الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نمو «هواوي» الصينية يتسارع متجاهلاً حرب المزاعم الأمنية الأميركية

نمو «هواوي» الصينية يتسارع متجاهلاً حرب المزاعم الأمنية الأميركية
4 ابريل 2014 22:54
ترجمة: عماد الدين زكي تتنامى حصّة مبيعات شركة «هواوي تكنولوجيز» الصينية في مجال معدات بنية الإنترنت الأساسية، رغم خضوعها لحظر من قبل الولايات المتحدة بسبب مسائل أمنية. وأفادت مؤسسة ديل أورو لبحوث السوق، بأن شركة هواوي الصينية، التي برز اسمها من خلال نموها المتسارع لتكون أحد أهم موردي المعدات اللاسلكية، سبقت شركة «الكاتل لو سنت»، لتصبح ثاني أكبر مورد تركيبات الإنترنت في عام 2012 بعد شركة «سيسكو سيستمز». كما تسعى «هواوي» أيضاً لتسهم بدور أكبر في مد كابلات الألياف البصرية البحرية التي تربط أطراف شبكة الإنترنت معاً. ويحظى نمو «هواوي» واسع النطاق باهتمام آخر في ضوء تقارير صدرت مؤخراً تفيد بأن الحكومة الأميركية تتجسس على نظم حواسب «هواوي» في محاولة لاكتشاف كيفية اختراق معداتها الشبكية. تلك التقارير تزيد الأمر صعوبة على الخيارات المتاحة أمام المشترين المحتملين. ذلك أن شركات الاتصالات في وضع حرج بين عدد محدود من الموردين الجيدين وبين مخاطر مخاوف الأمن القومي بالولايات المتحدة وأستراليا ومناطق أخرى على نحو قد يفقدها أعمالها لو أنها أساءت اختيار مصدر معداتها. كما أن نمو «هواوي» يمثل إشكالية لمسؤولي الأمن القومي القلقين من القرصنة على الحوسبة الصينية، ولكنهم يفتقدون النفوذ على كثير من شبكة الإنترنت الآخذة في الانتشار. وأبعدت المخاوف الأمنية «هواوي» عن مشاريع إنترنت في أستراليا وكوريا الجنوبية وتحت مياه المحيط الأطلسي. ولكن الشركة، التي أنكرت دائماً أنها تشكل مخاطر، لا تزال تجد العديد من العملاء لكابلاتها المتينة المصنعة من الألياف البصرية، في أوروبا وأميركا اللاتينية، وكذلك لأجهزة توجيه الإنترنت (راوتر) في أفريقيا ولخطوط كابلاتها الغاطسة في البرتغال والفلبين. وقال برايان مارشال محلل تكنولوجيا المعلومات في مؤسسة «آي إس آي» لبحوث الاستثمار، في إشارة إلى «هواوي»: «في نهاية المطاف هذه الشركة آخذة في النمو». ويميز النمو «هواوي» عن منافسين، مثل «سيسكو» المستحوذة على ربع السوق تقريباً في مجال جميع معدات الشبكات الرئيسية، وإن كانت حصتها السوقية في مجال الإنترنت ثبتت في السنوات الثلاث الماضية، حسب ديل أورو. ويبرز مشروع مشترك يسمى «هواوي مارين نتووركس» طموح «هواوي» نحو تعظيم دورها في مجال بناء شبكة الإنترنت وما يواجه الشبكة من عراقيل. وكانت الشركة قد أطلقت هذا المشروع بالاشتراك مع شركة تركيبات بحرية بريطانية تسمى «جلوبال مارين سيستمز» في عام 2008 باستخدام معدات «هواوي» وأسطول سفن جلوبال مارين في مد كابلات غاطسة جديدة. ومنذ تأسيسها فازت «هواوي مارين» بأكثر من عشرة مشاريع صغيرة حول العالم وشغلت مئات الموظفين وحققت أرباحاً من عملياتها. وقام هذا المشروع المشترك مؤخراً بإتمام تركيب كابل صغير يربط جزراً قبالة ساحل البرتغال، فيما يجري التخطيط لخط آخر في أفريقيا الوسطى. وفي يوليو الماضي، انتهى المشروع المشترك من تطوير قطاعين من الكابلات الغاطسة في الفلبين. وقال رئيس تنفيذي «هواوي مارين»، نيجل بايليف: «نتطلّع إلى أن نكون أحد الثلاثة