الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حسابات تركية خاطئة بشأن سوريا تتطلب المراجعة

24 مارس 2012
إسطنبول (أ ف ب) - يبدو أن تركيا التي كانت في الخط الأمامي في معالجة الأزمة السورية، راهنت أكثر من المطلوب على انهيار سريع لنظام دمشق وبات عليها مراجعة مقاربتها، بحسب معلقين ومحللين، قبل أيام على انعقاد مؤتمر “أصدقاء سوريا” في اسطنبول. وقال سركان دميرتاش في صحيفة “حرييت ديلي نيوز” الناطقة بالإنجليزية “أحرى بتركيا مراجعة سياستها بخصوص جارتها في الجنوب، قبل المؤتمر الثاني لأصدقاء سوريا المقرر عقده في الأول من أبريل المقبل في اسطنبول، مع تفضيل الجهود الدبلوماسية على أي خيار آخر”. ويقصد الكاتب بعبارة “الخيارات الأخرى” السيناريوهات المختلفة المتداولة في أنقرة والعواصم الغربية أو العربية مثل فتح ممرات إنسانية وإنشاء منطقة عازلة في سوريا لاستقبال الفارين من القمع أو مساعدة المقاتلين مباشرة. ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في 6 مارس الحالي إلى السماح بفتح ممرات إنسانية “على الفور”. ولم يوضح ما إن كانت الممرات ستنطلق من بلاده التي تتشارك مع سوريا حدوداً بطول 900 كلم. وبخصوص إنشاء منطقة عازلة ما زال موقف أنقرة مبهماً. وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الاثنين الماضي قائلا “إننا مصممون على بحث جميع الإجراءات الممكنة لضمان أمننا على الحدود وإنهاء معاناة أشقائنا السوريين”. واعتبر دميرتاش أن إنشاء منطقة عازلة الذي يتطلب ارسال قوات أجنبية إلى سوريا “لن يسيء فحسب إلى صورة تركيا في المنطقة بل سيتعارض مع مبادئها الدبلوماسية التي تعتمد على ركيزة أساسية هي السلام”. وشاهد مراسلو فرانس برس الأربعاء الماضي مهربين يعبرون الحدود التركية السورية مع حمولة من بنادق وخراطيش الصيد، ولم يروا أي سلاح حربي. وبعد أن حاول أردوغان الضغط على دمشق لتنفيذ الإصلاحات، عاد وقطع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد “صديقه” سابقاً. وقال في أواخر نوفمبر الماضي، متوجهاً إليه بالحديث “سترحل أنت أيضاً يوماً ما”. لكن يبدو أن أنقرة “وضعت نفسها في مأزق” بحسب الكاتب سميح ايديز من صحيفة “ميليات”. وقال “كانت حساباتها تقوم على عدم استمرار الانتفاضة في تلك البلاد مطولاً وعلى أن اطاحة الأسد ستكون سريعة، كما جرى في تونس ومصر وليبيا، لتبرز تركيا آنذاك كمنقذ قوي النفوذ في سوريا الجديدة”. غير أن تركيا مهددة حالياً بتدفق اللاجئين وتشهد تناقضات محلية حيث تضم أقلية علوية قريبة من العلويين الحاكمين في دمشق “تشعر بنوع من الاستياء من موقف أنقرة حيال سوريا”. واعتبر الكاتب أن النظام السوري باق على ما يبدو في مكانه “لفترة أطول بكثير.. مما استعدت له أنقرة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©