الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد بن طولون.. رائد النهضة العمرانية في أرض الكنانة

أحمد بن طولون.. رائد النهضة العمرانية في أرض الكنانة
4 ابريل 2014 21:24
أنشأ عاصمة جديدة وعرفت المدينة الجديدة باسم القطائع لأنه قسمها بين قادة جيشه أحمد بن طولون، هو أول الولاة الأتراك في مصر وأبعدهم أثراً في تاريخها الوسيط، وقد وفد إلى مصر في عام 254 هـ نائباً عن واليها بكباك الذي آثر البقاء في سامراء على مقربة من الخليفة العباسي، وأصبح في عام 256 هـ نائباً لواليها التركي يارجوخ زوج أمه وبدءاً من عام 258 هـ أصبح ابن طولون بشكل رسمي والياً على مصر. وعلى غرار ما فعله أقرانه من الولاة الأتراك في ولايات الخلافة العباسية استقل أحمد بن طولون سياسياً بحكم مصر مع استمراره في الدعاء للخليفة العباسي المعتمد على الله في الخطبة وإرسال بعضاً من إيراد مصر للعاصمة العباسية كدليل على الولاء الديني للخليفة. عاصمة جديدة وقد شهدت مصر في عهد هذا الوالي نهضة عمرانية كبيرة، إذ بادر أولاً بإصلاح مقياس النيل بالروضة في باكورة أعماله كوال مستقل وقام بإنشاء عاصمة جديدة لولاية مصر، وذلك إلى الشمال من الفسطاط العاصمة الأولى والعسكر العاصمة الثانية، وعرفت المدينة الجديدة باسم القطائع، لأنه قسمها بين قادة جيشه، وكانت هذه الحاضرة المزدهرة تحتل المساحة الواقعة اليوم بين جامع السيدة زينب وميدان القلعة. ومن أسف أن هذه العاصمة المزدهرة دمرت عن آخرها في عام 292 هـ على يد الوالي العباسي محمد بن سليمان الذي قام بناء على أوامر الخليفة المستكفي بالله بالقبض على البقية الباقية من أمراء البيت الطولوني وإرسالهم مكبلين في الحديد لبغداد، ولم يترك هذا الوالي من معالم القطائع سوى الجامع الشهير القائم إلى اليوم بأول شارع الصليبة بحي السيدة زينب. الطوب الأحمر ويعتبر الجامع الطولوني أقدم الجوامع القائمة بمصر وأكبرها مساحة أيضاً، وهو أول جامع يشيد باستخدام الطوب الأحمر «الآجر»، وتستخدم الدعامات عوضاً عن الأعمدة الرخامية في حمل عقوده. ويحتفظ الجامع بعدد من الإضافات المملوكية الهامة، منها قبة الميضأة الحجرية بوسط صحنه الفسيح ومئذنته الفريدة التي تجمع في تصميمها بين البدن الأسطواني للمئذنة القديمة الشبيهة بملوية جامع سامراء والبدن المتعامد القريب من الصوامع المغربية، ثم الطابقين المثمنين وهما من الطراز المملوكي. ومما عرف عن أحمد بن طولون حرصه على ضبط الأمور المالية للبلاد حتى تراكمت بخزائنها ثروة مالية ضخمة مكنت ابنه خمارويه من تجهيز ابنته قطر الندى لزوجها الخليفة العباسي بجهاز امتد قطار الإبل الحاملة لها من مصر إلى بغداد حسبما تشير الروايات التاريخية. مقابر الفراعنة وشهد عهد هذا الوالي اهتماماً كبيراً بالبحث عن الذهب في مقابر الفراعنة بما في ذلك الهرم الأكبر بالجيزة وحصل ابن طولون على كنوز ذهبية جزيلة شيد منها مستشفى «بيمارستان» ومسجده أيضاً القائم إلى اليوم. وكان قصر أحمد بن طولون مضرب الأمثال في السعة وفخامة البناء ويُقال: إنه قام بتشييد بركة ملأها بالزئبق وكان يمد له على صفحتها سرير من الجلد المنفوخ بالهواء لينام عليه نظرا لمعاناته من الأرق في بعض الليالي. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©