الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«باركليز» و«نومورا» يعززان مركزيهما على قائمة المصارف العالمية

«باركليز» و«نومورا» يعززان مركزيهما على قائمة المصارف العالمية
13 سبتمبر 2009 00:13
بالنسبة لباركليز ونومورا كان انهيار ليمان براذرز فرصة العمر .. فرصة لاحتلال مقعد على الطاولة الرئيسية للقطاع المصرفي مع انهيار عمالقة وول ستريت. وبعد عام من عمليات الاستحواذ التي جرت بسرعة كبيرة يشعر باركليز البريطاني بالثقة في أنه يمضي قدما صوب تحقيق طموحاته بعدما حصل على موطئ قدم في أسواق الأسهم والدمج والاستحواذ الأميركية وقد عزز ليمان أرباح باركليز بالفعل. في المقابل مازالت نومورا اليابانية - وهي شركة وساطة تتبنى نهجا متحفظا قدمت عرضا منفصلا لشراء ليمان في إطار مساعيها للتحول إلى بنك استثمار عالمي - تواجه معوقات بسبب ضعف وزنها في الولايات المتحدة وتقول مصادر مطلعة إن اختلاف ثقافة العمل يمثل عبئا على الشركة. وقال جيري ديل ميسيير رئيس باركليز كابيتال لرويترز «أدركنا أننا بصدد عبور خط وأننا لن نكون قادرين أبدا على العودة إلى الوراء» متحدثا عن مفاوضات محمومة بينما كان المسؤولون السابقون يجمعون متعلقاتهم في ظل تغطية واسعة من جانب وسائل الإعلام. كانت السرعة عاملا حاسما لكل من البنكين وخصوصا من أجل الاحتفاظ بالكفاءات والاتصالات مع العملاء في الأعمال التي قاما بشرائها. وبعدما فشل في شراء ليمان بالكامل استحوذ باركليز بعد ذلك بأيام على أنشطة الوساطة والتداول الأساسية للبنك في الولايات المتحدة والتي كانت تحت حماية الفصل الحادي عشر من قانون الافلاس. ثم اشترت نومورا أنشطة ليمان الأوروبية والآسيوية في الأسبوع التالي. وبعد أسبوع من الاستحواذ الذي قام به باركليز في خضم أسوأ اضطرابات بالسوق منذ عقود عين البنك إدارته العليا. بينما أكمل نومورا دمج الهيكل الجديد في غضون 70 يوما وهي مدة أقل بكثير من هدف المئة يوم الذي حدده لذلك. وقال ديل ميسيير في مقابلة «أردنا أن نبعث برسالة قوية إلى السوق مفادها أننا سنعيد أنشطة ليمان إلى العمل .. كان لدينا عملاء نهتم بهم .. كنا بحاجة إلى إدارة المراكز المحفوفة بالمخاطر لدينا .. وكانت الأجواء شديدة الاضطراب». وامتنعت نومورا عن الادلاء بتصريحات لهذا التحقيق. بنك شامل وسمحت أنشطة ليمان براذرز الأساسية لباركليز بالتحول من مجرد بنك للإقراض يحظى بالاحترام إلى بنك استثمار شامل حيث أضاف إلى أنشطته أعمال ترتيب إصدار الأسهم واستشارات عمليات الاندماج والاستحواذ. وكانت أنشطة ليمان في مجال الأسهم الأميركية عاملا رئيسيا في الصفقة إذ أن قنوات البيع في الولايات المتحدة هي الأكبر والأكثر أهمية لأي جهة تبيع أو ترتب إصدار أسهم. وثبت أنها كانت فرصة مجزية إذ ساهمت في مضاعفة الأرباح قبل خصم الضرائب من أعمال باركليز في الاستثمار المصرفي في الشهور الستة الأولى من العام. وقال المحلل مايك تريبيت من أوريل للأوراق المالية «مع ليمان كنت كمن لديه سفينة تبحر بكفاءة عالية للغاية لكن شيئا واحدا محددا أغرقها. «سائر الأعمال في الولايات المتحدة مازالت نشطة .. ما حصل عليه باركليز بالفعل هو أنشطة كان 80 بالمئة منها مفعما بالنشاط». ومن بين التحديات التي تواجه باركليز الارتقاء بين مصاف بنوك الاستثمار مع تزايد عدد البنوك المتنافسة على عدد أقل من الصفقات. ومنذ ابرام الصفقة صعد باركليز إلى المرتبة الثانية في أسواق أدوات الدين - بعد أن كان في المرتبة الثالثة - غير أنه لايزال بحسب بيانات لطومسون رويترز في مرتبة أقل من التي كان يحتلها ليمان في سوق رأس المال المساهم وسوق الاندماجات والاستحواذات العالميتين. وكان النجاح أكثر تواضعا