الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مربح الهادئة تسكن أحضان الجبال

مربح الهادئة تسكن أحضان الجبال
21 مايو 2010 21:24
في ظل الزخم المتلاطم من مظاهر المدنية الحديثة التي نعيش ونحيا فيها، وما يسببه لنا نمط الحياة العصرية من ضغوط وتوترات تلقي بآثارها السيئة على مناحي حياتنا المختلفة، نسعى جميعاً إلى تلمس مناطق الطبيعة البكر التي مازالت متمسكة بأهداب الجمال والسحر والهدوء، لعل ذلك يكون متنفساً لأرواحنا وملاذاً لأجسادنا من وعثاء الحياة. ومنطقة مربح الواقعة شمال إمارة الفجيرة، والتي تلامس حدود سلطنة عمان في بعض مناطقها الجبلية، واحدة من تلك المناطق الجبلية التي يهفو إليها الفؤاد وتُشد إليها الرحال لقضاء أيام العطلات مع الأهل والأصدقاء، لما تتميز به من موقع فريد وساحر بين البحر بلون مائه الأزرق الصافي، والجبال المحيطة بها، وتمثل مصدراً للخير والماء المتجمع في أعاليها ويجري بين أوديتها. يقول خليل السعدي أحد أبناء مربح، إنها منطقة ساحلية تطل على خليج عمان من الجهة الشرقية وتجاورها منطقة قدفع من جهة الشمال والقرية من جهة الجنوب، وعن السبب في تسمية مربح بهذا الاسم أرجع السعدي ذلك إلى ارتباط الاسم بالمكسب، وأنها لا تعرف الخسارة وتحاول دائماً أن ترتقي إلى الأفضل بفضل جهود أبنائها ورعاية أولي الأمر. ويضيف، بفعل الخصوصية التي تتمتع بها مربح والهدوء الذي يلفها صارت واحدة من المناطق السياحية الهامة في الساحل الشمالي الشرقي للإمارات، خاصة مع انتشار اللون الأخضر فيها بسبب وفرة المزارع هناك. ويلفت إلى أن أهالي مربح قبل قيام الاتحاد كان اعتمادهم الأساسي على البحر والزراعة، ورغم قسوة الحياة في الماضي إلا أن روابط القربى والجيرة كانت أقوى كثيراً مما هي عليه الآن، وكان للمرأة دور محوري في الأسرة وفي المجتمع في تلك العهود، فإلى جانب ما تقوم به من تربية للأبناء وترسيخ الأفكار والتقاليد الإماراتية الأصيلة، كانت تساعد زوجها وتعينه على أعباء الحياة من خلال قيامها برعي الاغنام وحلب الأبقار ورعاية المزارع في حالة غيابه عنها في رحلات الصيد أو الحج، حين كان يغيب الرجل شهور طوال. وفي هذا السياق يشير السعدي إلى أن أهالي مربح قديماً امتهنوا عدة حرف كي تساعدهم على القيام بأعباء وتكاليف الحياة، ومن ذلك ركوب البحر، وجمع التمر من النخيل ومقايضاتها بالعديد من السلع الأخرى من التجار القادمين عبر البحر، ومنهم من يعتمد على تربية المواشي ورعيها أو جلب الحطب من رؤوس الجبال المحيطة بالمنطقة والمناطق المجاورة، وكانوا يسكنون بيوتا مكونة من الحجارة والطين وخشب الأشجار وذلك في فصل الشتاء، أما في الصيف فكانوا يقطنون بيوت العريش المكونة من جريد وسعف النخيل، ولكن بعد قيام الاتحاد انتقل أهالي مربح من العيش في البيوت القديمة المبنية من الطين والحجارة البدائية إلى منازل حديثة مجهزة بكافة الخدمات العصرية، في قرى مربح الأربع وهي العقير - النهي - خان صاحب – الفلل. ويقول السعدي :الآن هناك مدارس عديدة داخل مربح، لكافة المراحل الدراسية، في حين كان التعليم في الماضي يعتمد على المطوع الذي كان يجتمع بالأبناء في أحد المساجد ويقوم بتلقينهم القرآن الكريم وعلوم الحديث وأساسيات القراءة والكتابة.
المصدر: مربح
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©