الصافرة والراية الأوروبيتين

كنت قد وعدت الأسبوع الماضي بالعودة للحديث عن الصافرة والراية الأوروبيتين أداء ومستوى في نهائيات كأس الأمم الأوروبية بعد أن توليت السبت الماضي تحليل أداء الطاقم التحكيمي في المباراة النهائية لهذه الكأس القارية المهمة· والمتابع للمنتخبات الأوروبية المشاركة وتطورها المشهود أداء ومستوى في معظم اللقاءات التي شاركت فيها خلال جميع مراحل كأسها القارية التي اختتمت الأحد قبل الماضي في العاصمة النمساوية يدرك ملياً أن التحكيم الأوروبي صافرة وراية لم يستطع مواكبة التطور المتسارع لأداء لاعبيها وفرقها ومنتخباتها على الرغم من كل ما تم رصده وتقديمه لنخبة الحكام الأوروبيين ومساعديهم من دعم معنوي وفني ومادي خلال السنوات الخمس الأخيرة· واذا كانت اللياقة البدنية المتفوقة والتركيز الجيد القريب من الحدث لجميع أفراد الطواقم التحكيمية الاثني عشر التي تم اختيارها بكل العناية والدقة والحرص هي السمة البارزة والمتطورة في أدائهم خلال معظم مباريات (يورو 2008)·· فإن القرار التحكيمي بخصوص إشهار البطاقات الملونة الصفراء منها والحمراء لم يكن قراراً موحداً بين هذه المجموعة من الحكام القادمين من دول قارة واحدة هي الأبرز كروياً على صعيد العالم كله، على الرغم من أن حرص لجنة الحكام الأوروبية كان مركزاً على اختيار الطاقم التحكيمي صافرة وراية من بلد واحد وهذا ما نجح وحقق أهدافه في تعاون ايجابي ومثمر في العديد من الأخطاء والمخالفات داخل ميدان الملعب إلا أنه فشل في الحد من ارتكاب أخطاء مؤثرة وواضحة تجاوزت العشرين مخالفة في تقييم مواقف ومخالفات التسلل في العديد من مباريات هذه الكأس القارية المهمة· ويسجل للطواقم التحكيمية الأوروبية جميعها النجاح الواضح في بسط السيطرة والسلطة وفرض الاحترام في كل المباريات دون استثناء وساعدهم في ذلك تحذير مبكر من الاتحاد الأوروبي لجميع لاعبي المنتخبات المشاركة من مغبة الاعتراضات قولاً أو إشارة على قرارات الحكام، أو ارتكاب مخالفات اللعب العنيف والسلوك المشين تجاه بعضهم البعض خلال مباريات البطولة·· وتبقى ركلات الجزاء المعلنة منها وغير المعلنة من قبل الحكام في الكأس الأوروبية الأخيرة لغزاً محيراً للعديد من خبراء التحليل التحكيمي في هذه المسابقة· بقي لي القول إن الجدل سيظل دائراً حول القرار التحكيمي صافرة وراية في رياضة كرة القدم ليس في أوروبا وحدها بل في كل الاتحادات القارية الأخرى ما دام هذا القرار حصيلة رؤية وتمييز وتقدير إنساني ما زال يتطلع الجميع وبكل التفاؤل والحرص من أجل صحته ودقته وتوحيده··!