بالنسبة لنومورا. ففي الوقت الذي أظهرت فيه ميادين مثل أعمالها الاستشارية في اليابان والخاصة بالاندماجات والاستحواذات والسندات القابلة للتحويل إلى أسهم بعض القوة إلا أن نومورا عانت مبكرا من تكاليف مرتبطة بصفقة ليمان. وقال أزوما أونو المحلل لدى كريدي سويس «بالنظر إلى النتائج المالية لنومورا في الربع الأول نجد أنها تمكنت فقط من جني (بعض) الثمار من الاستحواذ على أعمال ليمان. بالنسبة لي يبدو أنهم أظهروا قدرتهم على تحقيق أرقام جيدة للغاية في أجواء مالية جيدة .. لكنها لم تكن جيدة بدرجة كبيرة». وصعدت سوق الأسهم الآسيوية في الشهور الأولى من العام إذ قفزت الأسهم في الصين وحدها أكثر من 80 في المئة في مطلع أغسطس. انقسامات داخلية ودخل البنك الياباني سريعا في تحد ليست له علاقة تذكر بالسرعة أو التنفيذ. فقد ثبت أن الاستحواذ على شركة وساطة أميركية شغوفة بالمخاطرة مهمة شاقة. وفي الوقت الذي جرى فيه اتخاذ خطوات مثل إبرام عقود على الطراز الغربي بهدف الحد من الاختلافات الثقافية إلا أن مواطن خلاف مازالت تظهر. ونشرت الصحافة الأميركية قصصا لمتعاملين يتغنون باسم الشركة أو عن دروس بشأن كيفية تقديم الشاي على الطريقة اليابانية التقليدية. وقال مصرفي في نومورا طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث لوسائل الإعلام بشأن الاتفاق «مازالت هناك انقسامات داخلية لن تنتهي بسهولة. إنها عقلية ‹نحن في مقابل هم› وهذا مخز». وأضاف أن تبادل شبكات العملاء مشكلة مستمرة. وللحفاظ على موظفي ليمان المصرفيين خلال الاضطرابات عرضت نومورا على كثيرين منهم ضمانات لعام وعامين بناء على مكافآتهم في 2007. وكان السداد الكامل لمكافآت العام الماضي مستحقا في أول سبتمبر مما أثار تكهنات بجولة أخرى من رحيل العاملين في ليمان قريبا. ودافعت نومورا عن توقيت شراء أعمال ليمان وأظهرت أنها مازالت مستعدة للتوظيف حتى قبل انتعاش الأسواق. وقفز عدد موظفي نومورا في أوروبا من 1500 إلى 4400 بعد الاستحواذ على أعمال ليمان ووظفت الشركة 521 آخرين في أوروبا منذ يناير كانون الثاني من بينهم ثمانية فرق بحثية من الدرجة الأولى. وقال مسؤول تنفيذي سابق في ليمان «الأمر اللافت للنظر بشدة هو أنه قبل نحو 18 شهرا لم يكن أحد من جولدمان أو ميريل يرغب في العمل في نومورا. أما الآن فهم يرون فرصة لعمل شيء». غير أن مصرفيي ليمان مازالوا يشعرون أن تمثيلهم ضعيف في الادارة العليا لنومورا وهو شعور تزايد عندما قال جيسي باتال الرئيس التنفيذ السابق لعمليات ليمان في آسيا والمحيط الهادي هذا الصيف إنه سيترك منصبه في نهاية العام. غير أن تقدما بدأ يظهر. فقد عوضت نتائج نومورا في الربع الأول من العام الحالي تراجعا على مدى عام ونصف كما جرى التعاون بين فرق مختلفة. وقال المصرفي الذي يعمل في نومورا «فريق أسواق رأس المال وقسم المبيعات عملا جيدا ... فيما يتعلق بالتوزيع. كان هذا بالفعل نجاحا مذهلا. «في عدد من القطاعات نتمتع بمراكز جيدة. يبدو أننا نضيع بعض الفرص .. أقول بوجه عام إنه مازال عملا قيد التطوير». وحتى إذا كانت صفقة باركليز قد حققت نجاحا أكبر إلا أن البنك البريطاني مازال أمامه الكثير الذي يتعين عمله لاسيما فيما يتعلق بالنمو في آسيا وأوروبا وتحقيق طموحاته باحتلال مركز بارز في أسواق الاستثمار في الأسهم وأنشطة الدمج والاستحواذ. وقد استفاد من دوره كمستشار لفايزر في عملية استحواذها على ويث في صفقة حجمها 68 مليار دولار غير أن باركليز يحتل حاليا المرتبة الحادية عشرة في سوق الدمج والاستحواذ العالمية وهي مرتبة أقل من موقع ليمان القديم حيث كان يحتل المرتبة التاسعة.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©