الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جامع الشيخ زايد الكبير منارة للتسامح والتعايش

جامع الشيخ زايد الكبير منارة للتسامح والتعايش
25 مارس 2012
أكدت شهادات ملوك ورؤساء لدول العالم تميز مكانة جامع الشيخ زايد الكبير، ووصفته بعضها بصرح معماري اقترب تصميمه من الإعجاز، ناهيك عن أنه مركز إسلامي يتميز بالقدرة على التأثير في القلب وإثارة مشاعر الدهشة والإعجاب في نفوس زائريه، بطريقة تقود دائماً إلى حالة من السكينة والصفاء وتدعو إلى التأمل. ونبهت تلك الشهادات التي سجلها الملوك والرؤساء في سجل الزوار بالجامع، إلى أن هذا الصرح الكبير نجح في استخلاص روح الجمال المسافر عبر حقب زمنية وحضارات وعصور مختلفة، فبدا كأنه خلاصتها المعاصرة. كشفت انطباعات الزوار، سواء كانوا شخصيات رسمية أو خبراء مثقفين أو زائرين بسطاء، عن أن فكرة جامع الشيخ زايد الكبير استوقفتهم جميعاً وأسرهم جماله، وحلّقت عيونهم سائحة في رحابة قبابه وجمال مآذنه وبهاء إضاءته. إلى ذلك يستقبل جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي مئات الآلاف من الزوار شهرياً من ثقافات مختلفة، ممن يحملون معهم انطباعاتهم الخاصة بعد الاطلاع على ما يمثله الجامع من روح متسامحة وما يقدمه من رموز معمارية توحد الكثير من الحضارات والثقافات، فقد زار الجامع خلال عام 2011، نحو 3 ملايين زائر. كما زار الجامع خلال العامين الماضيين العديد من الشخصيات المهمة والرسمية من مختلف دول العالم، ومن أبرز تلك الزيارات، زيارة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة وزوجها الأمير فيليب وابنهما الأمير أندرو في نوفمبر من عام 2010، حيث أشارت خلال زيارتها إلى أهمية صرح جامع الشيخ زايد الكبير كمنارة للتعايش والتسامح، وهي أول زعيم ديني يقوم بزيارة للجامع الكبير، وذلك بوصفها رئيسة للكنيسة الانجليكانية، مؤكدة الحرص الذي تبديه الإمارات وبريطانيا على أن تكونا من محاور التعايش الديني. وأبدت الملكة خلال الزيارة إعجابها بما شاهدته من معالم الهندسة المعمارية في الجامع، التي تميزت بالخطوط العربية وجمال التوريق والتصميم الإسلامي. التسامح وقبول الآخر وزار جامع الشيخ زايد الكبير في الحادي عشر من نوفمبر 2011 وفد أردني ضم الملكة نور الحسين، والأمير حمزة بن الحسين، وأشادت الملكة نور الحسين بجامع الشيخ زايد الكبير وبتصميمه المعماري الذي وصفته بالرائع، مشيرة إلى أنه معلم بارز يعبر عن القيم التي رسخها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والتي يأتي على رأسها، التسامح وقبول الآخر. كما استقبل جامع الشيخ زايد الكبير بول كاجامي رئيس جمهورية روندا في 13 نوفمبر 2011 والرئيس كريستيان فولف الرئيس السابق لجمهورية ألمانيا الاتحادية في الثاني عشر من ديسمبر الماضي، وكتب كريستيان فولف كلمة في دفتر كبار الزوار، جاء فيها «أهنئكم بهذه المعجزة المعمارية وأتمنى للمؤمنين التقوى والعمر المديد». وزارت الجامع في التاسع من يناير الماضي، الملكة بياتريكس ويلهيلمينا آرمجارد ملكة هولندا، ورافقها خلال الزيارة الأمير ويليم ألكسندر ولي العهد وزوجته الأميرة ماكسيما، وقامت ملكة هولندا في مستهل زيارتها للجامع، بزيارة مكتبة مركز الجامع، وأعربت عن سعادتها بزيارة هذا الصرح الديني الكبير، مشيدة