إذا أردت أن تستمتع بجو وجمال دبي الرائع، فما عليك إلا أن تستقل المترو لمدة ثلاث ساعات متواصلة، حينها ستجد المتعة السياحية الحقيقية للتعرف إلى معالم الإمارة المدهشة بجديدها من عمران مثير وجريء وشاهق وغريب. وراكب المترو لن ينقصه شيء من رؤية المعالم السياحية الجميلة لـ «دانة الخليج»، فمن داخل المترو تأخذك هذه المدينة الساحرة وتجذبك جميع أنحائها مترامية الأطراف، فمترو دبي الذي انطلق في عام 2009 يعمل على تأمين وسائل راحة متطورة أثناء رحلاته، وتتألف شبكته من خطين: الخط الأحمر والخط الأخضر اللذين يغطيان مسارات ووجهات متعددة، أسعار تذاكر المترو مناسبة للغاية وتبدأ من 1,80 درهم لكل رحلة، وتوجد أيضاً مقصورة خاصة بالنساء والأطفال، ورحلات بالدرجة الفضية والذهبية.
دبي (الاتحاد) - تتحف المناظر ركاب مترو دبي عبر نوافذه المطلة على المدينة التي تبدو كبانوراما درامية ومعمارية غاية في الروعة، تجدد في مخيلتك التغييرات المتسارعة التي تشهدها دبي على مر الأيام والسنين، وراكب المترو غالباً ما يستهويه النظر إلى شارع الشيخ زايد الذي يعد أطول وأهم الطرق في الدولة، حيث يمتد بين الأبنية الشاهقة والمشاريع العمرانية الجديدة والقديمة، منها منطقة جبل علي بمنشآتها الصناعية والتجارية، وتشرئب أعناق الركاب لرؤية ناطحات السحاب المتناثرة على طول الطريق، سواء الفنادق من فئة خمس نجوم أو مجمعات المكاتب التجارية أو الشقق السكنية، وتكثر على جانب الطريق العديد من المحال التجارية والبنوك والمصارف والمطاعم بمختلف أشكالها وألوانها.
برج خليفة
وحينما تتوسط عربات القطار هذا الشارع، تتسمر الأعين لرؤية معجزة البناء، المتمثلة في برج خليفة، ناطحة السحاب الأعلى التي شيدها الإنسان، وأطول برج في العالم بارتفاع 828 متراً، حيث بدأ بناؤه في إمارة دبي في 21 سبتمبر 2004، وتم الانتهاء من الهيكلة الخارجية له في الأول من أكتوبر 2009، وتم افتتاحه رسمياً في 4 يناير 2010، ليصبح البناء الأعلى في العالم، ومع حركة القطار الذي يشــعرك بكثير من الأمان، يتمكن الراكب من على بعد، رؤية فندق برج العرب الذي أصبح بحق رمزاً مميزاً لدبي، علاوة على كونه أشهر المعالم السياحية في المنطقة، فقد أرسى برج العرب معايير جديدة للامتياز في القطـاع الفندقي بالتصاميم العربية، وحقق الفندق الذي افتتح عام 1999 حضوره القوي من خلال تصميمه الخارجي المستقبلي الرائع.
ويتهافت الركاب لمشاهدة «دبي مارينا» واجهة دبي البحرية التي أنشئت لتكون أكبر مارينا صناعية في العالم، وتقع بالقرب من وسط «دبي الجديدة»، كما ترتبط بميناء جبل علي، مدينة دبي للإنترنت، مدينة دبي للإعلام، والجامعة الأميركية، ولا يفوت من يستقل المترو مشاهدة مدينة دبي للإنترنت التي يطلق عليها حديقة تقنية المعلومات التي أنشأتها حكومة دبي كمنطقة اقتصادية حرة.
وخلال لقاءات مع عدد من مستخدمي مترو دبي، يشير محمد سراج الدين، إلى أن المترو يعد تحفة معمارية، ناهيك عن كونه وسيلة مواصلات غاية في الجمال والروعة، لما يمتلكه من مواصفات قلما تجدها في وسائل مواصلات عصرية في دول متقدمة، ويضيف سراج الدين: “على مدى سنوات وأنا استقل المترو على الرغم من امتلاكي سيارة، إلا أنني حريص على استخدامه وبشكل يومي ذهاباً وإياباً، من وإلى عملي، بالإضافة إلى الزيارات الخاصة البعيدة التي تزعجني لوجود الزحام في الطرقات، وأن المترو أضاف لدبي دعاية سياحية كبيرة، ففي كل يوم أشاهد السياح والزائرين الأجانب مستمتعين بركوبه، ويلتقطون الصور التذكارية من داخله وخارجه في صورة تبعث في النفس الارتياح والسرور”.
فقرات ترفيهية
وتصف جود البارودي سعادتها الكبيرة وهي تستقل المترو بقولها: “استمتع كثيراً بخصائصه المتعددة، لا سيما الإنترنت والنظافة المتناهية، وبالمناسبة أمضيت في أميركا سنوات كثيرة وشاهدت المترو، وكم كنت فخورة عند وصولي إلى الإمارات العربية ومعرفتي بوجود مترو هنا بهذا المستوى الراقي، وأثناء رحلتي من محطة برج خليفة إلى محطة نخيل، سنحت لي الفرصة لمشاهدة أول عرض أزياء في مترو دبي، وذلك يوم 23 يناير، وكان العرض لمجموعة من التصاميم العصرية والعلامات التجارية العالمية، واستمتعت كثيراً بالعرض الذي استمر طويلاً وتخللته فقرات ترفيهية ومقطوعات موسيقية حية، أداها موسيقيون على آلات موسيقية متنوعة بشكل بارع وباهر”.
