السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أموال «مادوف لبنان» تتبخر وذهول في صفوف المودعين

أموال «مادوف لبنان» تتبخر وذهول في صفوف المودعين
12 سبتمبر 2009 01:32
أودع جميل فنيش وأبناؤه «الحاج صلاح» أكثر من مليون دولار ليوظفها في أعماله من دون أي ضمانة منه إذ أنه «رجل ثقة وصاحب كف أبيض» على حد قول جميل الذي يكاد لا يصدق خبر إفلاس صلاح عز الدين الذي تطلق عليه الصحافة لقب «مادوف لبنان» وتبخر الأموال. ويقول جميل الذي يجلس مع مجموعة من أبناء البلدة أذهلهم نبأ إفلاسه أيضاً، أمام متجر صغير في ساحة معروب إن «المبلغ الأساسي الذي أودعناه الحاج صلاح عبر وسيط يفوق المليون دولار». ويوضح جميل «كنا أحيانا نتقاضى الأرباح عنه وأحياناً أخرى نضيفها على المبلغ الأساسي». ويعيش فنيش (65 عاماً) وهو أب لأحد عشر ابناً وابنة وجد لـ25 حفيداً، مع القسم الأكبر من أفراد عائلته الكبيرة، في كندا حيث يقومون بأعمال تجارية ويملكون مرآباً لتصليح السيارات. وهذه السنة، تنتهي عطلته في لبنان على غير ما يشتهي. ويقول «لا نملك سنداً بالمبلغ ولا إيصالاً. اكتفى الوسيط بأن دون على دفتره رقم المبلغ الذي أخذه منا». والرجل الذي أطلقت عليه الصحف المحلية والعالمية اسم «مادوف لبنان»، يصفه أبناء الجنوب بأنه «فقاسة مال» حسبما يؤكد محمد، صاحب فرن على الحطب في العباسية. ويقول محمد ضاحكاً «كان فقاسة مال يأخذ القليل فيفقس مبالغ طائلة». فيلا صلاح عز الدين المقفلة في معروب يلفها الصمت والناطور اختفى منذ أيام، وكأن سكانها غادروها على عجل فلم يجدوا الوقت لتأمين مأوى لفرس وحصان يتنقلان بكسل في الفناء الخلفي للمنزل ولعدد من فراخ البط والدجاج. وصلاح عز الدين مولود في معروب في 1962 وقد بدأ نجمه يلمع في أوساط الطائفة الشيعية منذ أكثر من عشرين سنة عندما انشأ «حملة باب السلام للحج» التي كانت تنظم رحلات حج إلى مكة المكرمة. بعد ذلك، وسع دائرة أعماله لتشمل «تجارة النفط والذهب والالماس والمعادن»، كما يجمع فنيش وأصدقاؤه. وكانت تجارته تتم خارج لبنان «بين إيران والجزائر والصين». وهو يملك أيضاً «دار الهادي للنشر» في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد ختمها القضاء بالشمع الأحمر بعد توقيفه «حفاظاً على حقوق الناس». ويقول علي عز الدين، صاحب محل هواتف خليوية في معروب، «كان محسناً كبيرا لا يبخل على الفقير. يسدد الأقساط المدرسية وفواتير الأدوية والمستشفيات للمحتاجين». حجم أعماله وصيته الحسن جعلا الناس يهرعون إليه لإيداع أموالهم مقابل وعود بأرباح كبيرة. ويقول جميل «لقد خسر مرة في تجارة الحديد، فدفع لنا خمسة في المئة أرباحاً، عوضاً عن عشرين أو 25في المائة أو أكثر». ويتحدث علي أمين فنيش (67 عاماً) الجالس قربه عن «مصائب طالت العديد من الجنوبيين الشيعة». ويقول «أنا أحمل حزب الله والدولة المسؤولية. أليسوا هم المسؤولين عن الناس؟ أين كانوا بينما كان الناس يهرولون من أجل توظيف أموالهم بطريقة غير قانونية؟». ونفى الحزب على لسان أمينه العام حسن نصر الله الأسبوع الماضي أي علاقة له بصلاح عز الدين، ولو أنه أقر بأن عدداً من كوادره أودعوا ملايين الدولارات مع الرجل. أوقف عز الدين قبل أسبوعين. وقال مسؤول مصرفي إن هناك اتجاهاً لتوجيه له تهمة «الافلاس الاحتيالي» إليه. وبعد ايام، أوقف «شريكه» يوسف فاعور نائب رئيس المجلس البلدي في معروب. ويؤكد علي عز الدين أن فاعور عضو في حزب الله وأن جزءاً كبيراً من الثقة التي كان يوليها الناس لعز الدين مردها انه كان قريبا من الحزب ومن قياداته. والشكوى القضائية الوحيدة حتى الآن في حق عز الدين تقدم بها النائب من حزب الله حسين الحاج حسن وتتعلق بشيك بلا رصيد. ويتريث الناس في اللجوء إلى القضاء. بعضهم يهمس رافضاً الكشف عن هويته الكاملة «انه لا يريد التورط مع الحزب» مثل علي العائد منذ وقت قصير من بلد أفريقي. ويقول «جمعت هناك مبلغ مئة الف دولار واودعته مع عز الدين على أمل أن أحصل أرباحا كبيرة واؤسس تجارة هنا. لم أعد أملك شيئاً ولا حل إلا بالعودة إلى أفريقيا». وبعضهم لا يريد الدخول في تفاصيل ثروته مثل تلك السيدة من آل شور في طورا التي تقول «اذا كان لنا نصيب في المال يعود». ثم تقر ان المبلغ «اقل من مليون دولار»، إلا أن مسؤولاً في مصرف في جنوب لبنان يتوقع ارتفاع عدد الشكاوى مع اتضاح سير التحقيقات.
المصدر: معروب، لبنان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©