بجماليات العمارة الإسلامية التي تعبر عن التسامح الذي يميز سياسة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والتي تجسد روح المحبة والإخاء التي يجب أن تسود بين الثقافات كافة. وفي يناير الماضي أيضاً، زارت عاطفة يحيى آغا رئيسة جمهورية كوسوفو، الجامع وذلك على هامش زيارتها للدولة، كما زار الرئيس التركي عبدالله جول، في 30 يناير الماضي، الجامع، ورافق جول خلال الزيارة قرينته خير النساء، وعبر جول عن إعجابه بجماليات العمارة الإسلامية الــتي تتجلى بوضوح على جدران الجامع وأعمدته، لافتاً إلى أن جامع الشيخ زايد الكبير يُعد معلماً بارزاً في أبوظبي والإمارات ويؤكد عظمة العمارة الإسلامية وروعتها. جماليات معمارية ومن بين الشخصيات المهمة التي زارت الجامع في الآونة الأخيرة، بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، الذي زار الجامع في السابع عشر من يناير الماضي، وذلك على هامش زيارته للدولة في ذلك الوقت. وقال الأمين العام للأمم المتحدة خلال الزيارة إن الجامع يتصف بجماليات معمارية تقود نحو التاريخ ونحو شموخ الجمال ونحو عصور خلت لحضارات وثقافات ممتدة ضاربة بجذورها في عمق الأرض، خاصة في الجانب المتصل بفنون العمارة والزخرفة. وأكد أن أبوظبي أصبحت بهذا الصرح المعماري الكبير مركز إشعاع ثقافي وعمراني وحضاري في المنطقة وعلى مستوى العالم، مشيراً إلى أن جامع الشيخ زايد الكبير يعتبر صرحاً إسلامياً بارزاً ونموذجاً للإبداع المعماري والهندسي، وكذلك إنجازاً وطنياً عظيماً وأثراً كبيراً يحق للإمارات أن تفخر به، كما يمثل أيضاً إنجازاً عالمياً وإضافة عظيمة إلى فنون العمارة العالمية. حضور ثقافي إلى ذلك، قال يوسف العبيدلي مدير مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي إن التزايد المستمر في عدد الزوار، يؤكد المكانة المتميّزة التي يمثّلها الجامع على خريطة السياحة الثقافية في الإمارات والمنطقة، باعتباره نموذجاً للإبداع المعماري والهندسي، الذي يجسد جماليات العمارة الإسلامية وخصوصيتها في أبوظبي، وكواحد من أهم الوجهات الحضارية ذات الطابع الديني في العالم. وأضاف: استطاع مركز جامع الشيخ زايد الكبير كمنارة فكرية وثقافية، أن يؤسس لحضور فكري وثقافي مميز خلال الفترة القصيرة التي أعقبت انطلاقه، وأن يقوم بدور كبير في تعزيز قيم التسامح والإخاء بين الثقافات من خلال أنشطته المختلفة لتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة، وذلك في إطار الدور الرائد الذي تضطلع به دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في ترسيخ قيم التعايش بين الأديان والتمسك بثوابت الدين الإسلامي الحنيف لنشر السلام والأمن في أرجاء المنطقة والعالم. وأشار إلى أن المركز نقطة تلاق لمثل هذا الحوار بما يمثله من بيئة فكرية وثقافية متفتحة، يمكن أن توفر المساحة المناسبة لطرح القضايا والموضوعات التي تشغل عالم اليوم، كما أنه تجسيد لرؤى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في التسامح وقبول الآخر. دور حضاري وتابع العبيدلي: تلعب مكتبة المركز من خلال ما تتضمنه من كتب وموسوعات حول الحضارة والعمارة الإسلامية دوراً بارزاً في توضيح العلاقة بين الشرق والغرب منذ ما يزيد على ألف عام، الأمر الذي سيسهم في تحسين العلاقة مع الآخر والتعايش