الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مشرف يعود إلى باكستان رغم التهديدات

مشرف يعود إلى باكستان رغم التهديدات
25 مارس 2013 00:04
كراتشي، باكستان (وكالات) - أنهى الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، أمس، أكثر من أربع سنوات أمضاها في المنفى، وعاد “لينقذ” باكستان “مجازفاً بحياته”، متحدياً مقاتلي طالبان الذين توعدوا بقتله لدى عودته. فيما أعلن الجيش مقتل سبعة عشر من أفراده بهجوم انتحاري في المنطقة القبلية بشمال غرب باكستان. وحطت الطائرة التي أقلعت من دبي، وعلى متنها الرئيس السابق الذي حكم البلاد منذ انقلاب 1999 حتى استقالته في 2008، في كراتشي بعد الظهر. ووصل الرئيس الذي ارتدى للمناسبة قميصاً طويلاً أبيض تقليدياً مع عشرات من أنصاره القادمين من كندا والولايات المتحدة وبريطانيا الذين كانوا يرددون خلال الرحلة الجوية “العمر الطويل لمشرف”. وقال برويز مشرف (69 سنة) “عدت اليوم إلى بلدي، أين هم من قالوا إنني لن أرجع أبداً”. وأعلنت حركة طالبان باكستان الموالية لتنظيم القاعدة السبت أنها “أعدت وحدة كوماندوس من الانتحاريين خصيصاً لقتل مشرف” لدى عودته. وقد نجا مشرف عندما كان رئيس القوة النووية العسكرية الوحيدة في العالم الإسلامي، من ثلاثة اعتداءات نفذتها ضده مجموعات متشددة، تحظى بدعم كبير في هذا البلد المضطرب الذي يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة والمجاور لأفغانستان. وبسبب تلك التهديدات، نقل تجمع أنصاره الذي كان مقرراً عند ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح، إلى المطار وهو مكان أقل رمزية، لكنه أكثر أماناً. لكن التجمع أُلغي ظهراً بسبب تهديدات أمنية، ما أرغم الجنرال المتقاعد على ارتجال مؤتمر صحفي. وصرح مشرف “قال لي شعبي أن أعود لإنقاذ باكستان حتى ولو على حساب حياتي. أُريد أن أقول إلى الذين يطلقون التهديدات إني مبارك من الله”. وأضاف “لا أخشى سوى الله.. وبعودتي أعرض حياتي للخطر”. وتعتبر حركة طالبان باكستان التي تندد بتحالف إسلام آباد مع الولايات المتحدة الذي بدأ في عهد مشرف إثر اعتداءات 11 سبتمبر 2001، المسؤولة الرئيسية عن موجة اعتداءات غير مسبوقة، معظمها انتحارية، أسفرت عن سقوط اكثر من 5700 قتيل في أنحاء باكستان كافة منذ 2007. وأضاف “أين باكستان التي تركتها قبل خمس سنوات؟ إن قلبي اليوم يعتصر ألماً للفقر والبطالة والتضخم”، داعياً إلى إنهاء الأعمال العدائية في كراتشي التي تشهد حرب عصابات على خلفية تنافس سياسي واتني واقتصادي. ويطرح مشرف الذي لم تتعرض إدارة حكومته لشؤون المدنية إلى الانتقادات نفسها التي وجهت إلى الحكومة التي خلفته والمتهمة بالفساد وعدم الكفاءة، نفسه “بديلاً” للأحزاب التقليدية في انتخابات 11 مايو. لكن تحالفه مع واشنطن بعد 2001 الذي كان بداية عقد دام، ما زال يثير انتقادات شديدة ويرى العديد من المراقبين أنه فقد قاعدته الانتخابية ولا يبدو قادراً على تغيير نتائج الاقتراع مع حزبه السياسي الذي أسسه في 2010 في المنفى. وقد أعلن مشرف مراراً عودته إلى البلاد قبل العدول عن ذلك، خشية اعتقاله لدى وصوله، لأنه صدرت بحقه ثلاث مذكرات توقيف، لكن القضاء الباكستاني أكد له الجمعة أنه سيفرج عنه بكفالة، الأمر الذي أتاح له العودة. وقتل سبعة عشر جندياً باكستانياً في هجوم انتحاري استهدف السبت الجيش في منطقة قبلية بشمال غرب باكستان، بحسب حصيلة أعلنها الجيش الأحد. فقد اقتحم انتحاري بشاحنة مفخخة حاجزاً للجيش مساء السبت في إقليم شمال وزيرستان المعقل الرئيسي للمتمردين الطالبان الباكستانيين وحلفائهم في تنظيم القاعدة في المنطقة. وأكد الجيش الباكستاني أن “سبعة عشر جندياً قتلوا في الهجوم الليلة الفائتة في شمال وزيرستان”، موضحاً أنه احتاج للوقت للعثور على جثث عدد من الضحايا بين الأنقاض. وأصيب أيضاً عشرة جنود بجروح في الهجوم الذي استهدف حاجزاً للجيش والقوات شبه العسكرية. وهذا الهجوم يذكر بحالة انعدام الأمن المزمن في البلاد بسبب المتمردين قبل ساعات من العودة المرتقبة للرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف بعد أربع سنوات أمضاها في المنفى. وأعلنت حركة طالبان السبت نيتها قتل مشرف إن عاد إلى باكستان. وقال المتحدث باسم طالبان إحسان الله إحسان لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من موقع غير محدد “قمنا بإعداد فرقة خاصة من الانتحاريين من أجل (قتل) مشرف”. وكان مشرف الذي يعتزم العودة إلى بلاده أمس الأحد والترشح إلى الانتخابات العامة المقررة في مايو، قد قال إنه يريد “تحرير” باكستان من الإرهاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©