الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة المالية تقوض صناعة الطاقة الشمسية في إسبانيا

الأزمة المالية تقوض صناعة الطاقة الشمسية في إسبانيا
12 سبتمبر 2009 00:13
ضاعت آمال إسبانيا في أن تصبح رائدة الطاقة الشمسية في العالم،بعد أن أوقفت الحكومة الإسبانية مخصصات الدعم الضخمة لهذه الصناعة نتيجة للأزمة المالية العالمية. وانتشر هذا التغير المفاجئ في صناعة الطاقة الشمسية العالمية فيما يعتبر تحذيراً من المشاكل التي يمكن أن تواجهها برامج الطاقة المتجددة المدعومة حكومياً. في عام 2008 حصلت إسبانيا على نصف تركيبات الطاقة الشمسية الجديدة في العالم بهدف نشر وتعزيز الطاقة النظيفة. ولكن في أواخر العام الماضي حيث تفاقمت الأزمة الاقتصادية العالمية قلصت الحكومة الدعم بشكل كبير وخفضت قدر الطاقة الشمسية المدعمة الممكن تركيبها. فائض في العرض إن المصانع في أنحاء العالم التي كانت قد ضاعفت إنتاج مكونات وتركيبات الطاقة الشمسية وجدت تراجع الطلب على الألواح الشمسية مخلفة فائضاً في العرض متزامناً مع خفض الأسعار وتسريح العمال. في عام 2009 تقلصت صناعة الطاقة الشمسية بسبب انهيار الطلب بناءاً على قرار من إسبانيا، حسب هينن ويخق محلل الطاقة الشمسية في مجموعة (i-supply) البحثية. إن إسبانيا تقدم دروساً هامة للولايات المتحدة حيث يشارك المشرعون في سجال حول الطريقة التي يمكن بها دعم الطاقة المتجددة. ويعتبر المؤيدون للطاقة النظيفة ومنهم الرئيس الأميركي باراك أوباما أن إسبانيا تجسد قصة نجاح تبين كيف أن سياسات الحكومة بادرت مبكراً بمشروعات الطاقة المتجددة وخلقت صناعات جديدة ساعدت البيئة. لقد أثبت رهان إسبانيا المبكر على طاقة الرياح جدواه، وتعتبر إسبانيا إحدى أكبر الدول توليداً لهذه الطاقة ولم يسبقها في هذا المجال سوى شركات طاقة الرياح الأميركية. في عام 2008 شكلت طاقة الرياح 11% من إنتاج إسبانيا من الكهرباء بينما شكلت الطاقة الشمسية أقل من 1%. ويقول رياض فزاني مدير تنفيذي بي بي سولار أحد أقسام شركة البترول العملاقة Bp Plc انه رغم الأزمة الحالية نجح النموذج الإسباني في تأسيس صناعة طاقة شمسية من لاشيء. ويضيف قائلاً: إنه متى استثمرت في البنية التحتية يكون عندك قوة عاملة ماهرة ويمكنك التوسع والتعاقد بمنتهى السهولة. غير أن المتشككين في الطاقة النظيفة يعتبرون إسبانيا مثلاً تحذيرياً لسياسة حكومة خلقت فقاعة منطوية على المجازفة سيكون لها عواقب كارثية. فقاعة إسبانيا بعض الجمهوريين يعتبر أن فقاعة إسبانيا الشمسية وانهيارها بمثابة مثال على مدى تذبذب التحفيز الحكومي للطاقة النظيفة. تتبع الولايات المتحدة مختلف الأساليب لتعزيز الطاقة النظيفة منها الحوافز الضريبية والدعم الفيدرالي المباشر الرامية إلى تقليص نفقات التركيبات والمنشآت فرض القوانين التي تلزم مختلف قطاعات الخدمات بالحصول على قدر معين من طاقاتها من الطاقة المتجددة. ونجد أن كاليفورنيا ونيوجيرسي بصفتهما الولايتين السباقتين في مجال استخدام الطاقة الشمسية في أميركا هما من ضمن الولايات التي استفادت من مخصصات دعم على غرار الأسلوب الإسباني تشجيعاً على استخدام الطاقة الشمسية. حيث يجري صياغة مشروع قانون يتم بموجبه تثبيت أسعار شراء الكهرباء المولدة من ألواح الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة. وأساس