الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحدادي إيقاع يحاكي البحر

الحدادي إيقاع يحاكي البحر
13 يوليو 2008 00:31
تنقسم الفنون الشعبية في المنطقة إلى ''فنون البر'' و''فنون البحر''· الأولى يمارسها سكان المناطق الصحراوية، ويمارس الثانية سكان المناطق الساحلية· لكن بعض هذه الفنون المتوارثة ذات وجهين جميلين، وتجمع بين الأمرين فتؤدى في البحر والبر على حد سواء، كفن ''الحدادي'' أحد فروع فن ''الفجري'' البحري الشهير في الإمارات ومنطقة الخليج العربي· وكعادة الفنون الشعبية في كل مكان لدى الشعوب، فهي تتصل إما بالمناسبات أو المهن البحرية أو الزراعية أو غيرها، يتصل فن ''الحدادي'' في شطره البحري بمهنة الغوص والصيد، ما جعله يحتل مكانة متميزة في نفوس أهل المنطقة عموماً ورجال البحر خاصة· وتبعاً لكون هذا الفن لا يمارس في مناسبات الأعراس والأفراح والاحتفالات الرسمية، بل -غالباً- يختص بالصيادين والبحارة والغواصين، ويمارسونه خلال رحلات الصيد ومواسم الغوص، بات نادراً ولا يؤدى بشكل دائم خاصة بعد توقف عمليات الغوص مع ظهور وانتشار اللؤلؤ الصناعي· وهناك أنواع عديدة من فن ''الحدادي'' المنبثق عن فن ''الفجري'' تختلف تفاصيلها بين منطقة وأخرى، وحسب جاسم بن محمد مؤلف كتاب ''الدور والفرق الشعبية في البحرين'' فإن ''الحدادي من الألحان البحرية الهامة التي تلازم البحارة في أسفارهم خلال أداء العمل وشدّ حبال الأشرعة، وكذلك خلال أنسهم وسمرهم وفي مجالسهم العامة والخاصة في البر· وسمي بهذا الاسم لإيقاعه الشديد وقوته التي تشبه طرق الحديد، فهذا الفن - يستخدم كبعض الفنون الشعبية الأخرى- الآلات الإيقاعية كالطبول و''المراويس'' والطاسات· لكنه يبدأ بغناء هادئ من البحارة - أثناء إنجازهم العمل- على لحن ليِّن لا يعتمد على صخب الموسيقى، ثم تبدأ الموسيقى بالإيقاع العالي والقوي الصاخب شيئاً فشيئاً، ويتخذ غناؤهم بعدها شكل التعديد أو الترديد خلف النهام أو المغني الذي يردد زهيرية أو أبيات شعرية على لحن واحد''· يُذكر أن ''نادي تراث الإمارات'' يقوم برحلات دورية للتعريف ببعض التراثيات المتصلة بالبيئة البحرية، وليسمع الحضور ويستمتع بزهيريات وأبيات شعرية خاصة بفن ''الحدادي'' يرددها البحارة مع صوت الطبول التي تحاكي إيقاعاتها صخب أمواج البحر''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©