الإنترنت وهدم البيوت

يجلس بعض الأزواج ساعات طويلة خلف شاشة الحاسوب يبحرون في الشبكة العنكبوتية دون أن يعيروا زوجاتهم وأبناءهم أي اهتمام، فالبعض ممن أدمنوا الإنترنت ينفرون من أفراد الأسرة إذا بدأوا في الحديث معه وهو غارق في بحر الإنترنت وإذا سألته زوجته سؤالا أو حاولت أن تفتح معه موضوعا للحوار والنقاش ينهرها ويطلب منها ألا تفسد عليه خلوته! إحدى الصديقات اللاتي أعرفهن ابتليت بزوج مدمن على الإبحار عبر الإنترنت ويقضي الساعات الطويلة أما شاشة الحاسوب· فقامت الزوجة في أحد الأيام باختراق الجهاز وفتحت الإيميل الخاص به·· فرأت العجب! رسائل من فتيات ونساء، وكلمات غزل وحب وهيام، من هذا الزوج الذي أظهر براعة في اجتذاب النساء وقدرة فائقة على سبك ونسج كلمات الحب والغزل التي يرسلها عبر أثير الإنترنت من نساء وفتيات لا يعرف أشكالهن وما إذا كن في الحقيقة نساء أو رجالا يخدعونه بأنهم سيدات، فيما يحرم زوجته التي هي حلاله من هذه الكلمات ولا يتعامل معها إلا بغلظة وفظاظة· قررت هذه الزوجة أن تواجه زوجها بما اكتشفته، إلا أنه حاول أن ينكر، وأخذ يوبخها ويقول لها لماذا فتحت الإيميل ومن أعطاك الحق في التدخل في خصوصياتي! وبعد أن طفح الكيل بالمرأة، وأصر الزوج على ممارسة هوايته في الإبحار عبر الإنترنت لساعات طويلة وإهمال شؤون زوجته وأبنائه طلبت الطلاق·· فصعق الرجل بطلب المرأة الذي لم يتوقعه أبدا لأنها دائما تسكت وتكتم غيظها· هذه قصة إحدى الصديقات، لا أدري بم أنصحها فهي تؤكد أن زوجها مصر على ممارسة هوايته، وأصبحت لا تحتمل العيش معه على هذا الوضع وتصر بدورها على الطلاق، فبماذا تنصحونها؟ علياء خالد