الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نادي 43 وجبات ثقافية من كل الأصناف

نادي 43 وجبات ثقافية من كل الأصناف
13 يوليو 2008 00:47
هل يمكن أن يتحول صحفي أو طبيب أو محام أو مهندس أو مثقف شاعراً كان أو كاتبا إلى نادل ولو لمرة واحدة في حياته؟! وإذا حدث، فكيف يشعر؟ وماذا يقول عن هذه التجربة؟ يحدث هذا في بيروت، وتحديداً في نادي ،43 لكن ما هو هذا النادي؟ ما قصته؟ ومن أين نبعت فكرته الغريبة هذه؟ في سياق هذه الزيارة الميدانية التي قامت بها ''دنيا الاتحاد'' للنادي بعض الإجابات· في حي الجميزة الأثري، حيث يتعانق التراث مع الحداثة، وبين الأبنية العريقة التي حُفرت فيها آثار السنين لتعكس أصالة تاريخها، وبين النوادي الليلية وصخب الشباب وتجمعاتهم وضحكاتهم وأزيائهم ''المودرن''، اتخذ ''نادي ''43 زاوية خاصة له، لكونه يتمتع بصفة خاصة وغريبة!· تقف بنا السيارة على جانب الطريق في الجميزة، ننظر إلى أعلى المبنى حيث لافتة تحمل اسم النادي الكائن في الطابق الأول، ندفع الباب الخشبي الذي ربما يعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين، نصعد الدرجات الرخامية فيما نحن ننظر إلى الحائط الذي يدلنا إلى النادي، نقرع الجرس، فتفتح لنا سيدة أربعينية تستقبلنا بابتسامة كبيرة قائلة: أهلاً وسهلاً· الأضواء الحمراء تملأ المكان، شباب وصبايا وكبار هم رواد النادي· وفي انتظارنا جلس عماد جعارة المحامي ورئيس ''جمعية نادي ''43 ليحكي لنا كيف ولدت فكرة النادي فقال: ''أسست جمعية نادي 43 عام 1967 وانتسب إليها في حينه 140 محامياً· أما اليوم فانضم إليهم مثقفون وطلاب جامعات، حيث يعنى النادي بشكل خاص بالثقافة· ومع تطور الزمن ودخول الحداثة ومفاهيم العولمة والسلام والاستقرار إلى لبنان افتتح نادي 43 لكنه اتخذ هذه المرة شكل مطعم إلى جانب كونه نادياً ثقافياً بامتياز''· الفكرة رغم طرافتها تبدو غنية وثرة وذات أبعاد ثقافية متنوعة، حيث خصص كل يوم من أيام الأسبوع لنشاط ثقافي معين يقوم به رواد النادي كل حسب اهتماماته· فهناك يوم -حسب جعارة- لتلاوة الشعر، وآخر تعقد فيه طاولات حوار يناقش فيها المتحاورون مواضيع اجتماعية وثقافية وأحيانا سياسية· وفي يوم ثالث يعرض النادي فيلما سينمائيا للرواد ثم تعقد جلسة لمناقشته· هذا بالإضافة إلى مسابقات الشطرنج و''المونوبلي'' وغيرها من الألعاب الترفيهية''· لكن السلوك الأجمل في هذه الأنشطة هو يوم الجمعة حيث ''ندعو المسنين والعجزة لغداء مجاني من أجل الترفيه عنهم· وهنا نقصد الذين يعيشون منهم في دور رعاية العجزة''· بالطبع، لا بد من المال لكي يتمكن النادي من القيام بهذه الأنشطة، وكان الحل في العمل التطوعي كما يوضح جعارة: ''فكرنا في أن يتطوع للعمل في النادي كل يوم أحد المثقفين أو المحامين أو الممثلين وغيرهم من نخب المجتمع، بالإضافة إلى جمعيات المجتمع المدني التي قد تأتي بفريق عملها للتطوع في النادي· وهذا كله يعود ريعه للقيام بالأنشطة الثقافية التي نبتغيها''· بعض الإعلاميين والمثقفين الذين خاضوا هذه التجربة لهم انطباعات مختلفة عنها، فالصحافي والمحلل السياسي سركيس أبو زيد يعتبر أن ''مجرد وجود نادٍ ثقافي هو انجاز بحد ذاته، فهو مكان للتلاقي بين الشباب والكبار لتبادل وجهات النظر السياسية والاجتماعية وغيرها، والأهم منها الثقافية· كما أن الجو بحد ذاته يحفز على الاقبال على الحياة والانفتاح على الآخر والتحاور معه''· وهذا ما أكدته أيضاً مراسلة تلفزيون الـ ''ان· بي· ان'' ليلى خليل، التي رأت أن تجربتها مع نادي 43 ''فريدة ومختلفة، فهي المرة الاولى التي أقصد فيها نادٍ ثقافي ليلي· كما أن المناقشات التي تجري بعد كل عرض سينمائي مهمة رغم أنها ليست نقداً سينمائياً متخصصاً· من الجميل أن يلتقي الناس ويعبروا عن انطباعاتهم وأحاسيسهم التي تكونت بعد مشاهدة الفيلم، بالاضافة الى طبيعة الموسيقى التي تميز نادي 43 البعيدة عن الصخب رغم ايقاعاتها''· وليلى تنظر إلى النادي بوصفه ''مكاناً حقيقياً للتلاقي في عاصمة لبنانية اشتدت فيها الفرقة بين اللبنانيين''· بقي أن نخبركم، أن القهوة التي شربناها أثناء حوارنا مع عماد جعارة، قدمتها لنا بابتسامة واسعة الصحفية في جريدة السفير دارين صالح· وحين سألناها عن تطوعها للعمل في النادي قالت: ''تطوعت هذا المساء لتقديم المشروبات من أجل تشجيع الأنشطة الثقافية· فأنا أعرف أهمية الثقافة لبلد مثل لبنان· أما النادي فقد زرته عدة مرات مع أصدقائي وأعجبت بفكرة العمل التطوعي لذلك أنا هنا الآن· ولقد استفدت كثيرا من التواصل المباشر مع الناس''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©