الحرف والصورة في عناق تراثي

الخط العربي بكل ما يحمله من إمكانيات جمالية وتعبيرية، ودلالات فكرية· كان البطل المتوَّج في أعمال معرض ''الصورة والكلمة'' الذي أقيم مؤخراً في جمعية الإمارات للتصوير الضوئي في الشارقة· فقد وجد فيه الفنانون رافداً من أهم روافد الفن العربي المعاصر، علاوة على كونه مكتسباً ثقافياً وإبداعياً ميَّز ثقافتنا العربية وحضارتنا الإسلامية· ورأوا فيه كنزاً حقيقياً وطاقة هائلة يمكن استغلالها لاستنباط الكثير من الابتكارات والفنون في عدة مجالات· ورغم الجماليات التي تميزت بها اللوحات المشاركة، والتي تداخل فيها الحرف العربي بكل رشاقته وانحناءاته مع ملامح الصورة الفوتوغرافية، ليكونا معاً لغةً ذات خصوصية واضحة، أتاحت للكلمة أن تعبر عن الصورة، وللصورة أن تعكس معاني وأحاسيس الكلمة، بأسلوب مبتكر، إلا أن أعمال المصورة الفوتوغرافية الإماراتية أحلام الأحمد التي حملت اسم ''ترنيمة هوية'' لفتت الانتباه لطرافتها وغرائبيتها وجمالها في الوقت نفسه· وعلقت الأحمد على ذلك بقولها: ''يعتبر فن دمج ''الصورة مع الكلمة'' نوعاً حديثاً وفناً جديداً في حقل الفنون التعبيرية الجميلة· وهو يبشر بإمكانيات إبداعية هائلة يستطيع محترفو التصوير الفوتوغرافي اعتماده في لوحاتهم· ولقد كانت دعوة ''جمعية الإمارات للتصوير الضوئي'' لي مع عدد من المصورين الفوتوغرافيين، فاتحة خير عليّ· إذ طلبوا منا كمجموعة أن نبتكر أسلوباً جديداً في دمج الصورة بالحرف، فشاركت معهم بلوحتي ''ترنيمة هوية''· لاحظت أحلام أن الجمهور أولى لوحتيها اهتماماً خاصاً، ففكرت - كما تقول - في إغناء تجربتها أكثر، ''فبدأت مشروعاً فنياً جديداً أصوغ من خلاله لوحات فنيّة معبرّة، تتداخل فيها الحروف العربية والكلمات المعبرة والشعر مع رمزية الصورة ودلالاتها''· وتابعت الأحمد: ''ولأنني أعتز بأنوثتي، وأقدر دور المرأة في المجتمع بكل ما تمثله من تضحية وإيثار وحب، باعتبارها الأم والأخت والابنة، اخترت ''طلاسم أنوثة'' كعنوان لمجموعة لوحاتي الجديدة، والتي استخدمت فيها صورة المرأة كرمز ومحور، لأقدم مفردات من تراثنا الغنيّ، وفناً راقياً يحمل ملامح حضارية من الوطن''·