المطارات الأميركية تفشل في الالتزام بمواعيد الإقلاع والهبوط

إذا كنت مسافراً من أي مطار في أميركا إلى أي مطار آخر في العالم، لا تتوقع أن تقلع طائرتك في الموعد المحدد على تذكرة الركوب، فلقد عاد الصيف ككل عام، وهو يحمل معه كابوساً يقلق ألوف المسافرين وهم ينتظرون الإعلان عن قيام رحلات طائراتهم· وكان عام 2007 هو الأسوأ على الإطلاق في تاريخ مطارات أميركا بعد أن سجلت فيها أرقام قياسية مفاجئة لأعداد الرحلات الملغاة أو المؤجلة لساعات طوال تاركة المسافرين في حالة من الغضب والارتباك وخاصة منهم أولئك الذين يرتبطون بمواعيد زمنية محددة· وبادرت العديد من شركات الخطوط الجوية -أمام هذه الظاهرة المقلقة- إلى الإعلان عن إجراءات جديدة قالت إنها تضمن الالتزام التام بمواعيد الإقلاع والوصول؛ كما نشرت الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة بياناً قدمت من خلاله وعداً بإصلاح الأمور في المطارات الأميركية هذا الصيف· على أن هذه الظاهرة ليست جديدة في الولايات المتحدة؛ بل تتكرر كل صيف؛ وهي تعزى لأسباب عديدة منها رداءة الطقس؛ ونقص الإمكانات المادية لشركات الخطوط الجوية؛ وعدم كفاءة نظام مراقبة حركة الطائرات الذي لم يعد يتفق مع الازدحام الشديد الذي يسود الأجواء في طول البلاد وعرضها· وخلال شهر يونيو الماضي سجل في المطارات الأميركية إلغاء أو تأخر ما يقرب من 30% من مجموع عدد الرحلات، وبلغ متوسط زمن التأخير للرحلة الواحدة 62 دقيقة وفقاً لإحصائيات أنجزتها وكالة (فلايت ستاتس) التي تهتم بمراقبة الالتزام بالمواعيد المحددة للإقلاع والهبوط في جداول رحلات شركات الخطوط الجوية في المطارات الأميركية· وبالرغم من المحاولات المضنية لتطوير الخدمات في مطارات مدينة نيويورك المزدحمة، بما فيها تحديد عدد الرحلات الأقصى المخصص لكل واحدة من شركات الخطوط الجوية في ساعات ذروة الازدحام، إلا أن الظروف في مطار لاجورديا خلال الصيف الجاري بدت أسوأ مما كانت عليه في صيف عام ·2007 وبلغ عدد الطائرات التي وصلت إلى مدرج المطار في المواعيد المحددة لها خلال شهر يونيو الماضي 52,3% بالمقارنة مع 55,5% في شهر يونيو من عام ·2007 ويقول نائب مدير تخطيط العمليات في شركة أميركان إيرلاينز روبرت كورديس: ''ما زلنا نناضل لحل هذه المشاكل المعقدة وخاصة بعد التغير الكبير الذي طرأ على حركة الطائرات منذ العام الماضي الذي لم يكن عامنا المفضّل''· وبلغت هذه المشكلة في أكبر مدينتين في الولايات المتحدة نيويورك وشيكاجو، عنق الزجاجة خلال الصيف الجاري· وسجلت أكبر شركتين للخطوط الجوية تستخدمان مطاراتهما، وهما ''أميركان إيرلاينز'' و''يونايتد إيرلاينز''، أسوأ موسم من مواسم تأخر عمليات الإقلاع والهبوط· وفي مطار أوهير بمدينة شيكاجو الذي يعد المركز الرئيسي للشركتين المذكورتين، بلغ متوسط عدد الرحلات التي تمكنت من الالتزام بمواعيد الإقلاع أو الهبوط في شهر يونيو 55% بالمقارنة مع 65% في شهر يونيو من عام ·2007 وقالت مصادر شركة يونايتد إيرلاينز إن 31% من مجموع الرحلات التي تقلع من مطار أوهير أو تحط فيه، تأخرت عن مواعيدها المقررة بسبب عدم كفاءة نظام مراقبة الحركة الجوية بالمقارنة مع 21% في شهر يونيو من العام الماضي· ويأتي هذا التأخير إما بسبب سوء الأحوال الجوية أو ازدحام المطار وفقاً لما يقوله ناطق باسم شركة ''يونايتد إيرلاينز''· وتلقي كل من شركات الخطوط الجوية والإدارة الفيدرالية للطيران المدني باللوم في هذا التأخير على الطقس الرديء الذي حلّ في الولايات المتحدة خلال الصيف الجاري وخاصة تلك العواصف العاتية التي ضربت مناطق شاسعة من الغرب الأوسط وأدت إلى حدوث الفيضانات والسيول· عن ''وول ستريت جورنال''