أطباء واستشاريون يحذرون من خطورة التسرع في علاج السكري بالخلايا الجذعية

حذر أطباء واستشاريون في مجال الغدد الصماء، من اللجوء السريع إلى المراكز والجهات الطبية التي تدعي علاج السكري بالخلايا الجذعية، مؤكدين أن هذه المراكز تقدم صورة واضحة عن حقيقة ما يقومون به ولا يوضحون المخاطر التي قد تحدث للمريض. وقال الأطباء، إن « الأبحاث والدراسات الطبية المتخصصة لم تظهر بعد نتائجها بعيدة المدى وبالتالي يصعب الجزم بمدى نجاح وأهمية علاج السكري بالخلايا الجذعية». ونظم مركز جوسلن التابع لهيئة الصحة بدبي مساء أمس الأول بمكتبة راشد الطبية، ندوة علمية، خصص الجزء الأكبر منها لتوعية الجمهور بخطورة علاج السكري بالخلايا الجذعية. وشارك في الندوة أكثر من 300 طبيب واستشاري ومختص وباحث ومهتم من مختلف مستشفيات القطاعين العام والخاص في الدولة إضافة إلى عدد كبير من المرضى وذويهم. وشدد المتحدثون، على ضرورة التمهل في الحكم على جدوى علاج السكري بالخلايا الجذعية، في الوقت نفسه أكدوا على التأثير الإيجابي الذي قد يحدثه هذا النوع من العلاج. وافتتحت الندوة ليلى الجسمي المدير التنفيذي لقطاع السياسات والاستراتيجيات والمدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية المساندة بالإنابة بالهيئة، وأكدت خلال كلمتها الافتتاحية على أهمية هذه الندوة التي تسلط الضوء على إحدى الطرق الجديدة التي تقوم عليها الأبحاث الحديثة لمعالجة مرض السكري بالخلايا الجذعية وهو ما يشكل بارقة أمل للمرضى. وتحدث في الندوة نخبة من الخبراء والمختصين العالميين بينهم البروفيسور فيليب حلبان الاستشاري بقسم الطب الوراثي والتطور بالمركز الجامعي الطبي بجامعة جنيف بسويسرا ورئيس هيئة الأبحاث في المنظمة الأوروبية لدراسة السكري. كما تحدث البروفيسور جوردون ويير استشاري الأمراض الباطنية بكلية الطب بجامعة هارفارد ورئيس قسم بايولوجيا الخلية وزراعة خلايا جزر البنكرياس بمركز جوسلن للسكري في بوسطن ومدير مركز أبحاث السكري والغدد الصماء بمركز جوسلن للسكري ومدير البرنامج السريري لزراعة خلايا جزر البنكرياس بجامعة هارفارد. وركزت الندوة على عدد من المحاور المتعلقة بآخر المستجدات والأبحاث العلمية في مجال تكوين خلايا (بتا) البنكرياسية من الخلايا الجذعية، والمتطلبات السريرية لعلاج السكري بالخلايا، ومناقشة علاج الخلايا الجذعية في مرضى السكري بين الحقيقة والحلم. وقال الدكتور أحمد حسون استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري بمركز جوسلن للسكري التابع لهيئة الصحة بدبي، إن « الندوة أكدت على عدم وجود بيانات تثبت أن العلاج باستخدام الخلايا الجذعية قد ساعد في حل أي من المشاكل الناتجة عن مرض السكري». وحذر حسون، المرضى الذين يتلقون علاجاً باستخدام الخلايا الجذعية ويخضعون لبروتوكولات علاجية لم يتم إثباتها علمياً من مخاطر محتملة لهذا العلاج في المستقبل، مشيراً إلى وجود بعض العيادات بمختلف أنحاء العالم تدعي نجاحها في علاج السكري بالخلايا الجذعية وتعمل على تضليل المرضى سعياً وراء الكسب التجاري. وأكد المشاركون في الندوة على وجود أبحاث ما زالت غير مكتملة تفتح الأمل للحصول على خلايا بيتا البنكرياس من الخلايا الجذعية الخاصة بها والتي يمكن زرعها كخلية بيتا ذات خصائص علاجية تعويضية ، أو إعادة إحياء الخلايا الأولية أو الجذعية في البنكرياس مما يؤدي إلى الشفاء من مرض السكري.