المعضلة هو أنه بدون دعم مادي سيكون هذا التوجه غير ذي جدوى اقتصادية. وفي هذا الشأن يقول بعض الخبراء إنه من الممكن أن تكون الطاقة الشمسية ذات جدوى اقتصادية في غضون بضع سنين ولكن شريطة أن تقدم الحكومة دعماً مالياً ضخماً وأشكالاً أخرى من المساعدات التحفيزية. وكانت طموحات إسبانيا في مجال الطاقة الشمسية قد بدأت في إطار مبادرة سابقة إلى أن تصبح إسبانيا سبّاقة عالمياً في مجال طاقة الرياح. وبالفعل من خلال تقديم دعم مادي سخي طويل الأجل أصبحت إسبانيا الدولة الأولى على مستوى العالم في مجال طاقة الرياح. وهذا يرجع إلى أن طاقة الرياح كانت خياراً أقل كلفة من الطاقة الشمسية ولذلك عزمت الحكومة الإسبانية إلى جعل الطاقة الشمسية أكثر جذباً من خلال زيادة مخصصات الدعم المالي مثلها مثل دول أخرى وخصوصاً ألمانيا. ونتيجة لذلك زادت سعة الطاقة الشمسية في إسبانيا العام الماضي إلى 3342 ميجاوات من 695 ميجاوات قبل عام واحد بعد أن قفزت مخصصات الدعم الحكومي الموجهة إلى الطاقة الشمسية إلي 1.1 مليار يورو (1.6 مليار دولار) عام 2008 من 214 مليون يورو عام 2007. حلول الطاقة وقال ايجناسيو سانشير جالان رئيس «ايبر رولا» أكبر شركة في العالم متخصصة في الطاقة المتجددة «إن الطاقة الشمسية عبارة عن سلعة مالية أكثر منها أحد خيارات حلول الطاقة». علماً بأن «ايبر درولا» دأبت على استبعاد الطاقة الشمسية بسبب أن طاقة الرياح أقل تكلفة وتتطلب مساحة أقل من الأرض. وهذا ينطبق بصفة خاصة على الموجة الجديدة من الطاقة الشمسية واسعة النطاق المعروفة باسم الطاقة الحرارية الشمسية التي تستخدم أشعة الشمس في تسخين المياه وتحويلها إلى بخار يدير تربينات. إذ أن هذه التقنية تكفل المجال لمشروعات طاقة نظيفة أكبر كثيراً من الألواح الفوتوفولتية المغطاة بالسليكون وحظيت بالتالي على اهتمام منشآت الطاقة في إسبانيا والولايات المتحدة على وجه الخصوص. غير أن الطاقة الحرارية الشمسية لا تستطيع منافسة مصادر الطاقة التقليدية الأخرى من حيث التكلفة وتتطلب أنساقاً واسعة من مساحات الأراضي الخالية كتلك الموجودة في بعض أنحاء إسبانيا وفي جنوبي غرب الولايات المتحدة. ونظراً للأزمة الاقتصادية العالمية واتساع عجز الموازنة قامت الحكومة الإسبانية في أواخر العام الماضي بتقليص دعم الكهرباء الشمسية ووضعت حداً لحجم الطاقة الشمسية المدعمة التي توصل سنوياً بـ 500 ميجاوات، وبالتالي انكمشت بالفعل سعة طاقة إسبانيا الشمسية في عامنا هذا. ولم يقتصر تأثير ذلك على إسبانيا بل طال دولاً وشركات أخرى منها على سبيل المثال «ينجلي جرين اينرجي هولدنج» شركة الطاقة الخضراء الصينية التي تصنع مكونات تقنية الطاقة الشمسية لتصديرها والتي سجلت تراجعاً في إيرادات الربع الأول بنسبة 43 في المئة وهو ما يعود في المقام الأول إلى عدم شراء إسبانيا منها حالياً. كما سجلت مصانع تقنيات طاقة شمسية أخرى خسائر كبرى في الربع الثاني من هذا العام منها الشركة النرويجية Renewable Energy Corp والصينية LDK Solar Co وJA Solar Holdings. كما سجلت الشركة الألمانية العملاقة Q-Cell SE صافي خسارة قدره 697 مليون يورو في النصف الأول من هذا العام وتعزم على تسريح نحو 500 عامل نحو خمس قوتها العاملة. عن «وول ستريت جورنال»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©