راحة نفسية
أما عبير عبدالله العريقي، فهي من المواظبين على استخدام المترو كوسيلة نقل رئيسة بين عملها وزياراتها المختلفة، حيث عزفت عن استخدام أي وسيلة نقل أخرى مثل الحافلات أو سيارات الأجرة التي ترهق الجيوب نتيجة ارتفاع أسعار أجرتها، وهذا طبيعي لبعد المسافة بين سكنها وعملها والمواقع السياحية التي تتردد على زيارتها، فمنذ الأيام الأولى لافتتاح المترو، وهي حريصة على استخدامه، باعتباره وسيلة نقل مريحة ونظيفة وتتوافر فيها الراحة النفسية من خلال رؤيتها لمنظر دبي الذي يبعث في النفس التفاؤل والارتياح لما له سحر جاذب، ومبانٍ شاهقة، وعمران متنوع وجميل.
عشقته بالمصادفة
بينما محمد حسن عباس «مندوب شركة»، فهو يستقل قطار المترو منذ سنة واحدة، وبدأت رحلته معه بالصدفة عندما نسي مفاتيح سيارته داخلها، فاضطرر لركوب المترو، وعندما استقله استمتع كثيراً برحلته السريعة والجاذبة، فقرر على إثرها في أن يقضي معظم رحلاته عبره.ويعتبر عياد الرابي المترو وسيلة عصرية حديثة، إلا أن ما يزعجه فيه بعض التصرفات، منها التدافع عند الخروج أو الدخول إلى العربات، وهو ما يعكر صفو الرحلة لأنه تعود على الهدوء وعدم إزعاج الآخرين، أما سيد عبده أحمد فيبادرنا بقوله: “أنا من مستخدمي المترو في الفترة الصباحية عندما أذهب لعملي في المنطقة الحرة بجبل علي، وبالفعل المترو يوفر لي كثيراً من الوقت، كما أنه يعد رخيصاً جداً بالمقارنة مع المواصلات الأخرى، وهو يتناسب مع إمكانياتي المالية المحدودة”.
وبحكم عدم امتلاكه سيارة، يعتبر عبدالقدوس روح الأمين، المترو صديقاً حميماً لتنقلاته المختلفة، فمن خلاله يستطيع التحرك لأي مكان يريده، ويستهويه أحياناً منظر دبي الرائع، فيحرص على القيام برحلات سياحية للترويح عن النفس، كما يتنقل لزيارة أصدقائه في جميع المناطق، ويسهل له المترو تحركاته المختلفة.
توفير للمال والوقت
وأوضح السائح فرهاد عبدالكريم أنه من محبي زيارة دبي على مدار السنة لما تملكه هذه المدينة من عوامل جذب سياحي متعددة، ويضيف فرهاد: “لأنني ضيف على هذه المدينة، عادة ما يكون المترو وسيلتي الأولى في التنقل، وشخصياً أرى أن أجرة النقل مكلفة، لأن المسافة كبيرة والزحام دائم، وبالتالي المترو هو المنقذ للاستفادة من عامل الوقت وتوفير المال”.
وتشاركه زوجته زهراء بقولها: “المترو مريح للغاية، فاستخدامه يجعلك تطل على دبي، ويشعر المرء أنه في رحلة سياحية مجانية، ويتعرف من خلاله إلى الكثير من المعالم البديعة من أبراج شاهقة وملاعب رياضية وشوارع جميلة تحيطها الأزهار المتنوعة وغيرها”. أما إبراهيم البلوشي، فيشير إلى أن المترو وفر للكثيرين المال والوقت لما يتسم به من سرعة ورخص في الأسعار، ويضيف: “إنني ممن يستخدمون المترو، وأحرص على استخدامه في الفترة الصباحية عند ذهابي للعمل هروباً من الازدحام المروري في الصباح”.
استفسارات الركاب
في كل محطات المترو على امتداد خطيه الأحمر والأخضر، تجد من يدلك أو يرد على استفساراتك المختلفة، فالراكب في مترو دبي لا يحتاج إلا لشراء بطاقات نول التي تتوافر في أربع فئات: الحمراء (رحلة واحدة)، والزرقاء (بطاقات خاصة)، والفضية والذهبية. ويمكنك تخطيط رحلتك باستخدام خدمة «وجهتي» التي توفرها هيئة الطرق والمواصلات وتضم وسائل النقل كافة التي تسمح لك بتخطيط مسارك حسب الزمن الفعلي الذي يستغرقه. كما قامت هيئة الطرق والمواصلات بإطلاق بطاقة تجمع بين مزايا بطاقات فيزا الائتمانية والحسم من الحساب من جهة وبين مزايا بطاقة نول من جهة أخرى. وقد سميت هذه البطاقة «GO4IT» من النوعين الذهبية والبلاتينية، وهي متوافرة من خلال بنك الإمارات دبي الوطني.
وستكون بطاقة الائتمان مربوطة تلقائياً بحسابي نول وسالك الخاصين بك. ويطبق حسم يبلغ 50% على رسوم استخدام الطلاب من الجنسيات كافة، وكذلك على رسوم استخدام المواطنين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً وأكثر للمواصلات العامة، بما في ذلك الحافلات والمترو، أما ذوو الاحتياجات الخاصة، فسيستخدمون وسائل المواصلات العامة كافة مجاناً، غير أنه يجب على أيٍّ منهم إبراز (بطاقة نول الزرقاء) من هيئة الطرق للاستفادة من الحسم أو الإعفاء السابقين.
عدد اليوم