معه في سلام. وأوضح مدير مركز جامع الشيخ زايد الكبير أن مركز جامع الشيخ زايد الكبير يبذل قصارى جهده لرصد التراث العربي والإسلامي والإسهام في إحيائه ونشره بما يتلاءم ومتطلبات اللحظة الحاضرة، وكذلك للإسهام في خدمة المجتمع وتنميته على المستوى الثقافي، من خلال إقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمعارض والاحتفال بالمناسبات الدينيّة والوطنيّة والاجتماعيّة، ودعم حركة البحث العلمي تأليفاً وترجمة ونشراً، مشيراً إلى سعي المركز من خلال ما يقدمه من أنشطة متنوعة وبرامج تعليمية وتثقيفية لزوار الجامع، وما تقدمه مكتبة المركز من خدمات لروادها، إلى جعل جامع الشيخ زايد الكبير مركزاً للتعلم والاكتشاف، علاوة على وظيفته الأساسية بوصفه مركزاً للعبادة وإقامة الصلوات، الأمر الذي يمكن من السير على طريق استعادة الدور الحضاري للمسجد، كما كانت في العصور الإسلامية الزاهرة. الرعاية والدعم وأشاد يوسف العبيدلي بالرعاية التي يحظى بها مركز جامع الشيخ زايد الكبير من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والاهتمام والمتابعة من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. كما أشاد بتوجيهات معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير، التي تسهم في تحقيق المركز لأهدافه وإتمام رسالته التي أنشئ من أجلها بوصفه مركزاً يحتضن الروح العلمية والفكرية، ويشجّع على البحث المتنوّر الهادف، ويعزّز روح التلاقي والمحبة والتسامح. موقع للمعرفة والاستكشاف يعد جامع الشيخ زايد الكبير واحداً من أكثر المباني استقطاباً للزائرين في دولة الإمارات، وتم تأسيس مركز جامع الشيخ زايد الكبير عام 2008 للإشراف على إدارة المبنى وتشغيله اليومي، باعتباره ليس مكاناً للصلاة وخطبة الجمعة فحسب، بل موقعاً للمعرفة والتعلم والاستكشاف من خلال برامج التعليم واستقبال الزائرين الخاصة بالجامع كذلك. وتبقى أبواب الجامع مشرعة أمام الجميع تدعوهم للزيارة وتقدير أبهة العمارة والتجوال فيه بصحبة المرشدين الثقافيين، أو مجرد الزيارة للاستمتاع بالهدوء وروعة الفن. درة تزدان بها أبوظبي يقع جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، ويعد هذا المبنى المهيب، وهو تحفة فنية رائعة، واحداً من أبرز الكنوز المعمارية للمجتمع الإماراتي المعاصر، بل واحداً من أجمل المباني في العالم. ويمكن القول إن تصميم الجامع وتشييده، وحد العالم، من خلال حرفيين واستخدام مواد إنشائية من داخل الدولة، ودول أخرى منها إيطاليا وألمانيا والمغرب والهند وتركيا وإيران والصين والمملكة المتحدة ونيوزيلندا واليونان. وشارك في تشييد الجامع أكثر من 3 آلاف عامل و38 شركة إنشاء معروفة، وتم اختيار المواد الطبيعية في تشييده لما تمتلكه هذه المواد من مطاوعة في التصميم والتشييد وخصائص عالية النوعية ومعمرة مثل الرخام والحجر والذهب والأحجار الكريمة والكريستال والسيراميك. وبدأت الاستعدادات لبناء الجامع أواخر عقد الثمانينات من القرن الماضي وتمعن القيمون والمعماريون في اختيار موقعه وتصميمه على مدى العقد التالي ليتم الشروع بتشييده في 5 نوفمبر 1996، وتبلغ السعة القصوى للجامع حوالي 41 ألف مصل ويتوزع البناء على مساحة تبلغ 22,4 ألف متر مربع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©