الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البناؤون الصغار اليوم يبنون بيتاً وغداً يبنون الوطن

البناؤون الصغار اليوم يبنون بيتاً وغداً يبنون الوطن
13 يوليو 2008 00:28
''لنبني مدينة''، هذا هو عنوان الفعالية الجذابة والمشوّقة، التي تضمّها جزيرة الإبداع في مهرجان ''صيّف في أبوظبي'' الذي يقام حالياً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ويستمر حتى 18 أغسطس المقبل· وهي لعبة تثقيفية تفاعلية تعلّم الأطفال أسس البناء والتعمير في جو مليء بالمتعة والفرح· موقع الفعالية على الجهة اليمنى من المدخل الرئيسي للمهرجان· مدينة صغيرة الحجم، كالأطفال، وكلّ ما يظهر منها الأعمدة الرئيسية للمبنى الذي يفترض أن يقوم ببنائه المهندسون الصغار، وإلى جانبه الأدوات والمعدات اللازمة لعملية البناء من الألف إلى الياء: ''الطوب'' والاسمنت، والعربات التي تنقل المعدات، والرافعة التي تحملها· أما الشوارع والطرق التي يمرّ عبرها الأطفال، فهي معّبدة وتتخللها إشارات للمرور· ملابس الأمان حركة متزايدة وإقبال ملحوظ على فعالية البناء بالتحديد، يلحظها الزائر للمهرجان من أول جولة· وأمام باب الموقع، يقف عدد كبير من الأطفال برفقة أهاليهم، في انتظار الحصول على الملابس الملائمة للعمل، المسماة ''ملابس الأمان''، وهي عبارة عن خوذة بيضاء وقميص أخضر، ثم الولوج إلى الموقع وبدء العمل· ''الإقبال على الفعالية فاق التوقعات، وهو في تزايد ملحوظ مع زيادة عدد مرتادي المهرجان، إذ يقبل الأطفال على موقع البناء بحب وشغف ليمضوا فيه أجمل لحظات حياتهم· ففي هذه الزاوية يتعلمون كيفية البناء والتركيب، وتتجلى مواهبهم الهندسية''· هذا ما يقوله محمد جمعة المسكري، المشرف على الفعالية، والذي يتمثل عمله، وزملاؤه، في مساعدة الأطفال على استخدام الأدوات والرافعة والبكرة بشكل صحيح، وتوفير الأمن والسلامة للأطفال، على الرغم من أن جميع الأدوات الموجودة في الموقع آمنة خفيفة الوزن· فالطوب والاسمنت من الإسفنج، والعربات من الحديد الخفيف الوزن· ويعزو سلطان سالم النعيمي، وهو مشرف على الفعالية أيضا، سبب الازدحام على فعالية البناء إلى مجانية التذاكر أولا، وإلى كونها محببة إلى نفوس الأطفال الذين يميلون في طبعهم إلى ألعاب التركيب والتفكيك أيضاً، بالإضافة إلى رغبة الأهالي في رؤية أبنائهم بملابس البناء الجميلة المغرية، وتصويرهم بها، وهو ما جعل هذا المكان أكثر ركن تلتقط فيه الصور الفوتوغرافية· لعب وضحك المراقب لهذا الركن يستطيع أن يلتقط العديد من المواقف بعضها جدّي والآخر هزليّ· فالطفل توماس، يبلغ من العمر عامين، لم ينتبه إلى الكاميرا حين التقطت له الصورة، إنه منهمك في البناء لدرجة أنه لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، كما أخبرنا والده· فالبناء متعته الحقيقية التي يمارسها في البيت يوميا من خلال لعبة ''الليجو'' المعروفة· أما الطفل سند، 4 أعوام، فقد لجأ إلى تسلّق الرافعة ومحاولة القفز من الطابق الثاني للبناء، بعدما فشل في جرّ العربة وحده، أو بالتعاون مع أحد من الأطفال· وبالنسبة إلى الإخوة الثلاثة، حمد، زايد وعلي، كانت عملية البناء ممتعة، لاسيما مع إشراف الوالد والوالدة، وتوجيهاتهما لهم أحياناً، ومساعدتهم في أحيان أخرى· فكان هذا اليوم أجمل يوم في حياتهم كما عبّروا· يقول والدهم: ''لقد راقت لي فكرة الفعالية كثيراً· إنها ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه· فالأطفال يتعلمون كيفية بناء الوطن، ويتعلمون احترام قوانين المرور والتزام الإشارات الضوئية· وأنا سعيد بأطفالي وهم يتعلمون البناء· وأتمنى أن يكونوا على هذه الصورة في المستقبل''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©