تطور جديد يضيف المزيد من الجدل غير المسبوق حول جنس العداءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا الحاصلة على ذهبية 800 متر عدو في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في أغسطس الماضي بالعاصمة الألمانية برلين، فبالأمس تم تسريب نتائج التحاليل التي أجريت للكشف عن جنسها الحقيقي، وجاءت النتيجة لتؤكد أنها «مختلطة الجنس»، ولديها نسبة من هرمون الذكورة تفوق 3 أضعاف النسبة الطبيعية في جسد باقي النساء الطبيعيات.
والتطور الجديد يشكل مفاجأة كبرى للأوساط الرياضية في العالم في ظل الإشكالية الجديدة التي تتعلق بضررة إجراء اختبارات مكثفة للتأكد من جنس اللاعبات في المنافسات الرياضية الدولية في مختلف الألعاب سعياً إلى ترسيخ مبدأ التنافس الشريف واللعب النظيف. ووفقاً لتسريبات صحفية أسترالية، أكدت التحاليل أن سيمينيا لها أعضاء جنسية ذكورية، كما ذكرت مصادر مقربة من الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي أمر بضرورة إجراء تحاليل مكثفة عليها بعد فوزها بذهبية سباق 800 متر عدو بأن تلك النتائج تعني أنه لابد من تجريدها من الميدالية التي حصلت عليها. ووفقاً لتقرير صحيفة «الصن» اللندنية، يقال إن سيمينيا ليس لديها رحم أو مبيضان، ولكن يوجد لها خصيتان مختفيتان، وهما الأعضاء الجنسية الذكورية المسؤولة عن إنتاج هرمون التستوستيرون. وتسبب الجدل حول التركيب البيولوجي لعداءة جنوب أفريقيا سيمينا في انقسامات حادة حيث يقول السياسيون في جنوب أفريقيا إن القول بأنها رجل يعد اعتداء عنصرياً سافراً عليها. وتؤكد شهادة ميلادها أنها أنثى، وأظهر ذلك اختبار البول الذي أجري لها، فعلى الرغم من أن جسدها يحتوي على نسبة عالية من الهرمون الذكوري، إلا أنها نسبة في الحدود الرسمية المتعارف عليها لدى بعض النساء. ووفقاً لما ذكره أحد مصادر الاتحاد الدولي لألعاب القوى، أصبح من المؤكد الآن أن سيمينيا «مختلطة الجنس»، ولكن المشكلة هي تجنب تحويل تلك القضية إلى قضية عامة في حين أنها أمر شخصي. ولم يكن من المتاح الوصول إلى المتحدث الرسمي باسم الاتحاد لدولي لألعاب القوى، نيك ديفيز، للتعليق على تلك القضية. ومن المؤكد أن الاتحاد الدولي تلقى نتائج التحاليل وأنها يدرس ما بها من بيانات حالياً، وتم إصدار الأمر بضرورة إجراء تحاليل على اللاعبة بعد حصولها على الميدالية الذهبية مباشرة في سباق عدو 800 متر في بطولة العالم لألعاب القوى في برلين. واستقبلت البطلة الجنوب أفريقية استقبالاً حافلاً عند عودتها إلى وطنها، واحتشدت الجماهير للترحيب بسيمينيا، وكان هناك تدافع جماهيري ومحاولات للاقتراب من سيمينيا في صالة الوصول الدولية بالمطار، الأمر الذي دفع رجال الشرطة لتطويق البطلة التي خرجت من صالة المطار تحت حراستهم في حين تتبعها آلاف الجماهير الأخرى بعد استقلالها الحافلة. ورحبت سيمينيا بالجماهير التي انتظرتها بصالة استقبال خارج المطار، ثم رقصت وغنت أثناء استماعها للحشود الرجالية التي استقبلتها وهم يرددون: «تزوجيني» و»كاستر أنثى مثيرة». وعلقت أسرة سيمينيا بأن إرادة الله هي التي جعلتها تبدو في هذا الشكل ولكنها فتاة، وظهرت العداءة في مجلات المنوعات النسائية، وقالت إن ما يثار حول نوعها هو نكتة فهي تضع المساحيق وترتدي الفساتين، وأكدت صديقات اللاعبة أنها انثى مكتملة الأنوثة، ولا مجال للتشكيك في ذلك، ليتواصل الجدل بينما كان العمل يسير على قدم وساق لتحديد ومعرفة جنس اللاعبة، إلى أن جاءت النتائج أول أمس تحمل المفاجأة التي لم يرد أنصار سيمينيا في جنول أفريقيا معرفتها.
شوين يؤازر اللاعبة
ضد الادعاءات
من جانبه، قال رئيس اتحاد ألعاب القوى في جنوب أفريقيا ليونارد شوين بأنه يقف بجانب اللاعبة ويؤازرها ضد تلك الادعاءات. ونصحها بأن تتجنب جميع وسائل الإعلام حتى يتم التأكد رسميا من نتائج التحاليل. وأضاف أنه لا يوجد تعليق لديهم بشأن تلك الادعاءات لأنهم حتى الآن لا يعرفون شيئا عنها. وأنهم سوف ينتظرون حتى تصدر السلطات الرسمية تصريحا رسميا بخصوص نتائج تلك التحاليل. كما أشار إلى أنه لا يمكنه المشاركة في هذا اللغط، كما أنهم سوف يطلبون من اللاعبة أن تبعد تلك الشائعات عن تفكيرها. وأعلن تأييدهم لها وأنهم يقفون خلفها كرياضية تمثلهم ويفتخرون بها.
أسرة اللاعبة تشعر بالخزي
غضبت أسرة سيمينيا من تلك الادعاءات، حيث قال عم اللاعبة، ليسيبا رامابي، البالغ 51 عاما، بأن أقارب اللاعبة شعروا بالخجل من تلك التقارير التي تؤكد ان ابنتهم «مختلطة الجنس». وقال إنه متأكد من أن سيمينيا طبيعية من الداخل والخارج، مؤكداً أن ما يهم هو معرفة هل سيمكنها أن تنجب أم لا؟ فالعديد من النساء لا ينجبن أطفالا، فهل يمكن أن نطلق على أولئك النسوة أنهن لسن نساء؟ وأكد أنهم أسرة عادية وطبيعية ويعرفون أبناءهم منذ ولادتهم، وتساءل هل من الممكن أن يأتوا الآن ويقولون لهم إنهم مخطئين في معرفة نوع أبنائهم؟، وعبر عم اللاعبة عن الشعور بالخزي مما يقال ولا يفهم كيف يمكن أن يكون هذا الكلام حقيقة، ويؤكد بأن سيمينا امرأة وتربت كأنثى، وسوف تظل أنثى على الرغم مما يقال عنها.
عدد اليوم
