الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الحوثيون» يعلقون مشاركتهم في الحوار اليمني

25 مارس 2013 00:07
عقيل الحـلالي (صنعاء) - علقت جماعة الحوثي الشيعية المسلحة في شمال اليمن، أمس الأحد، مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل لمدة 24 ساعة احتجاجا على محاولة اغتيال أحد ممثليها في الحوار الذي يبحث إعداد دستور جديد وحل الأزمات الكبرى في هذا البلد المضطرب منذ سنوات. وكان ثلاثة أشخاص قتلوا السبت في كمين مسلح استهدف عضو مؤتمر الحوار والقيادي في جماعة الحوثي، عبدالواحد ابو راس، شمال شرقي العاصمة صنعاء. وقالت جماعة الحوثي، التي تطلق على نفسها اسم “أنصار الله”، في بيان، إن “هناك مخططا لإفشال الحوار وجر أنصار الله إلى المقاطعة أو الانسحاب”، مشيرة إلى أن مشاركتها في الحوار الوطني، الذي انطلق الأسبوع الماضي ويستمر ستة شهور، “استشعاراً بأهمية (..) إيجاد حلول لمشاكل هذا البلد”. ويعد الحوار الوطني، الذي من المفترض أن يعالج خصوصا الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب والتوتر العسكري في الشمال، أهم إجراء في عملية انتقال السلطة التي ينظمها اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي منذ أواخر نوفمبر 2011. وطالب البيان، الذي تلاه ممثل “الحوثيين” في مؤتمر الحوار أحمد شرف الدين، أعضاء المؤتمر بـ”إدانة هذا العمل الإجرامي”، وتشكيل لجنة لمتابعة نتائج التحقيقات الأمنية في محاولة اغتيال أبو راس، وهو ابن عم وكيل محافظة الجوف (شمال شرق) وأحد أبرز القيادات العسكرية الميدانية لجماعة الحوثي التي خاضت ست حروب ضد القوات الحكومية في شمال البلاد خلال الفترة ما بين 2004 و2009. وحملت الجماعة المذهبية، ومعقلها الرئيس محافظة صعدة (شمال)، السلطات اليمنية مسؤولية “توفير الحماية الأمنية اللازمة لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني”، وعددهم 565 شخصا يمثلون ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة. من جهته، استنكر البرلمان اليمني، أمس الأحد، محاولة الاغتيال التي وصفها بـ”الفعل الإرهابي الجبان”، وطالب الحكومة الانتقالية والأجهزة الأمنية المختصة ب”تحمل مسئوليتها القانونية وسرعة ملاحقة الجناة من مخططين وممولين ومساعدين ومنفذين”. وكانت “لجنة الشؤون العسكرية”، واللجنة الأمنية العليا، وهما أعلى سلطة أمنية وعسكرية في البلاد، اتهمتا في بيان مشترك الليلة قبل الماضية، شوال عبدالله بريش، وهو أحد أبناء محافظة الجوف، بالوقوف وراء محاولة اغتيال القيادي في الجماعة الحوثية. وقال مصدر قبلي في الجوف لـ”الاتحاد” إن “هناك قضية ثأر بين بريش وأبو راس”، مشيرا إلى أن الأول ينتمي بلدة “خراب المراشي”، المحاذية لمحافظة صعدة، التي شهدت في عام 2011 معارك عنيفة بين القبائل و”الحوثيين” أوقعت عشرات قتلى والجرحى. وتوعدت السلطات اليمنية باعتقال ومحاكمة بريش، وهو شقيق رئيس المجلس المحلي لبلدة “خراب المراشي”، مؤكدة في الوقت ذاته أن “الأجهزة العسكرية والأمنية في جاهزية عالية للقيام بواجباتها المنوطة بها للحفاظ على أمن وسلامة مؤتمر الحوار الوطني الشامل”، الذي واصل أمس الأحد أعمال جلسته العامة الأولى بمشاركة أغلب أعضائه، والتي خصصت لاستعراض الأمانة العامة للمؤتمر حقوق وواجبات الأعضاء، إضافة إلى الاستماع لمداخلات عشرات الأعضاء. وشهدت الجلسة الصباحية احتجاجات من قبل أعضاء في مؤتمر الحوار على خلفية إصرار أحد الأعضاء الدخول إلى باحة الفندق برفق عشرات المسلحين. وأبدى الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني، أحمد عوض بن مبارك، استياء الأمانة العامة لهذه “التصرفات” التي قال إن “نافذين” يقومون بها، مناشدا كافة الأعضاء الالتزام بتعليمات الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية قاعة الاجتماعات في فندق موفنبيك، شرقي صنعاء. وقال بن مبارك، في الجلسة العامة التي كان التلفزيون الحكومي ينقل وقائعه مباشرة، إن الأجهزة الأمنية المكلفة بتأمين جلسات مؤتمر الحوار “هددت بالانسحاب بعد إصرار أحد الأعضاء على الدخول برفقة مسلحيه”، رافضا ذكر اسمه. إلا أن مصادر في الأمانة العامة لمؤتمر الحوار أبلغت (الاتحاد) بأن هذا العضو هو الشيخ محمد ناجي الشايف، نجل زعيم قبيلة “بكيل” المشهورة، والقيادي البارز في حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح. إلى ذلك، أعلن رئيس البرلمان اليمني، يحيى الراعي، وهو قيادي كبير في حزب صالح، انسحابه من مؤتمر الحوار الوطني، ليرتفع بذلك إلى 11 عدد المنسحبين من هذا المؤتمر. وذكرت وسائل إعلام يمنية أمس الأحد أن الراعي أعلن خلال جلسة البرلمان السبت انسحابه من مؤتمر الحوار الوطني تحت ضغط نواب البرلمان الذين خيروه بين رئاسة الجلسات أو المشاركة في الحوار الوطني. ونسبت إلى الراعي قوله “اشكر رئيس الجمهورية على اختياري في قائمة في الحوار الوطني واطلب منه اختيار شخص غيري للمشاركة في الحوار”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©