الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البحر المسجور».. أكثر الظواهر إبهاراً

3 يوليو 2016 12:41
أحمد مراد (القاهرة) يقول الله سبحانه وتعالى:( وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوع * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)، «سورة الطور: الآيات 1 - 5»، في هذه الآية يقسم الله بـ «البحر المسجور»، والمسجور في اللغة يعني سجر التنور أي أوقد عليه حتى أحماه، وحين سمع العرب هذا القسم فزعوا وتساءلوا كيف يكون البحر مسجورا، فالماء والحرارة من الأضداد، فمن ثم قالوا إن هذا الأمر سيحدث في الآخرة استناداً إلى آية قرآنية أخرى في سورة «التكوير»، «وإذا البحار سجرت»، لكن السياق القرآني في مطلع سورة «التكوير» كله في المستقبل، بينما في سورة «الطور» كله في الحاضر، فقالوا: لا بد أن يكون البحر المسجور أمراً واقعاً في حياتنا. وفي العصر الحديث، وبالتحديد بعد الحرب العالمية الثانية نزل العلماء إلى قيعان البحار والمحيطات بحثاً عن بعض الثروات المعدنية، فوجدوا أن كافة المحيطات وأعداد كبيرة من البحار قيعانها مسجرة بحرارة تتراوح بين ألف وألف ومئتي درجة مئوية، وهي من أكثر ظواهر الأرض إبهاراً للناس، أن يلتقي الماء وهذه الحرارة الشديدة، فلا الماء على كثرته يستطيع أن يطفئ الحرارة، ولا هذه الحرارة على شدتها تستطيع أن تبخر الماء تبخيراً كاملاً. وباستمرار تحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض تتسع قيعان البحار والمحيطات باستمرار عند خطوط التباعد بينها، وتندفع الصهارة الصخرية بملايين الأطنان في درجات حرارة تتعدى الألف درجة مئوية لتساعد على دفع جانبي المحيط يمينه ويساره. وإذا توقفت عملية توسع قاع المحيط، فإن هذا القاع قد يستهلك بأكمله تحت القارة مما يؤدي إلى تصادم قارتين ببعضهما، وينشأ عن هذا التصادم أعلى السلاسل الجبلية من مثل جبال الهيمالايا التي نتجت عن اصطدام الهند بالقارة الآسيوية بعد استهلاك قاع المحيط. وهذه الظواهر لم يعرفها البشر إلا في أواخر فترة الستينيات من القرن العشرين، بينما تحدث عنها القرآن الكريم قبل أكثر من 1430 سنة في ثلاث آيات مبهرة «والأرض ذات الصدع» و«البحر المسجور» و«الجبال أوتادا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©