العين (الاتحاد) - أمضى إبراهيم البلوشي أكثر من نصف عمره في مجال الرياضة، حيث حقق خلال تلك السنوات الطويلة إنجازات مميزة خصوصا في مجال كرة اليد، التي لم يكن لاعبا فيها ضمن تشكيلة منتخب الدولة فحسب بل كان حكما دوليا في اتحاد كرة اليد، ومشرفا على الفرق الرياضية التي تمارس هذه الرياضة وغيرها من الرياضات في نادي العين الرياضي، وفي الوقت نفسه كان البلوشي من الأشخاص الذين خدموا في جامعة الإمارات منذ إنشائها عام 1978، وقد تنقل بين أكثر من وظيفة، كان آخرها وظيفة مدير قسم الأنشطة الرياضية والترويحية بعمادة شؤون الطلبة في جامعة الإمارات منذ عام 2010 ولغاية اليوم.
المشوار المهني
المشوار المهني للبلوشي في جامعة الإمارات بدأ مبكرا، فمنذ أن كان لاعبا في نادي العين الرياضي لا يتجاوز عمره 18 سنة عين مندوباً في إدارة العلاقات العامة، ومن ثم موظفاً إدارياً في مكتب نائب مدير الجامعة لشؤون خدمة المجتمع لمدة عشر سنوات، وبتغيير هيكلة الجامعة مع مرور السنوات أصبح موظفاً في مكتب نائب مدير الجامعة فقط لمدة 6 سنوات أخرى، حتى تمت ترقيته مؤخرا ليصبح مدير قسم الأنشطة الرياضية والترويحية في عمادة شؤون الطلبة.
عن مهامه الحالية، يقول «أنا مسؤول عن توجيه فريق العمل في القسم نحو تحقيق جملة من الأهداف تتماشى مع أهداف الجامعة واستراتيجيتها، وهي تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة لقدرات الطلبة في مجالات التنمية الروحية والعقلية والبدنية والاجتماعية، وإكسابهم المعارف والمهارات والسلوكيات التي تسهم في بناء شخصياتهم وتعزيز قدراتهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها، وزيادة نسبة وأعداد الطلبة المشتركين في الأنشطة والفعاليات اللاصفية بما يحقق وصول الرسالة التربوية لأكبر عدد ممكن منهم، وتحسين الحياة الجامعية للطلبة وتوفير البيئة التعليمية الجاذبة وتطوير الخدمات والمرافق والرعاية، بما يؤكد أهمية الصحة والسلامة النفسية والجسدية ويسهم في التميز الأكاديمي للطلبة، وتنمية الموارد المادية والمالية بالعمادة وتدعيم جهود التمويل الذاتي وتنويع مصادر التمويل، بما يسهم في دعم البرامج والأنشطة والمبادرات».
ويشير البلوشي إلى أنه هو والعاملون في قسم الأنشطة الرياضية يعملون على خلق وعي رياضي لدى الطلبة، عبر تهيئة بيئة رياضية صحية وجو رياضي ترفيهي لديهم يخلصهم من ضغوط الدراسة وجمود قاعة الدرس، عبر الأنشطة والبرامج والمحاضرات التثقيفية والدورات التدريبية التي تقام لهم بين وقت وآخر، ومن هذه الدورات بحسب البلوشي دورات تعلم الطلبة كيف يصبحون محكمين في رياضة السباحة وكرة اليد وكـرة القـدم، ودورات تؤهلهم ليصبحوا مدربين في لعبة كرة القدم والسباحة وكذلك دورات تعلمهم كيف يصبحون منقذين في رياضة السباحة، وتتم هذه الدورات على يد مختصين من الاتحادات الخاصة بها في الدولة.
«الرابح الأكبر»
يلفت البلوشي إلى أحد البرامج الرياضية الترفيهية السنوية المميزة الذي يعقد هذه الفترة في دورته الرابعة، وهو برنامج «الرابح الأكبر»، الذي يستهدف 60 طالبا ممن يعانون من الوزن الزائد، حيث يتم إخضاعهم عبر هذا البرنامج إلى برامج غذائية ورياضية متنوعة ومكثفة وترفيهية، بالإضافة إلى محاضرات أسبوعية عن كيفية الغذاء الصحي الذي يناسبهم، وأخذ وزن الطلاب المشاركين أسبوعيا، وتعريفهم بقواعد التدريب وأهمية الرياضة وكيفية التخلص من السمنة خلال البرنامج، وبعد مرور ثلاثة شهور يتم اختيار أكثر الطلبة فقدانا للوزن وتكريمه بجائزة تشجيعية، ومن أجل إنجاح هذا البرنامج تتم الاستعانة بعدد من مدربي اللياقة البدنية وأخصائيات التغذية من مراكز ومستشفيات مختلفة.
