السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرنين المغناطيسي يفك «شيفرة» أسرار جسم الإنسان

الرنين المغناطيسي يفك «شيفرة» أسرار جسم الإنسان
25 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - تعد عملية التصوير بالرنين المغناطيسي تكنولوجيا طبية معقدة، تعرف باسم MRI، هي الأحدث في مجال التشخيص الطبي حيث لا تتعدى أكثر من 20 عاما مقارنة بأجهزة أشعة اكس التي مر عليها أكثر من مائة عام. ويعتمد التصوير فيها على الظاهرة الفيزيائية المعروفة بالرنين المغناطيسي النووي. وتعد أجهزة MRI في أوجها لأنها تعطي أفضل صورة ممكنة ونتائج ممتازة وصورا دقيقة وواضحة حيث إنها مخصصة لتصوير بعض أعضاء الجسم مثل الذراع أو العمود الفقري أو الركبة أو الرقبة أو التجويف البطني أو القفص الصدري أو الدماغ. ويعكف العلماء على توظيف أجهزة الرنين المغناطيسي لتصوير دماغ الإنسان أثناء قيامه بأداء بعض المهام لمعرفة كيف يعمل الدماغ. وبالتالي فإن الأبحاث العلمية موجهة لكيفية توظيف أجهزة الرنين المغناطيسي لفهم العديد من أسرار جسم الإنسان. كيف يعمل هذا الجهاز الطبي المعقد؟ وما هي فكرته؟ وماذا يحدث لجسم الإنسان عندما يوجد في داخل هذا الجهاز؟ وماذا نرى بواسطته؟ ولماذا يجب على الشخص أن يبقى ساكناً طوال وقت مكوثه داخل الجهاز أثناء الفحص؟ الدكتورة إيما نيفيس، اختصاصية التشخيص، تجيب عن هذه التساؤلات، وتقول:«يبلغ طول جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي 3 أمتار، ويحتوي على أنبوبة أفقية تمتد خلال مجال مغناطيسي، حيث يستلقي المريض على ظهره على سرير خاص يمر ببطء من خلال الأنبوبة داخل المجال المغناطيسي. وليس بالضرورة أن يتم إدخال جسم المريض بالكامل داخل التجويف المغناطيسي، وإنما يعتمد ذلك على نوع الفحص المطلوب. والمجال المغناطيسي هو العنصر الرئيسي للجهاز، وتصل شدة المجال المغناطيسي المستخدم حوالي 10000 جاوس، وللمعرفة فإن شدة المجال المغناطيسي للأرض تصل إلى 0.5 جاوس، وهذا يدل على ضخامة المجال المغناطيسي المستخدم» محاذير تكمل الدكتورة نيفيس:«من الأهمية أن يتم التأكد قبل إدخال المريض إلى غرفة الجهاز من أنه يتم إجراء فحص دقيق للتخلص من الأشياء المعدنية التي قد يحملها المريض، والتأكد من عدم وجود قطع أو شرائح معدنية زرعت في أجسام المرضى كشرائح تثبيت العظام، وإذا وجد نتيجة الفحص احتواء الجسم على أية معادن قابلة للحركة لا يسمح للمريض بالتصوير بجهاز MRI ويتم تحويله إلى وسيلة تصوير أخرى مثل CAT. كما لا يسمح للمرأة الحامل باستخدام الجهاز لأنه حتى الآن لم تجر بحوث على تأثير المجال المغناطيسي على الجنين ويخشى من تأثر خلايا الجنين بالمجال المغناطيسي وخصوصا أنها تكون في طور الانقسام والنمو». ونحن نعلم أن جسم الإنسان يتكون من بلايين الذرات المختلفة، ونواة هذه الذرات تتحرك حركة دورانية حول محور حيث تشكل هذه الحركة شكل مخروط حول محور الدوران. ولنتخيل أن هذه البلايين من الأنوية عشوائية في حركتها حيث إن كل نواة تتحرك حول محورها بصورة مستقلة عن النواة الأخرى، وكما نعلم فإن الجسم مكون من مواد مختلفة وبالتالي من ذرات مختلفة، لكن جهاز MRI يركز فقط على ذرة الهيدروجين حيث إنها الذرة المثالية، لأن النواة تحتوي على بروتون واحد وله عزم مغناطيسي كبير نسبياً وهذا يعني أنه عندما تتعرض ذرة الهيدروجين لمجال مغناطيسي خارجي فإنها سوف تتأثر به، بحيث يصبح اتجاه العزم المغناطيسي في اتجاه المجال المغناطيسي الخارجي أو في عكسه. كما يحدث للإبرة المغناطيسية في مجال مغناطيسي حيث تدور حول محورها وتستقر في النهاية في اتجاه المجال المغناطيسي كما يمكن إجبارها على أن تستقر في عكس اتجاه المجال المغناطيسي. فكل بروتونات ذرة الهيدروجين تترتب في اتجاه المجال أو في عكس اتجاه المجال ولا يمكن أن يكون هناك ترتيب آخر». أمواج الراديو تكمل الدكتورة نيفيس:«كما في التصوير بأشعة اكس أو التصوير بالأشعة المقطعية، فإنه يتم حقن المريض بمادة لزيادة التباين حيث تعمل على توضيح الجزء المراد تصويره في الجسم وتميزه عن الأعضاء المجاورة، كذلك هو نفس الحال في حالة التصوير بجهاز الرنين المغناطيسي. لكن المادة المستخدمة في هذه الحالة تختلف، حيث إن المادة المستخدمة في حالة التصوير بأشعة اكس أو الأشعة المقطعية التي تستخدم أشعة اكس أيضا تتأين إذا تعرضت لأشعة اكس، مما يعني أنها سوف توقف أشظعة اكس من النفاذ من ذلك العضو الذي يحتوي على مادة التباين. وبهذا نحصل على صورة لذلك العضو عن طريق الظل الذي تم تصويره. ولكن مادة التباين المستخدمة في الرنين المغناطيسي لها وظيفة مختلفة تماماً، فهي تعمل على تغير المجال المغناطيسي الموضعي للأنسجة التي تفحص، وتصبح استجابة الأنسجة الطبيعية مختلفة عن الأنسجة المصابة بمرض مما يعطي نتائج مختلفة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©