شكا عدد من أهالي أم القيوين من انبعاث الدخان الكثيف جراء احتراق مكب النفايات القريب من منطقة السلمة، محملين مسؤولية تواجد المكب بالقرب من المناطق السكنية لبلدية أم القيوين إضافة الى عدم أخذها إجراء لإزالة أو نقل المكب إلى منطقة أخرى.
ووصف بعض الأهالي الدخان المنبعث بأنه كثيف وسام، وقد يسبب اختناقات لسكان منطقة السلمة، نظراً لقربهم من مكب النفايات، وكثرة المخلفات والنفايات الملوثة المنتشرة فيه ستضر بالبيئة. وطالب الأهالي الجهات المعنية بسرعة إزالة أو نقل المكب من قرب المناطق السكنية، خوفاً على صحتهم وصحة أبنائهم الذين يستنشقون الهواء الملوث. وقال أحمد بن حضيبة من قاطني أم القيوين، إن منزله قريب من مكب النفايات، وعندما يتغير اتجاه الرياح نحوه، تتسبب في عدم قدرته وأهله باستنشاق الهواء الطبيعي، نظراً لتلوثه بالدخان. وأشار إلى أن وجود المكب بالقرب من منطقة سكنية يعتبر أمرا خطيرا على سكان المنطقة، لما قد يسببه الدخان الكثيف من أمراض وتلوث للبيئة، مضيفا أن الدخان بدأ يدخل عن طريق وحدات التكييف الموجودة في المنزل، ويتسبب في استنشاق الأطفال هواء ملوثا. وشكا سيف احمد، من قاطني منطقة السلمة، من تجاهل البلدية مطالبهم بإزالة المكب ونقله إلى مكان يبعد عن المناطق السكنية، لافتاً إلى أن احتراق المكب يتسبب في تجمع الدخان الكثيف في السماء ويلوث الجو. وقال إن الدخان المنبعث والملوث من جراء النفايات والمخلفات المحترقة في المكب سيقتل الأحياء الطبيعية مثل الأشجار والأعشاب، وبالتالي ستصبح المنطقة ملوثة. وطالب عبدالله سلطان، من سكان أم القيوين، الجهات المعنية والبلدية التحقيق في قضية مكب النفايات، لمعرفة الأسباب التي أدت إلى احتراق النفايات والمخلفات في المكب، لافتاً إلى إن هناك أشخاصا يقومون بحرق المكب لاستخراج المواد الصلبة من أجل بيعه في سوق السكراب. وقال إن وجود مكب النفايات بالقرب من منطقة سكنية يضر بصحة الأهالي، ويلوث البيئة، مشيراً إلى أن تجاهل المسؤولين لمخاطر المكب يفاقم من انتشار الأمراض والعدوى.
رد البلدية
وأكد الدكتور مصبح راشد حميد مدير عام بلدية أم القيوين أن البلدية بالتعاون مع فرق الدفاع المدني قامت بإطفاء الحريق والذي تم السيطرة عليه خلال يوم كامل، بعد أن قامت الآلات الثقيلة بردم الأماكن المحترقة، وتقسيم المكب إلى أقسام لتسهيل عملية الإطفاء. وقال إن البلدية تبذل جهداً في الحد من اشتعال النيران في المكب، رغم الإمكانيات المتوافرة لديها، لافتاً إلى أن البلدية قامت بتقسيم النفايات إلى أجزاء متقطعة لكي يسهل الوصول إلى المكان المحترق وإطفائه في أسرع وقت، ومنعه من الانتشار إلى الأجزاء الأخرى. وأشار الدكتور مصبح إلى أن البلدية تواجه مشكلة نقص الإمكانيات التي تحد من تطوير البنية التحتية لتدوير النفايات، مشيراً إلى أن المكب الجديد والذي أعلنت عنه البلدية مسبقاً جاهز وينتظر توصيل التيار الكهربائي اليه. وأضاف أن البلدية عرضت مشروع تطوير واستثمار المكب الجديد على الشركات، ولكن معظم الشركات انسحبت بسبب الأزمة المالية، لافتاً إلى أن البلدية في انتظار رد باقي الشركات للتعاقد معها. وقال مصبح إن الإمكانيات المتوافرة حالياً لدى البلدية تصعب تغطية جميع احتياجات الإمارة، لافتاً إلى أن البلدية طلبت من وزارة الأشغال أن تساهم في حل مشكلة المكب الجديد، وتوفير الدعم له. وذكر مدير عام بلدية أم القيوين أن المكب الحالي يعتبر قديما ومساحته كبيرة، وتكثر فيه مواد سريعة الاشتعال، لهذا يصعب السيطرة عليه بالإمكانيات القليلة المتوافرة لدى البلدية، وبالتالي فإن البلدية تقوم بردم النفايات وتفريقها تجنباً لحدوث اشتعال.
الدفاع المدني
وأكد العقيد عبدالله سعيد السويدي مدير عام دفاع المدني بأم القيوين، أن النيران التي تندلع في مكب النفايات يصعب السيطرة عليها لأنها في مناطق مكشوفة، لافتاً إلى أن البلدية وفرت الآلات الثقيلة لتساعد على فصل النفايات عن بعضها، وتسهل عملية الإخماد. وأوضح السويدي أن إدارة الدفاع المدني بأم القيوين استعانت بفرق إطفاء من عجمان والشارقة لتغطية احتياجات الحريق من مياه ومواد تساعد على إطفائها الحريق. وأشار إلى أن الحرائق التي تندلع في مكب النفايات قد تحدث بفعل فاعل أو اشتعال ذاتي نتيجة لتفاعلات كيماوية لوجود بعض المواد الصلبة سريعة الاشتعال، أو نتيجة لإهمال بعض العمال وسائقي شاحنات النفايات وذلك برمي السجائر وهي مشتعلة مما يؤدي إلى الحريق الذي يصعب التعامل معه خاصة عندما يكون الهواء شديداً. وقال السويدي إن جهود الدفاع المدني متواصلة لتجنب حدوث حريق في المكب بعد السيطرة عليه مؤخراً، وذلك عن طريق دفن النيران وفصلها عن بعضها البعض. وذكر إن الحل الدائم للقضاء على اشتعال النيران في المكب، هو إزالته أو نقله إلى مكان أفضل يتوفر فيه إمكانيات السلامة والأمن
عدد اليوم
