المالكي يتعهد بحل أزمة مياه الشرب في البصرة

تعهد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمس بوضع حلول لأزمة النقص الحاد في مياه الشرب بمدينة البصرة عاصمة محافظة البصرة أقصى جنوب العراق.، فيما ناشد اثنان من أبرز ائمة صلاة الجمعة في مساجد العراق تركيا وايران فتح الأنهار الجارية عبرهما إلى بلادهم لحل أزمة الجفاف والنقص الحاد في مياه الشرب والري بسبب قلة الأمطار منذ عدة أعوام. وقد انخفض منسوب مياه نهري دجلة والفرات داخل العراق بشدة بسبب الانخفاض الكبير في معدل تدفق المياه بعد بناء تركيا عدداً من السدود عليهما. كما كاد تدفق مياه نهر الكارون إلى جنوب العراق أن يتوقف بعدما حولت إيران مجراه إلى نهر بهمن شير. وزار المالكي البصرة برفقة عدد من الوزراء وعقد فور وصوله إليها اجتماعاً مع المحافظ شلتاغ عبود المياح ورئيس وأعضاء مجلس المحافظة نوقشت خلاله أزمة المياه وأسبابها وطرق معالجتها وتحسين الخدمات الأخري في المدينة. وقال خلال مؤتمر صحفي عقده بعد ذلك «إن البصرة هي منبع ثروات العراق ومدينة العلماء والمفكرين وقد عانت الكثير من الظلم والاضطهاد بسبب سياسات وحروب النظام المباد ومن اعمال التخريب على يد العصابات والمليشيات». وأضاف المالكي «جئنا بصحبة عدد من الوزراء والمتخصصين لنضع الحلول لمشكلة المياه وواقع الخدمات وسنتخذ الخطوات اللازمة باتجاه حل هذه المشاكل وقد خصصت الحكومة الأموال اللازمة لمعالجتها بأسرع وقت وبالأخص مياه الاستخدام المنزلي إلى جانب ري الأراضي الزراعية وفق خطط قصيرة وطويلة الأمد». وقدم وزير الموارد المائية العراقي عبداللطيـف جمـــــال عرضاً لواقـــــع أزمــة المياه في البلاد وتراجع مناسيبها في الفرات والاهوار جراء استمرار انشاء السدود التركية وقطع إيران مياه نهري الكارون والكرخة. كما أعلن طرح مناقصة بمشاركة 7 شركات عالمية لإقامة مشاريع للمياه والخدمات في البصرة. في غضون ذلك، قال وكيل المرجع الشيعي العراقي الأعلى الشيخ علي السيستاني في كربلاء جنوب بغداد الشيخ عبدالمهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في مسجد الامام الحسين وسط المدينة «إن مناطق الفاو والسيبة وأبو الخصيب تشهد نزوحاً كبيراً من الأهالي جراء ارتفاع نسبة الملوحة في مياه شط العرب مما ألحق أضرارا كبيرة بالزراعة وأنقص مياه الشرب وهذه تعد مشكلة كبيرة لابد من حلها». وأضاف «ندعو دول الجوار خصوصاً تركيا وإيران إلى اتخاذ إجراءات مشتركة مع العراق كافية لمعالجة هذه المشكلة، لأن نسبة ملوحة المياه وصلت إلى مركز مدينة البصرة وعلى هاتين الدولتين توفير الحد الأدنى المطلوب من المياه الواردة من الأنهار التي تنبع منهما». وأوضح «لابد من حل هذه المشكلة بين هذه الدول والعراق، انطلاقا من الروابط الإسلامية والجوار والصداقة والحقوق الإنسانية وعليها تحمل المسؤولية لمعالجة الأزمة». وطالب رئيس «جمــــاعة علماء العــــــراق» في جنـــوب العراق وإمام مسجد العبايجي في البصرة (550 كيلومترا جنوب بغداد)، الشيخ خالد الملة كلا من تركيا وايران بزيادة كميات المياه المتدفقة الى العراق «نطالب دول الجوار، خصوصا إيران، بأن تفتح الأنهار لأن مصالحها متبادلة مع العراق، فمثلما نحتاجها في المياه تحتاجنا في أمور اخرى»