الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«نوفاتك» الروسية تدخل حلبة المنافسة مع «جازبروم» في إنتاج الغاز الطبيعي المسال

«نوفاتك» الروسية تدخل حلبة المنافسة مع «جازبروم» في إنتاج الغاز الطبيعي المسال
4 ابريل 2014 22:57
في وسط مساحات التندرة الموحشة بشبه جزيرة يا مال في روسيا استعرض فياتشيسلاف شافرين بكل فخر حقول النفط والغاز التي جعلت من شركة «نوفاتك» أكبر منتج غاز مستقل في روسيا. وقال شافرين مدير حقول «نوفاتك» في منطقة تاركوسيل: «في عام 1994، حين بدأت الشركة العمل هنا لم تكن العمليات متقدمة فنياً، ولم يكن هناك أي بنى أساسية تذكر». ثم أضاف: «اليوم لدينا معدات مستوردة عالية التقنية، ونضخ مليون متر مكعب من الغاز يومياً». في التسعة عشر عاماً الماضية، تحوَّلت «نوفاتك» من شركة نفط وغاز ناشئة صغيرة إلى منافس حقيقي للعملاقة الوطنية «جازبروم» بفضل الكفاءة العالية والعائدات الكبرى وواحد من المساهمين الأقوياء. والآن تأتي المرحلة التالية من تطويرها، ففي أواخر عام 2013 أقر فلاديمير بوتن قانوناً بتعديلات جديدة لكسر احتكار «جازبروم» تصدير الغاز، وإتاحة المجال لشركة «نوفاتك» وشركة «روزنفت» لانطلاق مشاريعهما القائمة في مجال الغاز الطبيعي المسال والبدء في بيعه خارج روسيا. ومنذ عام 2007، دأبت «نوفاتك» على بناء أولى محطاتها للغاز الطبيعي المسال في الركن الجنوبي الشرقي من شبه جزيرة يا مال، بالتعاون مع شركة توتال الفرنسية التي تمتلك حصة 20% في المشروع. وفي يناير الماضي، استحوذت الشركة الصينية الوطنية للبترول «سي إن بي سي» على حصّة 20% من المشروع. ويشمل المشروع، البالغة تكاليفه 27 مليار دولار، أكثر من 200 بئر ومحطّات معالجة وتسييل الغاز، بالإضافة إلى أكثر من عشرة من أحدث ناقلات الغاز الكاسحة للجليد، تقول الشركة إنها قادرة على الإبحار وسط الثلج طوال العام. وستبلغ طاقة إنتاج المحطّة السنوية، التي من المخطط أن تسلم أولى شحناتها من الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2017، حوالي 16.5 مليون طن سنوياً، تم التعاقد بالفعل على 70% منها. وفي ديسمبر الماضي، كشفت وثائق صادرة من الحكومة الروسية عن خطط «نوفاتك» الرامية إلى بناء محطّة غاز طبيعي مسال ثانية في شبه جزيرة جايدان القريبة من شبه جزيرة يا مال، ينتظر أن تضاعف إجمالي إنتاج الشركة من الغاز الطبيعي المسال فيما بين 2020 وعام 2025. ويأتي توسيع «نوفاتك» وسط توجه الكرملين إلى مضاعفة حصّة روسيا في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية إلى عشرة في المئة بحلول عام 2020. وبحلول ذلك العام، من المرجح أن تكون نسبة 15% من استهلاك الغاز العالمي في صورة غاز طبيعي مسال، حسب توقعات مؤسسة رينسانس كابيتال للبحوث. ورغم أن روسيا تعتبر من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم لسنين، إلا أنها تأتي في مركز متأخر في مجال الغاز الطبيعي المسال. واليوم ليس لدى روسيا سوى محطّة غاز طبيعي مسال واحدة، هي محطّة «سخالين 2» التابعة لشركتي «جازبروم» و«رويال دتش شل»، والتي بدأ تشغيلها في أقصى شرقي روسيا عام 2009. ولدى «جازبروم» حالياً خطط لمحطة غاز طبيعي مسال ثانية في منطقة فلاديفوستوك ستبلغ طاقة إنتاجها ما يصل إلى 15 مليون طن سنوياً. كما تعكف شركة «روزنفت» على بناء محطّة طاقتها الإنتاجية بطاقة 5 ملايين طن سنوياً في سخالين. غير أن كلا المشروعين لن يكونا جاهزين حتى عام 2018. وقال فلاديمير ميلوف نائب وزير الطاقة في الحكومة الروسية في بدايات القرن الحادي والعشرين والآن أحد أعضاء المعارضة ضد الحكومة: «من عشر سنوات مضت، لم تكن «جازبروم» معنية بالغاز الطبيعي المسال بشكل جدي. وكانت جهودها منصبَّة في المقام الأول على بناء خطوط أنابيب جديدة». وأضاف: «والآن تعتبر روسيا متأخرة عن غيرها من منتجي الغاز الطبيعي المسال مثل دولة قطر». وعلى العكس، أبدت «نوفاتك» اهتماماً واضحاً بالغاز الطبيعي المسال في وقت مبكر، وراحت تستثمر في مشروع يا مال للغاز الطبيعي المسال حتى قبل أن يتضح أن الحكومة تعتزم بشكل جازم تحرير السوق. وفي السنوات الست الفائتة، تضاعف إنتاج «نوفاتك» السنوي من الغاز الطبيعي. وتشكل الشركة حالياً 10% من إنتاج غاز روسيا الطبيعي و19% من صادرات الغاز الطبيعي للسوق المحلية، وهو ما يعتبر إنجازاً عظيماً، مع الأخذ في عين الاعتبار مزايا شركة «جازبروم» الوطنية. وفي عام 2008، تم الكشف صراحة أن جنادي تيمتشينكو، القطب الرأسمالي المرتبط بعلاقات مع الرئيس فلاديمير بوتن، من أكبر مساهمي شركة «نوفاتك». ورغم أن «نوفاتك» ربما قد جازفت باحتمال وقوعها هدفاً لاستحواذ غير منصف من قبل الحكومة الروسية، إلا أنّ إدارة الشركة توصلت إلى «حل ذكي» يتمثّل في وجود تيمتشينكو كمساهم كبير، حسب رأي المعارض ميلوف، الذي قال: «وجدت الشركة مظلة حماية سياسية أنقذت استقلاليتها وأتاحت لها الصعود كمنافس قوي». وفي الوقت الذي نجحت فيه «نوفاتك» في اكتساب مزايا على حساب «جازبروم»، وجدت نفسها مؤخراً في منافسة شديدة مع شركة روزنفت الوطنية، التي أقدمت على خطوة جديدة للتنويع من النفط إلى الغاز، منذ أن عاد إلى الشركة عام 2012 إيجور ستشين نائب رئيس الوزراء السابق وحليف بوتن. وعقب عودة ستشين بفترة وجيزة، فازت «روزنفت» بعقد حجمه عدة مليارات الدولارات لتوريد الغاز إلى شركة كهرباء «إنتر آر إيه أو» الوطنية التابعة للحكومة الروسية، لتقصي «نوفاتك» التي كانت قد وردت عقد «إنتر آر إيه أو» السابق. وتوقّع ميلوف أن دخول «روزنفت» إلى سوق الغاز الطبيعي المسال سيجعل منافسة هذا القطاع تجري بين ثلاثة فاعلين كبار. وقال: «الآن لدينا ثلاثة مراكز نفوذ كل واحد منها مرتبط بأشخاص في السلطة». (نقلاً عن فاينانشيال تايمز)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©