الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صناعة القرار (2)

25 مارس 2012
تحدثنا في العدد الماضي عن صناعة القرار، وأنه يعد من المواضيع الصعبة عند الإنسان لما يبنى عليه من عواقب، وأننا في كل يوم نتخذ قرارات بسيطة ومعقدة لها علاقة بطبيعة العمل، وربما تكون عاطفية أو مادية، وغيرها. وكل منا يتمنى أن تكون جميع قراراته صائبة وصحيحة، ليس فيها ظلم لنفسه أو لغيره، وليس فيها ضرر لأحد، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا ضرر ولا ضرار). واليوم نتحدث عن أهم الأسباب التي تجعل الإنسان يخشى اتخاذ قراراته في كثير من أمور حياته، ومن هذه الأسباب ما يلي: (1) الخسائر المادية التي قد يتكبدها وهي نوعان، إما فعلية كأن يدفعها حقيقة، وإما ربحية متوقعة سيكسبها في المستقبل. وهناك حالات كثيرة حول هذا الأمر، كما هو الحال في عملية بيع وشراء الأسهم، والعقارات، وفي حالة الانسحاب من مناقصة مشروع ما لأسباب معينة غير مجبرة عرضته لتطبيق البند الجزائي عليه، وفي حالة خوض الغمار في تجارة معينة والخروج منها بخسارة، وغيرها من الحالات. (2) الخسائر المعنوية، منها السمعة، والعلاقات، والمكانة الاجتماعية والاقتصادية، وغيرها. فأحدهم تكبد خسائر مادية كبيرة في قضية خاصة عندما كان في أميركا فنصحه المحامي بأن يعلن إفلاسه لكي يسقط عنه جزء من الخسائر أو يُعفَى منها فرفض أن تُمس سمعته بإشهار إفلاسه وتقبل دفع الخسائر كاملة، وهذا قرار يحتاج لدراسة وحكمة. (3) ضياع الفرصة، وهذه في حالة الوظائف والمناصب والدراسة والتجارة والأسهم والعقارات وغيرها. وكما يقال: «الفرصة تأتي مرة واحدة، فإن لم تغتنمها ذهبت، ولم تعد».(4) الشعور بالندم والحسرة والضيق الشديد، كحالات ضياع الفرص، وهي كثيرة خاصة في مجال التجارة لأن نتائجها كبيرة وتظهر بسرعة خاصة في وقتنا الحالي. وهناك حالة خاصة بالفتيات عندما يفوت عليهن قطار الشباب دون زواج لأسباب معينة – لدى بعض الفتيات- منها عدم الرغبة في تحمل المسؤولية في سنٍّ مبكرة، وعدم الاقتناع بمن تقدم لخطبتها، وكثرة الشروط التي وضعتها، وغيرها. والألم نفسه يصيب بعض أولياء الأمور ممن كانوا سبباً في عنوسة بناتهم لأسباب معينة كانوا يرونها مهمة بالنسبة لهم. وهناك من الفتيان ممن لم يكملوا تعليمهم فمضت بهم السنون إلى أن جاء الوقت الذي عضوا على أصابهم ندماً، عندما وجدوا أنفسهم دون أقرانهم علماً ومكانة. فأحدهم قال لي: «والله ندمت على ترك الدراسة منذ سنين، ولقد عزمت على إكمال دراستي هذه السنة، وسأستمر إن شاء الله حتى حصولي على الشهادة الجامعية». كم سمعنا كلمة «ليتني قبلت بكذا»، و»ما الذي منعني من فعل كذا»، و»أنا أشك أنني كنت واعية عندما رفضت فلاناً»، و»كيف لم ينصحني أحد عندما قررت عمل كذا!» وغيرها من العبارات الدالة على الشعور بالندم والحسرة. عزيزي القارئ لكيلا تقع في مثل هذه الحالات بسبب قرار غير سليم، فكر وادرس الأمور، واستشر أهل الخبرة والدراية، وخذ وقتك واستخير، وبعدها توكل على الله بقلب مطمئن. جعل الله القرار السليم حليفك دائماً. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©