية والتي وصفها بـ”الحلم”. وعن الإسكندرية أشار إلى يوم مغادرته إياها راحلاً إلى القاهرة عام 1974، حيث كان -بحسب قوله- في تواصل معها عبر مجلة “المجلة” التي كان ينشر فيها زمن عبدالقادر القط رئيس تحريرها الذي جاء بعد يحيى حقي. يقول عبدالمجيد “تركت الإسكندرية من أجل أن أتعرّف على ثقافة العالم، ثقافة مصر، والكتب الممنوعة والأدباء العرب والمصريين الذين اتخذوا مقاهي لهم وعرفت باسمهم”. ويصف رحيله بأنه رحيل للإسكندرية معه، كونها قد أصبحت معه نوعاً من الغواية، الفتنة التي قادته ليكتب عنها 4 روايات، حيث استدعى أحداثها كلها في رواياته “بيت الياسمين” و”الصياد واليمام” و”المسافات” والتي وصفها بالثلاثية إبان السبعينات ثم روايته الرابعة “ليلة العشق والدم”. وأشار إلى رواية “الصياد واليمام” التي تحكي قصة جيله و”بيت الياسمين” كونها كوميديا السياسة، و”مسافات” رواية الأسطورة والغرابة في اللغة والموضوع. ثم تحدث إبراهيم عبدالمجيد عن منابع الصوفية في الإسكندرية، ومنابع المسيحية وتلاقح الثقافات الغربية والشرقية فيها، ووصف الإسكندرية بالمدينة المفتوحة على الثقافات والأديان حيث بحسب توصيفه تمارس الطقوس في المرسي أبو العباس وطقوس الاحتفاء بالبابا في شوارع الإسكندرية في آن واحد. كل ذلك عاشه إبراهيم عبدالمجيد وتحدث عنه بعشق عائداً بحديثه إلى أصول الإسكندرية الأولى عام 326ق.م حين خطها الإسكندر الأكبر، واعتبرها حاضرة العالم بمكتبتها الشهيرة حيث تلاقحت الثقافات فيها. وتجول الروائي إبراهيم عبدالمجيد في مفاصل التاريخ والمكان -بحسب تعبير شيخة الجابري تعليقاً على سرده الحكائي فيما بعد- متحولاً من زمن الفرعونية إلى المسيحية حتى الإسلام والعصر الحديث لما شهدته الإسكندرية من أحداث كبرى شكّلت علامات فارقة في رحلتها عبر التاريخ. واعتبر عبدالمجيد الشعب الإسكندري أنه يعيش الحياة برمتها وقد حفل بالتاريخ أكمله وبالفكر بمجمله حيث نبعت الصوفية الإسلامية من منابعها فيه فسجل البوصيري وسيدي جابر والعدوي ومرسي أبو العباس علامات الصوفية لهذه المدينة. ولأهمية المدينة كونها مفتوحة في كل العصور توافد عليها اليونانيون واليهود والقبارصة والشوام فازدهرت الثقافة فيها، ولابد لهذه الجاليات من صحافة تعبر عنها حتى وصل عدد المجلات التي تعنى بالمرأة فقط أكثر من 30 إلى 40 مجلة في أوائل القرن العشرين. ومن خلال هذا السرد تحدث إبراهيم عبدالمجيد عن روايته “لا أحد ينام في الإسكندرية” وتاريخية أحداثها التي استقاها من مرويات الناس والصحافة وأخبار معركة العلمين عام 1943. وأشار إلى تأثيرات الانفصال الحضاري والتلاقح الثقافي الذي عانته الإسكندرية بسبب هجرة اليونانيين والإيطاليين واليهود والشوام إبان الخمسينات حيث بدأت الإسكندرية تفرع من ثقافتها العالمية التي تعني بالتسامح وبدء ثقافة اللاتسامح وهيمنة التطرف مما جعل أبناءها ينتفضون في 25 يناير.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©