ويؤكد البلوشي أن قسم الأنشطة الرياضية والترفيهية الذي يديره لن يحقق أهدافه ما لم تتوافر منشآت رياضية تضم كل ما يحتاجه الطلبة لممارسة الرياضات المختلفة. ويذكر في السياق ذاته، أن طلاب الجامعة وطالباتها محظوظون بتوفير الجامعة لهم منشآت رياضية متكاملة للطالبات وأخرى للطلاب، وتضم مسبحاً أولمبياً وصالة جيم وصالة رياضية متكاملة فيها ملعب كرة يد وطائرة وسلة وريشة وتنس طاولة، وملاعب للجودو والكراتيه والجيتسكو والملاكمة وكرة القدم ولعبة السرعة، وتضم مدربين ومدربات لجميع أنواع الرياضات سابقة الذكر.
ومن باب جذب الطلبة وتحبيبهم بممارسة الرياضة، يحرص قسم الأنشطة الرياضية والترفيهية، وفق البلوشي، على إقامة مسابقات وبطولات تشجع المنافسة بين الطلبة، كما توجد منتخبات من طلبة الجامعة للسباحة وكرة الطائرة وكرة القدم وكرة السلة والملاكمة يمثلون الجامعة في البطولات الداخلية والخارجية، وفي اليوم الوطني يتم عقد بطولات لجميع أنواع الرياضات.
لجنة الاحتفالات
مما يفتخر به البلوشي إلى جانب أنه مدير قسم الأنشطة الرياضية والترويحية في جامعة الإمارات أنه أحد أعضاء لجنة الاحتفالات العامة والخاصة في الجامعة، حيث يشارك كل سنة في تنظيم حفل الخريجين ولا يزال كذلك منذ 31 دفعة تخرجت في الجامعة على مدى السنوات الماضية، وتتمثل مشاركته في التنظيم بالوقوف على كل كبيرة وصغيرة لها صلة بحفل الخريجين من تجهيز قاعة الاحتفالات وتدريب الخريجين في البروفات وما إلى ذلك، بالإضافة إلى أنه يشارك في اللجان التنظيمية في الجامعة.
ولا يجد البلوشي نفسه مديرا خلف مكتب، فهو بطبعه يعشق العمل الميداني فإذا ما كان قسم الأنشطة الرياضية بصدد تجهيز ملعب رياضي في الجامعة تجده يشاركهم، ويعمل معهم بيديه وهو في غاية الاستمتاع، على حد وصفه، كما يعشق التواصل مع الطلبة والاحتكاك بهم والاستماع لمشاكلهم واحتياجاتهم، حيث يرى نفسه عندما كان شابا ولاعبا فيهم ويتذكر نفسه واحتياجاته في تلك الفترة، ويحاول أن يلبيها للطلبة اللاعبين أو المتدربين الممارسين للأنشطة الرياضية، بل إن الطلبة يستغربون عندما يخبرهم بأنه تجاوز الخمسين عاما إذ يشعرون بأنه أصغر من ذلك بكثير نظرا لقربه منهم ووده معهم، وسفره إلى جوارهم أثناء ذهابهم للمشاركة في البطولات خارج الدولة، بالإضافة إلى أنه يمارس الأنشطة والألعاب الرياضية معهم فينافسهم وينافسونه في جو يعج بالمحبة والاحترام المتبادل.
المسيرة الرياضية
عن حياته الرياضية، يقول إبراهيم البلوشي «بدأت أمارس رياضة كرة اليد منذ كان عمري 14 سنة ولعبتها ضمن المراحل السنية المختلفة حتى وصلت إلى مرحلة الاحتراف، وذلك عبر انضمامي إلى نادي العين الرياضي وكنت لاعب دائرة في منتخب الإمارات لكرة اليد، وقد مارست هذه الرياضة على مدى 18 سنة متواصلة شاركت خلالها في إنجازات وبطولات في النادي، بعدها اعتزلت اللعب وانتقلت إلى التحكيم، وبعد أن حصلت على شهادة دولية معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة اليد أصبحت حكما دوليا معتمدا في هذه الرياضة، وحكمت على مدى 10 سنوات في بطولات داخلية وخارجية على مستوى دول الخليج والوطن العربي ككل».
ويتابع «بعد اعتزالي التحكيم تسلمت مهام إدارية في نادي العين الرياضي، حيث أصبحت مشرفا على الفرق الرياضية التي تلعب كرة اليد، وبعد مرور 4 سنوات كلفت بالإشراف على الفرق الرياضية التي تمارس لعبة كرة الطائرة، وبعد عدة سنوات تركت النادي الذي اعتبرته بيتي الثاني وأعطاني الكثير من الخبرات وأعطيته جهدي ومحبتي، وانغمست في عملي في الجامعة».
عدد اليوم