الكبار في هذه الصناعة». وأشار إلى أن الشركة عكفت بكل نشاط على تعقب والفوز بمشاريع على نحو فاق العديد من المنافسين، وأضاف: «كنا ندأب على العمل فيما كان غيرنا عاطلاً». غير أنه لا يزال أمام «هواوي» طريق طويل. ذلك أن «هواوي مارين» لم تنجز سوى واحد فقط من المشاريع طويلة المسافة، وهي لا تشكل سوى نسبة صغيرة من إجمالي الإنفاق على كابلات من ذلك القبيل منذ إنشائها، حسب مؤسسة بحوث السوق تيليجيوجرافي. ويذكر أن الإنفاق على تلك الكابلات تراجع تراجعاً حاداً، حيث تنفق شركات الاتصالات أقل من ملياري دولار سنوياً على كابلات غاطسة جديدة، بانخفاض من ذروة بلغت حوالي 14 مليار دولار في عام 2001، حسب بحوث تيليجيوجرافي. وكثيراً ما تنبع ميزة «هواوي» من معدات تعرضها بأسعار تقل كثيراً عن أسعار منافسيها. وحين كان بجارني ثورفار دارسن رئيس تنفيذي «هايبرنيا نتووركس» يحسب أسعار المعدات لتطوير كابلات غاطسة بالمحيط الأطلسي في عام 2006، تبين له أن سعر معدات ليزر «هواوي» يبلغ ثلث سعر أقرب منافسيها. لكن هناك جانبا سلبيا ينبع من مخاوف أمنية، ذلك أن تحقيقاً أجراه الكونجرس الأميركي عام 2012 ذهب إلى أن «هواوي»، تشكل مخاطر أمنية على الولايات المتحدة بسبب أن معدات الاتصالات التي تنتجها يمكن استخدامها في التجسس على الأميركيين، وهي اتهامات أنكرتها «هواوي» تكراراً. وأصاب ذلك شركات الاتصالات والكابلات الأميركية بالذعر وأبعدها عن استخدام منتجات «هواوي». وقام المتحدث باسم «هواوي» بيل بلامر، بتفنيد دقّة تقرير الكونجرس الأميركي. وفي أواخر مارس الماضي، كشفت مجلة دير شبيجل الأسبوعية الألمانية وصحيفة نيويورك تايمز، أن وكالة الأمن القومي الأميركية تجسست على «هواوي» في أوائل عام 2009، وعرضت مستندات مسربة من قبل ادوارد سنودن مقاول الوكالة السابق. وأدان بلامر عملية التجسس المزعومة وناشد صناعة الاتصالات بالتعاون معاً للنهوض بحماية اتصالات الشركات. واتخذت «هواوي» خطوات للتخفيف من المخاوف الأمنية، حيث اقترحت منذ سنوات قليلة إتاحة المجال لمدققين فحص معداتها والكشف عن طريقة عملها. ومع ذلك، قامت شركة تطوير كابلات غاطسة باستبعاد معدات «هواوي» من مد كابل اتصالات جديد في بنما. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أوشن نتووركس» سكوت شويرتفاجر: «بالنسبة لنا كان قرار الاستبعاد بديهياً»، وذكر أنه ما كان للشركة أن تحظى بعملاء أميركيين كبار عازمين على شراء نطاق تردد على الكابل الجديد بسبب المخاوف الأمنية. وكانت «هايبرنيا» قد وافقت على استخدام معدات «هواوي» في كابل جديد تكلفته 250 مليون دولار يربط أميركا بالمملكة المتحدة، ولا يوجد لدى عملائها المتوقعين الذين يشملون شركات مالية، أية مشاكل مع ذلك الاختيار، حسب ثور فاردارسن رئيس تنفيذي الشركة. ولكن عقب تقرير الكونجرس عام 2012 الخاص بالشركة، قالت «هايبرنيا» إن بعض عملائها من شركات الاتصالات بدأ ينسحب، بسبب خشية فقدانها أعمال الحكومة الفيدرالية لو أن حركة بياناتها سارت عبر معدات «هواوي». وقال ثور فاردارسن: «اتضح لنا أن تلك السوق محفوفة بالمخاطر». وتحولت «هايبرنيا» في نهاية المطاف إلى مقاول أميركي ليتأخر المشروع سنتين اثنتين عن برنامجه المخطط. (نقلاً عن وول ستريت جورنال)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©