الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجمهوريون» وهجوم بنغازي

1 يوليو 2016 22:59
هناك أدلة كثيرة على أن إدارة أوباما حاولت قبل أقل من شهرين من انتخابات نوفمبر 2012 أن تأتي بتفسير أقل إدانة لهجوم بنغازي، في ليبيا، الذي أودى بحياة أربعة أميركيين. وكان نائب مستشار الأمن القومي «بن رودس» هو الذي كتب مذكرة سعت في الحال إلى إبراز فيديو مناهض للمسلمين باعتباره الرواية الرسمية. وقد تمسك الرئيس بهذه القصة المستترة خلال خطابه في الأمم المتحدة في 25 سبتمبر، بعد فترة طويلة من إدراكنا أن هذا كان هجوماً مخططاً له، وثمرة الفوضى المتفاقمة التي أعقبت الإطاحة بنظام القذافي. وسرعان ما تاه الجمهوريون الذين يحققون في هجوم بنغازي في تشابكات هذه الكارثة، على رغم أن فهمهم الأساسي كان صحيحاً: لقد كان من الأفضل بكثير بالنسبة للبيت الأبيض من الناحية السياسية أن ينسب كل هذا إلى مجرد مصادفة، شريط فيديو، أكثر من الاعتراف بأن سياسته تجاه ليبيا كانت كارثة، والأكثر من ذلك، أن الإرهاب كان ينتشر، ويتفاقم بشكل أخطر. وتقرير اللجنة المعنية بالتحقيق في حادث بنغازي، كما أشار جوش روبين في صحيفة «واشنطن بوست»، لا يكشف سوى القليل من المعلومات الجديدة، غير أن وزيرة الخارجية في ذلك الوقت هيلاري كلينتون كانت تخطط للقيام برحلة إلى بنغازي: «ويرى الجمهوريون أن كلينتون كانت تخطط للقيام برحلة إلى بنغازي، وأن السفير كريستوفر ستيفنز كان يريد أن يجعل بعثة بنغازي دائمة، باعتبار ذلك دليلاً على أنها كانت تحاول تعزيز إرثها كواحدة من المناصرين الرئيسيين للتدخل للإطاحة بمعمر القذافي، ولكنهم تجاهلوا عدة دلائل على أن المنشأة كانت غير آمنة». حسناً، نعم، ولكن الجمهوريين جعلوا القضية بالفعل أن كلينتون كانت تريد أن تجعل ليبيا جزءاً من إرثها. فهل هذا ما يقصدون إذن؟ والكشف الأحدث يشير في الواقع إلى أن كلينتون كانت غير مدركة لمدى خطورة الوضع الأمني. (وإلا، فلماذا تذهب) وفيما يلي مثال عن الكيفية التي غابت بها عن الجمهوريين مراراً وتكراراً الإخفاقات الرئيسية في قلب القصة الليبية: - ليست للرئيس مصلحة في تكريس منطق القوة وإعداد خطة ما بعد الانتصار، حيث إنه لم يكن يريد أصلاً التصرف، وهذا كان بالضبط الخطأ الذي اتهم الديمقراطيون الجمهوريين بارتكابه في العراق. - كانت كلينتون رئيساً في العمل مهملاً، ومعزولاً تماماً عن الوضع في ليبيا وتفتقر إلى نظام لإبراز القضايا الحرجة (مثل طلبات السفير ستيفنز للحصول على مساعدة)، وإصرارها على عزل نفسها داخل كادر متماسك من المستشارين كانت له خطورته، وهذا تصوير مثالي للمخاطر التي ينطوي عليها هذا الأسلوب من الإدارة، بحسب انتقادات الجمهوريين. - كانت الإدارة بأكملها غير مبالية عن عمد بالأدلة التي تتناقض مع التباهي بتعقب تنظيم «القاعدة». وكان الإرهاب ينتشر، وفكرة «القيادة من الخلف»، التي تعني أن بإمكاننا التراجع دون تعريض أمننا للخطر، كانت خطأ من الأساس. واتهام كهذا صعب تقبله بالنسبة للديمقراطيين. إنه اتهام صريح لسياسات الرئيس، وكان يجب على كلينتون أن تكون مجبرة على تقديم تفسير، كما فعلت بشأن سوريا، حول ما إذا كانت قد أدركت في ذلك الوقت وقوع الكارثة، ودعت إلى تصحيح المسار في ليبيا وفي أماكن أخرى. وفي الانتخابات التمهيدية، كان الجمهوريون، ومن بينهم راند بول وتيد كروز وكذلك دونالد ترامب ينحشرون في الزاوية الانعزالية الجديدة، وفهموا النقاش بطريقة خطأ مرة أخرى. لقد أعادوا كتابة تاريخ الحرب الأهلية الليبية، وتركوا الحقائق الماثلة، وأولها أن تلك الدولة كانت بالفعل في حالة ثورة، وكانت عمليات القتل الجماعي جارية، ولو بقي القذافي فلن تكون هناك نهاية لهذا، وستصبح البلاد ملاذاً للإرهاب. (وذهب البعض بعيداً إلى حد الإصرار كذباً على أن القذافي كان حليفاً جيداً للغرب). لم يكن الخطأ هو أننا بذلنا أقل الجهود لتسريع إطاحة القذافي على يد شعبه، ولكن في إهمالنا لمرحلة ما بعد رحيله. لقد كان «بول» و«كروز» و«ترامب» في الأساس يلعبون نفس لعبة «القيادة من الخلف»، كما كان يفعل أوباما. وما كان ينبغي علينا الدخول، لقد كان كل شيء حسناً قبل أن نتورط، وكأن الأمور تمضي على نحو خاطئ فقط عندما تتحرك الولايات المتحدة. لقد كان هذا مرة أخرى تأثير ترك أوباما وكلينتون، بعيداً عن الالتزام بالنسبة للخطأ الحقيقي: عدم القدرة على المواصلة حتى النهاية، وعدم الرغبة في إدراك الخطر المتفاقم الذي يتطلب المزيد من الوجود الأميركي. ربما كان هذا كله معقداً جداً كي يستطيع الجمهوريون تفسيره، فهو لا يضع كلينتون في دور الرفض المتعمد لدعم العاملين لديها، ولكن في الحقيقة، يريد الجمهوريون التمسك أكثر بهذا، ليجعلوا الصورة تظهر فشل إدارة أوباما في التعامل مع التهديد الإرهابي المتنامي، والذي تجلى في وقت غير مناسب طبعاً من الناحية السياسية. *مدونة في صحيفة «واشنطن بوست» ينشر بترتيب خاص مع خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©