هجوم الطحالب الخضراء يهدد الشواطئ الصينية

تشهد بعض مناطق الصين الشاطئية ظاهرة غريبة تتمثل في هجوم كاسح لنوع من الطحالب الخضراء قيل إنها باتت تهدد الشواطئ التي ستشهد منافسات سباقات القوارب الشراعية قبالة شواطئ إقليم كينداو شرقي البلاد ضمن فعاليات الألعاب الأولمبية التي ستنطلق الشهر المقبل· كما تعرض شاطئ مدينة بايشاتان شمالي كينداو، والذي يبلغ طوله 150 كيلومتراً، إلى هجوم من مستعمرات منفصلة يبلغ عرض كل منها نحو 10 أمتار من طحلب أخضر غامض يطلق رائحة كريهة مما دفع مئات السياح الذين يرتادون الشاطئ إلى الهرب، وإثارة حالة من الخوف لدى المستثمرين في المنشآت السياحية هناك· وبمجرد ظهور البوادر الأولى لهذا الهجوم، سارعت المؤسسات البلدية إلى إرسال الجرافات لإزالة أكوام الطحالب ذات القدرة العجيبة على النمو والانتشار، وبالرغم من أن العمال تمكنوا من تنظيف الشاطئ مرتين إلا أن الطحلب كان قادراً على الانتشار من جديد في الأماكن الشاطئية التي تم تنظيفها· وتقول صاحبة فندق سياحي صغير قريب من شاطئ بايشاتان: ''إذا بقيت الأوضاع على حالها لبضعة أيام أخرى فسوف نواجه مشكلة في الموسم السياحي الصيفي''· وكان الانتشار الوبائي لهذا الطحلب قد بدأ من مدينة كينداو التي تضم ميناءً من المقرر أن يستضيف منافسات سباقات الإبحار بالقوارب الشراعية الشهر المقبل، ومع انطلاق أعمال التحضير للألعاب الأولمبية في المدينة، سارعت الحكومة المحلية إلى توظيف إمكانات ضخمة للتصدي لهجوم الطحالب· وشاركت في الحملة عشرات الآليات الثقيلة ومئات الآلاف من المتطوعين المدنيين والجنود؛ وتنصبّ الجهود الآن على تنظيف المساحات المائية التي ستشهد تنظيم سباقات القوارب· وقال مسؤولون صينيون أمس الأول إن هذا الهجوم المضاد نجح في إزالة أكثر من 98% من كتل الطحالب فيما وعدت السلطات بأن يتم القضاء عليها تماماً في الخامس عشر من شهر يوليو الجاري، وتقرر أيضاً نشر شباك تشبه تلك التي يستخدمها صيادو الأسماك على طول 32 كيلومتراً لصدّ أي هجوم جديد للطحالب· كما كلفت السلطات الصينية مجموعة من العلماء بدراسة العواقب الصحية لهجوم الطحلب بعد أن حرصت على وصف الظاهرة بأنها طبيعية· ويقول زهاو مينجيانج العالم الباحث في معهد المحيطات في بكين إن الطحلب الأخضر الذي يهاجم الشواطئ الصينية يختلف كل الاختلاف عن الطحلب السام ذي اللون الأزرق الذي ظهر العام الماضي في بحيرة تايهو شرقي الصين وأجبر سلطات مدينة ووكسي على التوقف عن ضخ مياه الاستخدام المنزلي من البحيرة· ويعزو نشطاء بيئيون هجوم الطحلب الأخضر بمثل هذه الكثافة غير الاعتيادية إلى التلوث البيئي الكثيف الناتج عن المخلفات الصناعية فضلاً عن الانتشار الكبير لمزارع الأسماك في المنطقة· وقال وين بو المنسق في شبكة حماية بحار الصين: ''يبدو لنا بوضوح أن البيئة الطبيعية للمحيط تشهد الآن دمارها التام· وهذا هو السبب الحقيقي الكامن وراء حدوث مثل هذه الظواهر الغريبة''· وتذكر إحصائيات نشرت في التقرير أن أكثر من 130 ألف متطوع شاركوا في عمليات تنظيف الشواطئ الصينية بعد أن كان الطحلب الأخضر قد غطى 32% من المساحات المائية التي ينتظر أن تشهد سباقات القوارب الشراعية الشهر المقبل· واعتاد الصينيون أن يسمعوا في مطلع كل صيف القصص والحكايات عن هجوم الطحالب على المصادر المائية وخاصة البحيرات والأنهار وما تسببه من حالات تسمم، وليس الصينيون وحدهم الذين يعانون من هذه الظاهرة، حيث عانت شواطئ فلوريدا من هجوم مماثل للطحالب الخضراء جاء في نفس توقيت هجوم الطحالب في الصين· ولقد أثار هذا التواقت قلقاً كبيراً لدى العلماء الذين بدأوا يشكون في أن الطحالب قد تخلق مشكلة بيئية واسعة النطاق في المستقبل· عن صحيفة فاينانشيال تايمز