المحتجون اليمنيون يتوعدون صالح بـ «القصاص»

توعد عشرات آلاف المحتجين اليمنيين، أمس الجمعة، الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بـ”القصاص” في مقتل مئات المدنيين خلال أعمال عنف رافقت موجة الاحتجاجات الشبابية في البلاد العام الماضي. واحتشد عشرات الآلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية، أمس، للأسبوع الـ57 على التوالي، في صنعاء ومدن يمنية أخرى، رافعين شعار “القصاص مطلبنا” وصور قتلى سقطوا خلال موجة الاحتجاجات، التي اندلعت شرارتها، منتصف يناير من العام الماضي، قبل أن تطيح، أواخر فبراير الفائت، بالرئيس صالح الذي حكم البلاد قرابة 34 عاماً. وطالب المحتجون بمحاكمة الرئيس السابق صالح لتورطه، حسب قولهم، في قتل مئات المدنيين برصاص قوات أمنية ومسلحين مناصرين له في هجمات متفرقة استهدفت مخيمات الاحتجاجات الشبابية في عدة مدن يمنية. وقال خطيب صلاة الجمعة في شارع الستين الشمالي، غرب صنعاء، الداعية فؤاد الحميري، :”لأن ثورتنا ثورة حياة، رفعنا شعار ولكم في القصاص حياة”، مطالبا الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، بمحاكمة “قتلة” المحتجين، في إشارة صالح، الذي منحه البرلمان اليمني، أواخر يناير، “حصانة تامة” من المقاضاة في أي جرائم ارتكبت خلال سنوات حكمه، وذلك بموجب اتفاق “المبادرة الخليجية”، الذي ينظم عملية نقل السلطة في هذا البلد. وحث الحميري كافة مكونات الحركة الاحتجاجية الشبابية إلى “توحيد الصف” ومعالجة “الخلل”، محذرا من عواقب الانقسامات الحاصلة بين المحتجين الشباب. إلى ذلك وجهت وزارة الداخلية اليمنية بـ”مكافحة المظاهر المسلحة” في صنعاء وبقية المدن، تنفيذاً لجهود “لجنة الشؤون العسكرية”، المنبثقة عن اتفاق “المبادرة الخليجية”، والمكلفة بإنهاء النزاعات المسلحة في اليمن، البلد المضطرب منذ أكثر من عام. وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إنها وجهت إدارات الأمن في صنعاء والمحافظات بـ”مكافحة المظاهر المسلحة” و”تفعيل خطة منع حمل السلاح في المدن اليمنية”، مؤكدة “إنفاذ قرار منع حمل السلاح على الجميع ودونما استثناء لأي سلاح”. وأشــار البـيـان إلى أن قيـادة وزارة الداخـلية “ستراقب تنفيذ خطة منع حمل السلاح بما يضمن تحولها إلى قوة فاعلة في مكافحة الجريمة والوقاية منها ومكافحة مظاهر الاختلالات الأمنية أينما وجدت”، موضحا أن تنفيذ خطة منع حمل السلاح سيتزامن مع عملية ملاحقة المطلوبين أمنيا “وضبط السيارات المخالفة والمطلوبة أمنيا”. وفي هذا السياق، اعتقلت الأجهزة الأمنية في محافظة حجة (شمال غرب)، أمس الجمعة، شخصا للاشتباه بانتمائه إلى تنظيم القاعدة المتطرف. وذكرت وزارة الدفاع، عبر موقعها الإلكتروني، إن الأجهزة الأمنية في بلدة “المحابشة”، شمال حجة، اعتقلت، زايد الأسدي (22 عاما)، وهو يقود سيارة تحمل لوحة مرورية صادرة من محافظة عدن (جنوب)، وعلى متنها ثمان قذائف “آر بي جي”، وسبعة ألغام محلية الصنع، وبندقية قناصة، وأربع قطع سلاح كلاشنكوف، وصواعق وألغام توقيتية وذخائر أخرى. ومنذ أواخر الشهر الماضي، قتل أكثر من 200 جندي يمـني في هجمـات مسـلحة لتنظيـم «القاعدة»، الذي استغل موجة الاحتجاجات والاضطرابات في اليمن، في توسيع نفوذهم على مناطق جديدة، خصوصا في جنوب البلاد. وقتل جنديان وأصيب خمسة آخرون، ليل الخميس الجمعة، في هجوم مسلح استهدف دورية عسكرية في مدينة الحوطة بمحافظة لحج (جنوب). وذكرت مصادر محلية أن مسلحين، يشتبه بانتمائهم إلى “القاعدة” هاجموا بأسلحة رشاشة، دورية تابعة للشرطة العسكرية، في شارع رئيسي بمدينة الحوطة. كما خطف مسلحون مجهولون جنديا في بلدة “غيل باوزير”، بمحافظة حضرموت (جنوب شرق)، حسبما أفاد مركز الإعلام الأمني الحكومي. وأوضح المركز الأمني أن المسلحين، الذين كانوا على متن سيارتين، اقتادوا الجندي المخطوف إلى “جهة غير معروفة”، وذلك بعد يوم واحد من مقتل ضابط في جهاز المخابرات اختطفه مسلحون من “القاعدة” الأربعاء الماضي، في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت.