الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريم السويدي: صديقتي الأجنبية خاضت معي تجربة الصوم

ريم السويدي: صديقتي الأجنبية خاضت معي تجربة الصوم
12 سبتمبر 2009 00:23
يحدث أن يتخلف الناس عن صوم رمضان في بلدانهم نظرا لظرف طارئ أو بداعي العمل أو الدراسة، فيقضيه بعيدا عن الدفء العائلي والأجواء الرمضانية الروحانية، خاصة إذا ساقته الظروف للإقامة في بلد أجنبي، فالمسؤولية مضاعفة بين الصوم والبعد عن الأهل، وبين الإجابة على الأسئلة التي يطرحها المحيطون به عن الإسلام والمسلمين وطقوس الصوم وغير ذلك من الأسئلة المتناسلة التي يفترض بالمغترب إقناع الطرف الآخر بإجاباته من خلال المعلومة الدقيقة والصائبة. هذا ما قد يعانيه بعض الطلبة في الغربة خلال قضائهم أول صوم خارج الوطن، لكن مع توالي الأيام فإنهم يعرفون كيف يخلقون الأجواء الرمضانية الإيمانية كقدوة يحتذى بها.. من هؤلاء ريم السويدي التي ساقتها ظروف الدراسة لصوم رمضان في أستراليا. أول رمضان بعد حصولها على بكالوريوس مختبرات طبية توجهت ريم السويدي إلى استراليا لمتابعة الدراسات العليا في تقنية العلوم البيولوجية، حيث تتحدث عن رمضان في الغربة، وعن الصعوبات التي اعترضتها هناك خلال الشهر الفضيل، تقول: «كان أول رمضان بالنسبة لي في أستراليا صعباً جدا، حيث البعد عن الأهل وغياب أجواء رمضان العائلية، وافتقاد حركية رمضان المعتادة في بلداننا العربية، ولا نعرف أن هناك قادما كريما إلا من خلال الأهل أو من خلال الإنترنت، أما الشكل العام لرمضان فإننا نفتقده كثيرا، ولكن مع ذلك نحاول خلق الأجواء الرمضانية من خلال الفطور الجماعي والتعاون بيننا وإقامة الصلاة في جماعة وتنظيم حلقات دينية». عن موعد الفطور تقول موضحة: «الوقت بالنسبة لنا في أستراليا كان قصيرا فأذان المغرب على الساعة الرابعة والنصف مساء، وبذلك لم يكن الوقت طويلا، لكن ما كان يحدث أن يعلن عن وقت الإفطار ونحن في الجامعة أثناء الدرس، مما كان يضطرنا لشرب القليل من الماء ونستمر في المحاضرة إلى غاية نهاية الدوام الجامعي، لكن كنا نعوض ذلك أيام العطلة الأسبوعية ونجتمع نحن البنات وكنت أنظم ذلك بحكم أنني رئيسة الطالبات بنادي طلبة الإمارات في أستراليا، ونقوم بهذا الإفطار الجماعي مرة في الشهر أو مرتين حسب الاتفاق مع الجميع، كما نعمل على جمع التبرعات لإفطار صائم أو للمساجد، والحمد لله نجحنا في ذلك إلى حد ما، واستطعنا عيش أجواء رمضان الروحانية، بحيث كنا نجتمع مع بعضنا البعض ونصلي في جماعات». الشوق للبلاد وتضيف ريم السويدي: رغم كل ذلك فإننا نفتقد بلدنا الإمارات وأهلنا، ونشتاق لعاداتنا وتقاليدنا مثل تبادل الزيارات العائلية والتسوق، ولرائحة رمضان في كل مكان وفي كل زوايا بلادي من خلال الخيمات الرمضانية ورائحة البخور التي تملأ كل الأمكنة، كما أفتقد أكل والدتي والأكلات الشعبية مثل «الهريس والثريد» التي تحتاج لبعض الوسائل والمكونات التي تدخل في تجهيزها، حيث من المواد الأساسية «الرقاق» الذي يستحيل تجهيزه أو وجوده في الأسواق والمخابز، وكل هذه الأشياء نحاول تعويضها بأشياء أخرى بديلة». أما بالنسبة للصعوبات الأخرى والتي تتمثل في صوم رمضان وسط أناس غير مسلمين تقول عن ذلك: «هذا الأمر لم يعد صعبا كما كان في البداية، خاصة بين الأستراليين، إذ أصبحوا يدركون معنى رمضان وتفاصيل الصوم وجزئياته». تضيف: «على العموم هناك احترام تام للدين الإسلامي في استراليا ولا نتعرض لأي ضغوطات، بل بالعكس فالناس هناك تحترم من يتبع دينه بالشكل المطلوب. كما أن في الجامعة كثيرا من المسلمين، حيث بها عدد مهم من السعوديين في الجامعات، وهكذا لم يعد الدين الإسلامي غريبا عنهم، بل يتعايشون معه دائما، ويحترمونه، بل منهم من يعتنقه بسبب نقل الصورة الطيبة عنه من طرف بعض الشباب الأخيار». موقف جميل ثمة مواقف عاشتها السويدي خلال وجودها في استراليا، من بينها موقف حدث بينها وصديقتها الاسترالية، تتحدث عنه وتقول: «لدي صديقة أسترالية اسمها لورين كار، بحيث قالت لي أريد أن أجرب ما تقومون به وأصوم مثلكم، فاقترحت عليها أن تبيت عندي. وكان ذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع، وبالفعل قضت الليلة معنا، مما سمح لها بتناول وجبة السحور كما نفعل، حتى لا تشعر بالجوع خلال اليوم، وظلت تراقبنا طوال اليوم حيث استيقظنا في الصباح نحن مجموعة من البنات وأدينا الصلاة وبدأنا في تجهيز ما يلزم للفطور، وكل منهمك في عمل معين، بحيث هناك من تقرأ القرآن وهناك من تجهز الأكل، والكل في حيوية ونشاط وتعاون، فظلت معنا طوال هذا اليوم الأول في حياتها الذي تقضيه صائمة، عاشت التجربة وكانت سعيدة جدا بما قامت به، واحترمت كل ما قمنا به من شعائر». تتابع السويدي سرد الموقف، وتقول: «حين أذن المؤذن معلنا وقت الإفطار كانت تتبع خطواتنا، شربنا القليل من الماء وتناولنا التمر وذهبنا للصلاة في جماعة وقلنا لها لا تنتظرينا بل أفطري فرفضت وجلست تنتظرنا، وكتبت عبر «الفيس بوك» كل ما شاهدته وعاشته من تعاون وتآزر وود بين البنات، وهناك من أيدها على تجربتها وتمنى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©